حزب العمال الكوردستاني يُسلّم أسلحته وأنفاق حربه سرًا للجيش التركي!

حزب العمال الكوردستاني يُسلّم أسلحته وأنفاق حربه سرًا للجيش التركي!

سلّم حزب العمال الكوردستاني بكك أسلحةً وعتاداً وبعض المغارات وأنفاق الحرب لمقاتليه في المناطق الحدودية في حدود بهدينان بإقليم كوردستان للجيش التركي. ووفقًا لمعلوماتنا، سلّم الحزب عدداً من أنفاق الحرب لمقاتليه وأسلحتهم للجيش التركي في المناطق الحدودية، وخاصةً في متينا.

في 11 يوليو/ تموز، أحرق 30 گريلا-مقاتلًا لحزب العمال الكوردستاني بكك (من بينهم قياديين بارزين للحزب) أسلحتهم أمام وسائل الإعلام في كهف جاسنه بالقرب من محافظة السليمانية بإقليم كوردستان. وأفادت التقارير أن حزب العمال الكوردستاني سلّم أسلحته للجيش التركي فيما يُسمى بـ “مناطق الدفاع المشروع-باراستنا مديا” وأن هذه العملية تُدار سرّاً بعيداً عن عدسات الإعلام وخُفية عن أعين الشعب والرأي العام.

ومنذ شباط، تقلّصت الاشتباكات والمعارك بين القوات المسلّحة لحزب العمال الكوردستاني بكك والقوات المسلّحة التركية بل تكاد تكون معدومة، ورغم وقوع اشتباكات عرضية متقطّعة في مناطق التماس في منطقتي ئاميديي-العمادية وزاب، إلا أن الاشتباكات توقّفت بشكل عام. ومنذ أواخر حزيران وأوائل تموز، وردت تقارير موثّقة تُفيد بأن حزب العمال الكوردستاني بكك سلّم بعض أنفاق الحرب لمقاتليه وأسلحتهم وما في هذه الأنفاق من مخازن الأسلحة والعتاد سلّمه للجيش التركي، وخاصةً في منطقة برواري بالا الحدودية والتي خلت من تواجد مقاتلي التنظيم-الگريلا تقريباً بشكل عام.

اتّخاذ هذا القرار في اجتماع 30 أيار

يُذكر أن عبد الله أوجلان، قرّر في اجتماع مع وفد الدولة التركية ووفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، قرّر تسليم بعض الأسلحة وساحات القتال وجبهاته للجيش التركي.

فمنذ انطلاق العملية الجارية في تركيا لـ مثلث الدولة “باخجلي-أردوغان-أوجلان” تمّ الإعلان عن عقد سبع لقاءات واجتماعات رسمية بين الوفد المعروف إعلامياً بـ “وفد إمرالي” لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) وزعيم حزب العمال الكوردستاني بكك المسجون، عبد الله أوجلان، إلّا أن الحقيقة هي أنه تمّت العديد من الزيارات كما عُقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات السرية التي لم تُعلن والتي تمّت بعيداً عن عدسات الكاميرا وأعين الشعب والرأي العام، من هذه اللقاءات والاجتماعات السرية اجتماع 30 مايو/ أيار السرّي الذي شارك فيه وفد من الدولة التركية. وتقرّر في اجتماع 30 مايو/ أيار السرّي هذا إقامة مراسم نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك في 11 يوليو/ تموز والتي جرت في كهف في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان بحضور وسائل الإعلام، كما تقرّر خلال هذا الاجتماع توقيع اتفاقية سرية بصدد مناطق التماس التي شهدت اشتباكات متقطّعة بين القوات المسلّحة التركية وقوات الگريلا.

فحتى الآن، تمّ الإعلان فقط عن سبع زيارات لوفد إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) لإمرالي على وسائل الإعلام، إلّا أن هناك العديد من اللقاءات والزيارات والاجتماعات الأخرى التي لم يُعلن عنها. ومن بين هذه الاجتماعات السرية اجتماع 30 مايو/ أيار السرّي، وفي هذا الاجتماع السرّي نوقشت العديد من القضايا واتّخذت عدّة قرارات، وخصوصاً قرار إقامة مراسم نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني بكك وإحراقه، فقد تمّ التوصّل إلى هذا القرار والعديد من القرارات الأخرى، ولكن بالذات هذا القرار فقد كان قراراً مشتركاً بامتياز.

