حزب العمال الكوردستاني: لن نتّخذ خطوات أخرى… وإذا كانت الدولة التركية جادة فعليها أولاً أن تقدّم خطوات ملموسة… والخطوة الأولى هي حرية أوجلان

حزب العمال الكوردستاني: لن نتّخذ خطوات أخرى... وإذا كانت الدولة التركية جادة فعليها أولاً أن تقدّم خطوات ملموسة... والخطوة الأولى هي حرية أوجلان

أكّد قيادات في حزب العمال الكوردستاني بكك، أن الحزب “لن يتّخذ أي خطوة أخرى” في العملية الجارية في تركيا تجاه أنقرة، مطالبين الدولة التركية باتّخاذ خطوات “ملموسة” وعلى رأسها الإفراج عن زعيم العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان.

فمن جانبه، أكّد القيادي في قوات الدفاع الشعبي (HPG)، آمد ملاذكرد لوكالة فرانس برس في منطقة قنديل الحدودية بإقليم كوردستان، أن حزب العمال الكوردستاني أدّى جميع الواجبات الملقاة على عاتقه، وأنّه حان الآن دور اتّخاذ الخطوات من قِبل الدولة التركية، مردفاً بالقول: “قال القائد آبو: ليجتمع حزب العمال الكوردستاني ويعقد مؤتمره، فتجمع حزب العمال الكوردستاني بالفعل وعقد مؤتمره. وقال: ليقم حزب العمال الكوردستاني بحلّ نفسه، فقمنا بحلّ أنفسنا. لمدة خمس سنوات كانت الحرب تُدار بصعوبة كبيرة في منطقة زاب، حيث جنّدت وحشدت الدولة كل إمكانياتها للقضاء على قوات الكريلا هناك، لكنها فشلت ولم تتمكن من ذلك. وقال القائد: من أجل منع الاستفزازات، ومنع احتمالات الصدام، يجب سحب القوات، فقمنا بسحب قواتنا من تلك المنطقة. قالوا لنا: سلّموا أسلحتكم، قلنا لن نسلّمها، لكن لكي نكون مرنين، قمنا بإتلاف جزء منها بشكل رمزي. وفي النهاية، وللحيلولة دون حدوث أيّ احتكاك أو صِدام، قمنا بسحب قواتنا من شمال كوردستان أيضاً، والراي العام أيضاً شهد ذلك. لقد قمنا بالدور الذي كان ينبغي أن نقوم به كحزب العمال الكردستاني”.

وتجاه الخطوات التي اتّخذتها الدولة، أكّد ملاذكرد أنه “لكن حتى الآن، لم تتّخذ الدولة أي خطوة ملموسة. ونحن بدورنا نراقب الدولة عن كثب، وننتظر ما إذا كانت ستتّخذ أي خطوات. لأنه لا توجد أي خطوة نخطوها من الآن فصاعداً. وإذا كانت الدولة التركية جادة في الحديث عن أخوّة بين الكورد والأتراك، فعليها أولاً أن تقدّم خطوات ملموسة. الخطوة الأولى هي حرية القائد آبو، ويجب التوصل إلى حلّ في هذا الصدد من خلال أرضية قانونية…” مشيراً إلى أن جميع الخطوات حتى الآن “الخطوات التي اتُّخذت حتى الآن كانت من جانب القائد آبو وحده، وعيوننا الآن على الدولة التركية؛ فالخطوات التي ستُتخذ هي مهمة”.

بينما من جانبها، صرّحت بسي هوزات، الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK)، أنه يجب إصدار قانون الحرية لأعلى القيادات البارزة في الحركة إلى أحدث مقاتل انضم إليها، وقالت: “هؤلاء الأشخاص سوف يذهبون ويمارسون أعمال السياسة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطى”.

وأكّدت بسي هوزات، خلال البرنامج الخاص على قناة مديا خبر (Medya Haber) التابعة لحزب العمال الكوردستاني، على أن الدولة التركية إذا تغيّر موقفها فهي ستواجه مخاطر كبيرة. كما وجّهت هوزات انتقاداً لحزب الشعب الجمهوري (CHP) لعدم إرساله عضواً له إلى وفد إمرالي.

ونوّهت هوزات إلى محادثات عام 2012-2013، ضمن عملية السلام والحلّ، وأنها لم تتحقّق، مؤكّدة على أن أوجلان طلب آنذاك “يجب تشكيل لجنة تمتلك جميع الصلاحيات في اتّخاذ القرار” لافتة إلى أنه لم يكن “دولت بهجلي وأردوغان لم يكونا متحمسين لهذه المسألة”.

وأكّدت بسي هوزات أن السلطة الحالية في تركيا ضعيفة لا تمتك القرار، فقالت: “لا يزال نهج الحكومة الحالية تجاه هذه العملية ضعيفاً للغاية، بل مترددة لا تمتلك القرار، باختصار، أنَّ هذه الحكومة لم تقرّر بعدُ…” مشيرة إلى أنها “أي إنها لا تمتلك رؤية وبرنامجٌ للحل، ولم تُطوّر سياسة مناسبة بناءً على ذلك، بالطبع، إن لم يحدث تغييرٌ في الذهنية، فلن يبرز برنامجٌ ولا سياسة، باختصار، لن يحدث ذلك، هناك حالةٌ من عدم الإصرار في هذه المسألة، الحكومة ترى التطورات، وترى المخاطر، وهي تُدرك عواقب ذلك أو ما ستنتجه هذه الأوضاع بالنسبة لتركيا”.

ونوّهت هوزات إلى أن الشخص الوحيد الذي يدرك المخاطر المحدقة بتركيا هو زعيم حزب الحركة القومية، دولت باخجلي، فقالت: “بهذا المعنى، فإنَّ من يُدرك هذه العملية جيداً ويُوليها اهتماماً هو دولت بهجلي، إنه يُدرك عمق الخطر، يُدرك هذه الأمور وما يجري، وانطلاقا من هذه التطورات والوضع السياسي، يُحاول رسم مسار وتحديده وفق منظوره، ولذلك، لا تسير الأمور بشكل صحيح، فهناك حاجة إلى الجديةً والاستمراريةً والصدق والإخلاص والحنكة السياسية، بمعنى آخر، إذا نظر المرء إلى الوضع السياسي والتطورات وقال “لننتظر ونرَ، ربما نجد شيئاً لصالح تركيا…”، وإذا استمرت الأمور على هذا الشكل، فسوف تنهار تركيا”.

وتابعت هوزات أن مستقبل تركيا سيكون قاتماً ومظلماً ما لم تحرز تقدماً في هذه العملية، معتبرة الخطوات التي اتّخذت حتى الآن مهمة “لكن لا يُمكن اعتبارها خطوات قوية، إنَّ العملية التي تمر بها تركيا والمنطقة حالياً هي عملية تاريخية للغاية” مشيرة إلى “تواجه تركيا خطراً حقيقياً في هذا السياق، هناك تهديد خطير للغاية لتركيا، إذا لم تُحرز تركيا تقدماً في هذه العملية، وأن لم تتخذ خطوات ملموسة، وإذا لم تنجح عملية “السلام والمجتمع الديمقراطي… ولم تُجرِ إصلاحات أو تعديلات وتغييرات قانونية جوهرية، فسيكون مستقبل تركيا قاتماً للغاية، دعونا نُعلن ذلك بوضوح”.

مقالات ذات صلة