زعيم الشعب الكوردي في ذكرى أنفال البارزانيين: لن يهدأ العراق طالما بقيت العقلية الشوفينية…

زعيم الشعب الكوردي في ذكرى أنفال البارزانيين: لن يهدأ العراق طالما بقيت العقلية الشوفينية...

في رسالة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لجريمة أنفال البارزانيين، أكّد الزعيم والمرجع الكوردي، الرئيس مسعود بارزاني، أن شعب كوردستان لا يكاد تمرّ عليه أيام دون استذكار كارثة أو ظلم ارتكبته حكومات العراق السابقة بحقّه.

وأوضح الرئيس بارزاني أن الأنظمة العراقية قامت قبل اثنين وأربعين عاماً، وفي مثل هذا اليوم، بترحيل ثمانية آلاف رجل من كبار السنّ والشباب البارزانيين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والتسعين، قسراً إلى صحاري جنوب العراق، حيث ارتُكبت بحقّهم مجزرة وحشية، مشدّداً أن هذه الجريمة لم تكن سوى واحدة من سلسلة انتهاكات واسعة تعرّض لها أبناء كوردستان، بدءاً من اختفاء 12 ألف شاب فيلي، وحملات أنفال كرميان وبهدينان، إلى القصف الكيميائي لحلبجة، والتعريب والترحيل القسري للكورد.

وأشار الرئيس بارزاني إلى أن “العقلية الشوفينية والإنكارية” التي وقفت خلف تلك الجرائم، لم تجلب سوى الشقاء والتخلّف للعراق كلّه، محذّراً من استمرار مثل هذه السياسات. وأضاف: “يجب أن يدرك الجميع أن بقاء هذه العقلية يعني استمرار عدم الاستقرار في العراق.”

وتوجّه بارزاني بالشكر إلى أهالي سهل أربيل وحرير وسوران، الذين وقفوا إلى جانب البارزانيين في محنتهم، كما حيّا صمود أسر الأنفال، ولا سيما الأمهات والنساء البارزانيات اللواتي تحملن سنوات طويلة من الألم والفقدان.

واختتم الرئيس بارزاني رسالته بإرسال التحيات لأرواح شهداء أنفال البارزانيين وجميع شهداء الحرية في كوردستان، مؤكّداً أن ذكراهم ستظلّ حية في وجدان الشعب الكوردي.

ويصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 42 لإبادة البارزانيين، حين أقدم النظام البعثي برئاسة صدام حسين، في 31 تموز من عام 1983 على جريمة وصفت بالأبشع على مرّ تاريخ العراق وإقليم كوردستان إضافة للجرائم الدموية التي استهدفت الشعب الكوردي في الانفال وحلبجة.

وفي ذلك اليوم ألقى النظام السابق، القبض على رجال وشباب وأطفال البارزانيين الذين أسكنوا قسراً في المجمعات القريبة من أربيل في كلّ من قوشتبه و حرير و بحركه، ولم يمض شهر حتى تم اعتقال الشباب و الأطفال والشيوخ في المجمعات السكنية القسرية حيث قاد النظام البعثي أكثر من 8000 بارزاني إلى مصير مجهول ومن ثمّ تمّ دفنهم أحياء في مقابر جماعية بصحراء السماوة في مجزرة صنفت على أنها إبادة وتطهير عرقي ضمن سلسلة الجرائم التي مارسها نظام البعث بحقّ اهالي إقليم كوردستان والتي راح ضحيتها ما يقارب الـ 182 ألف شخص من الأبرياء، بعد أن هدم النظام البعثي أكثر من 5000 قرية كوردية بالكامل قبل ذلك.

وبعد سقوط النظام وتشكيل الحكومة الفدرالية عام 2003 وبعد البحث والتنقيب تمّ العثور على رفاة عدد من البارزانيين في مقابر متفرّقة توزّعت بشكل عشوائي في صحاري السماوة، وقد تمّت إعادة جثامين 696 ضحية من البارزانيين من ضحايا المقابر الجماعية هذه، وعلى 3 مراحل:

المرحلة الاولى كانت في 2005/10/17، حيث تمّت إعادة 503 رفات من الشهداء البارزانيين إلى إقليم كوردستان

المرحلة الثانية: في 2014/3/6، تمّ إعادة 93 رفات بعد أن تمّ العثور على جثامينهم في منطقة ( بصية ) بمحافظة السماوة.

المرحلة الثالثة: في عام 2022 أعيدت 100 رفات أخرى من ضحايا البارزانيين إلى إقليم كوردستان.

ومازال مصير الالاف من الضحايا البارزانيين مجهولاً في صحاري السماوة جنوب العراق حتى الان.

ثمانية آلاف شاب ورجل وشيخ من البارزانيين تمّ تغييبهم في الفترة من 31 تموز إلى أواسط آب 1983 في حملة وحشية شنّها النظام العراقي حينها على المجمعات القسرية بأربيل، ثم تمّت تصفيتهم في عمليات قتل جماعية.

ومنذ عام 2003 أعيدت رفات العديد من الضحايا التي كانت مدفونة في المناطق الصحراوية جنوبي العراق، حيث بنت حكومة إقليم كوردستان نصباً تذكارياً ومقبرة للضحايا في منطقة بارزان، ليزورها ذووهم وتُقام في النصب التذكاري المراسم الرسمية.

مقالات ذات صلة