فشل العراق منذ قرن في تأمين الكهرباء 24 ساعة…

فشل العراق منذ قرن في تأمين الكهرباء 24 ساعة...

لا تزال أزمة الكهرباء في العراق واحدة من أبرز التحدّيات التي تواجه البلاد منذ سنوات طويلة، حيث لم تتمكّن الحكومات المتعاقبة من إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تؤثّر بشكل مباشر على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني. ومع اقتراب فصل الصيف، تتزايد المخاوف من تكرار السيناريو المعتاد لانقطاع التيار الكهربائي، مما يفاقم معاناة العراقيين.

أكّدت الباحثة السياسية سروه برزنجي أن مشروع ‹روناكي› لتوفير الكهرباء على مدار 24 ساعة يومياً في إقليم كوردستان يحظى بدعم وتأييد دولي واسع، مشيرة إلى أن العراق، طوال 100 عام مضت، لم يتمكّن من تحقيق هذا الهدف، فيما يشهد الإقليم اليوم تحولاً نوعياً في قطاع الطاقة.

وقالت برزنجي: “مشروع روناكي أثار اهتماماً كبيراً وواسعاً، ويحظى بدعم ملموس من دول عدة. الولايات المتّحدة كانت أول دولة دعمت هذه الخطوة، ثم تلتها الإمارات العربية المتّحدة، كما خصّصت قناة (فرانس 24) مساحة لتسليط الضوء على المشروع الذي انطلق من كوردستان”.

وأضافت: “الدعم الدولي يعكس أن هذا المشروع يحمل بُعداً استراتيجياً دولياً، لا سيما وأن العراق، ومنذ قرن من الزمان، لم ينجح في تأمين الكهرباء لمدة 24 ساعة، وكذلك كوردستان التي لم تتمكن طوال أكثر من 30 عاماً من توفير كهرباء مستمرة، إلى أن جاءت هذه الخطوة النوعية”.

وتابعت برزنجي: “هذا المشروع يشكّل نقطة تحوّل مهمة على الصعيدين الاقتصادي والخدمي، ويستحق أن يُحتفى به ويُشجَّع، خاصة وأن العديد من الوكالات الإخبارية الدولية، باللغتين العربية والإنكليزية، سلّطت الضوء على أهمية وصول الكهرباء 24 ساعة في كوردستان”.

برزنجي ختمت تصريحها: “هذه المرحلة تُعدّ محطة مفصلية في مسيرة كوردستان، ويمكن للإقليم أن يستفيد منها كنموذج ناجح يُحتذى به في المنطقة”.

فأزمة الكهرباء في العراق ليست وليدة اليوم، لكنّها نتيجة سنوات من سوء الإدارة والفساد وغياب التخطيط الاستراتيجي. وإذا أرادت الحكومة العراقية تجاوز هذه المشكلة بشكل جذري، فلا بد من نهج جديد قائم على التخطيط السليم والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة. فبدون حلول حقيقية وملموسة، سيبقى المواطن العراقي الضحية الأولى لانقطاع الكهرباء، وسيظلّ ملف الطاقة أحد أكبر التحديات التي تواجه العراق في المستقبل.

مقالات ذات صلة