يتصدّر مخيم مخمور، والذي يقطنه لاجئون من باكور كوردستان-كوردستان تركيا، واجهة وسائل إعلام حزب العمال الكوردستاني بكك من جديد، ووفقًا لتقارير إعلامية لحزب العمال الكوردستاني بكك، فرضت الدولة العراقية حصاراً حادّاً وخانقاً على المخيم، ووفقاً لهذه التقارير، فإن هذا الحصار قد دخل مرحلة خطيرة، إذ يمنع الأهالي من شراء مستلزمات البناء أو حتّى التوجّه إلى المستشفى دون وجود جنود ومرافقة عسكرية، كما ويتمّ اعتقال العمال، ويُمنع أصحاب المتاجر من إدخال البضائع إلى داخل المخيم…
وكعادته وكما دأب، كلما تحدّث حزب العمال الكوردستاني عن دولة محتلّة لكوردستان، أُلصق اسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني بتلك الدولة وأردفه معها! سعياً حثيثاً لتشويه سمعة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بهذه الأساليب الرخيصة والتافه والطرق الدنيئة،
وكلّما مارس حزب العمال الكوردستاني مثل هذه الممارسات والأعمال الدنيئة… فمن المؤكّد أن هناك حقيقة وراء الكواليس ويريد حزب العمال الكوردستاني بكك إخفاءها والتغطية على الخيانة الدنيئة التي مارسها من خلال تشويه اسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
في الآونة الأخيرة، نشرت صحيفة (ROJnews-روج نيوز) التابعة لحزب العمال الكوردستاني بكك والتي تُذاع في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، نشرت خبرين-مقالين عن مخيم مخمور تحت عنوان “حصار الدولة العراقية والديمقراطي الكردستاني على مخيم مخمور يدخل مرحلة خطيرة” 1 كيس إسمنت، 1 جندي!” و “العراق تحاول تسييج مخيم مخمور بالأسلاك الشائكة”… وفي كلا المقالين لم يهاجم حزب العمال الكوردستاني بكك الدولة العراقية المحتلّة ولم يذكر اسمها قدر هجومه على الحزب الديمقراطي الكوردستاني وذكره لاسمه!
صحيحٌ أن هناك حصاراً على مخيّم مخمور… ولكن لماذا ومن هو سبب هذا الحصار؟ ومن الذي تسبّب بدخول مخيم مخمور لهذا الوضع؟
أبرمت لجنة الشؤون الخارجية لحزب العمال الكوردستاني اتفاقيةً مع الحكومة العراقية عام 2024 لإعادة بناء وترميم المخيم، وبناء مستشفى ومدرسة وتمّ نقل 5 ملايين بلوك إلى المخيم، بعضها كانت على شكل مساعدات، وتمّ جلب الحديد والإسمنت وغيرها من المواد الإنشائية، بالإضافة إلى إحضار آلات إسمنت وغيرها إلى المخيم، بعد عام، أرادت الحكومة العراقية زيارة المخيم للاطلاع على سير عملية بناء المستشفى والمدرسة، وإلى أية مرحلة وصلت مسيرة البناء، ولكن، حاولت لجنة الشؤون الخارجية لحزب العمال الكوردستاني تأجيل هذه الزيارة وتسويفها. ولكن رغم الحكومة العراقية اصرّت وتمّت الزيارة، لكنها كشفت أنه لم تجري أي عمليات بناء أو أي مخيم اجتماعي جديد في المخيم.
ولم تُستخدم تلك المواد الإنشائية والتي كانت تكفي لبناء نصف مدينة واختفت تماماً! ولم تُبنَ أيّة مبانٍ من مستشفيات أو مدارس! ونتيجةً لذلك، أرادت الدولة العراقية سحب تلك المواد.
كان حزب العمال الكوردستاني بكك قد استخدم جميع تلك المواد الإنشائية في الأنفاق التي بناها. وعلّقت الدولة العراقية الآن العمل بالاتفاقيات المبرمة السابقة مع إدارة المخيم لحزب العمال الكوردستاني بكك، وأوضحت أن الوضع لا يتوافق مع الاتفاقيات الموقّعة. بمعنى آخر، أن الوضع في مخمور ليس مشكلةً مع أهالي وقاطني مخيّم مخمور، بل هو مشكلةً بين حزب العمال الكوردستاني بكك والدولة العراقية.
الأنفاق التي بناها حزب العمال الكوردستاني بكك لا فائدة منها لأهالي مخمور على الإطلاق، إذ يستطيع الأهالي حماية أنفسهم بأنفسهم. بُنيت الأنفاق فقط لتلبية احتياجات حزب العمال الكوردستاني. لذلك، فرضت الحكومة العراقية حظرًا على مخيّم مخمور، ولا تسمح بمرور مواد البناء بسهولة، فـ حزب العمال الكوردستاني نفسه ووحده هو المسؤول عن الوضع المتأزم في مخمور لا غيره.
والحقّ، أن حزب العمال الكوردستاني بكك يستخدم سكان المخيم كدروع بشرية حية منذ عقود، فمنذ عام 1994، دأب الحزب على استغلال أهالي مخمور واستثمارهم وفق أجندته الخاصة ولتحقيق مصالحه الحزبية الضيقة فقط، في عام 1995، عندما كان أهالي المخيّم في مخيم أتروش قرب محافظة دهوك، أراد حزب العمال الكوردستاني بكك استخدام المخيم كمعسكر وجبهة ضدّ بيشمركة كوردستان، وحوّل الحزب المخيم إلى جبهة عسكرية وساحة حرب، فاضطروا إلى المغادرة واللجوء إلى صحراء مخمور. هناك أيضاً اتّخذ الحزب هذا المخيم كمعسكر له ومعقلاً لمقاتليه، مستغلًا الشرعية الدولية للمخيم.
لا يُمكن حلّ مشكلة ومعضلة مخيّم مخمور بالأخبار الكاذبة والسياسات المعوجّة والمنحرفة لحزب العمال الكوردستاني بكك، كان من الممكن حلّ هذه المشكلة ببدء العودة للقرى عام 2004، وكان بإمكان الأهالي العودة إلى قراهم وديارهم، لكن حزب العمال الكوردستاني لم يقبل بذلك ورفضه. مرّ واحد وعشرون عامًا منذ ذلك الحين، عاد الناس برغبتهم ومبادرتهم إلى تركيا، وحصلوا على جوازات سفر قانونية، وحصلوا على ضمانات لقراهم، ثم عادوا مرّة أخرى إلى المخيم. بمعنى، تمّ تأجيل وتسويف مشكلة مخيم مخمور لمدة 20 عاماً من قبل حزب العمال الكوردستاني بكك، وعمداً.
إذا أراد حزب العمال الكوردستاني بكك حقًا حلّ هذه المشكلة والمعضلة، فما عليه سوى الانسحاب من المخيم لا غير، فلا يُمكن حلّ هذه المشكلة بالأخبار الكاذبة والملفقة وإلقاء اللوم على الحزب الديمقراطي الكوردستاني واتّهامه بهتاناً وزوراً، وبات أنصار وأتباع حزب العمال الكوردستاني أنفسهم يدركون هذه الحقيقة ويعرفونها…