في اجتماع 30 مايو/ أيار السرّي، أعرب أوجلان عن استيائه وأبدى رفضه لهذه الفكرة، وقال: “ليس من الجيد أن يُسلموا أسلحتهم أمام وسائل الإعلام والصحافة. قد يتمّ استخدام هذه القضية ضدّنا ويُفهم منها وكأنّنا استسلمنا!” هنا تمّ طرح فكرة إحراق الأسلحة من جانب صناع القرار الأتراك، فقال ممثّل الدولة التركية: “فليقوموا بحرق أسلحتهم أمام الصحافة والإعلام لطمأنة الشعب والرأي العام، بعد ذلك سندير العملية من خلال تفاهمات بيننا من خلال إجراء حوار فيما بيننا سرّاً”.

كما ناقش الاجتماع أيضاً إمكانيات منع الاشتباكات في مناطق التماس والتي تكون فيها قوات حزب العمال الكوردستاني والقوات المسلّحة للدولة التركية قريبة من بعضها البعض، وتمّ التوصّل إلى نفاهم مشترك فيما بينهم، فطرح مسؤولو الدولة التركية فكرة “يمكن للمقاتلين-الگريلا والجنود الأتراك في هذه المناطق الاجتماع بقادتهم وإيجاد حلول فيما بينهم. يمكن السماح لهم-أي للگريلا بمغادرة الأنفاق والانتقال لمناطق أخرى وتغيير أماكنهم”.

تسليم الأسلحة سراً!

بعد هذا الاجتماع، انخفضت حدة الاشتباكات بين مقاتلي حزب العمال الكوردستاني بكك والقوات المسلّحة للدولة التركية خلال شهري حزيران وتموز.

وكان قبل ذلك قد حوصرت بعض المجموعات المتنقلة للگريلا في بعض أنفاق الحرب لحزب العمال الكوردستاني-قوات الدفاع الشعبي، ويُتوقع أنه تمّ السماح لهذه القوات بمغادرة هذه الأنفاق والتوجّه لمعسكرات قوات الدفاع الشعبي حسب أوامر صدرت لهم منذ فترة طويلة. كما سلّم حزب العمال الكوردستاني بكك مخطّطات الأنفاق ومستودعات أسلحة في بعض المناطق للدولة التركية.

وحاليًا، يقتصر وجود مقاتلي العمال الكوردستاني الگريلا في الأنفاق المحيطة بقرية گوهرزي على طريق آمديي-ديرلوك. أما المقاتلون في باقي الأنفاق الأخرى فقد سلّموا قواعدهم وأنفاقهم للدولة التركية.

ضبط ومصادرة الأسلحة في متينا…

ووفقًا لمصادر مقرّبة من حزب العمال الكوردستاني بكك، فإن معظم الأسلحة المُسلّمة كانت في منطقة متينا-زاب، وتعلن وزارة الدفاع التركية بين الحين والآخر عن أن الأسلحة المُسلّمة تمّت مصادرتها والسيطرة عليها.

وكان آخرها، في 7 يوليو/ تموز، فقد نشرت وزارة الدفاع التركية عن تفاصيل سلسلة ضبط ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، وكانت من بين الأسلحة خمسة صواريخ مضادة للدبابات، وستة صواريخ دفاع جوي من طراز SA-7، ومنظاران، وأسلحة كاتيوشا، وكاميرات حرارية، وبنادق قنّص وأسلحة مضادة للمدرعات وغيرها من الأسلحة المهمة.

وكانت الصياغة المستخدمة في بيان وزارة الدفاع مثيرة للاهتمام أيضًا. حيث لم تُحدد وزارة الدفاع أي جهة استلمت الأسلحة من أي جهة! كما لم تُستخدم كلمة “إرهابي” كالمعتاد!

تواصل الاجتماعات السرية…

بالإضافة إلى الاجتماعات التي أُعلن عنها للرأي العام، عُقدت اجتماعات أخرى عديدة بين وفد إمرالي لـ (DEM Partî) والدولة التركية. ومع ذلك، لا يُكشف إلا عن بعضها للشعب الكوردي والرأي العام، وتشارك كلّ من الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني بكك مع جمهوره والرأي العام تلك الاتفاقيات التي أبرمها مع الجانب الآخر والتي تصبّ في مصلحته فقط؛ لتجنّب الاستياء الشعبي وتجنّب إثارة سخط جمهوره والرأي العام…

مقالات ذات صلة