اعتداء طائفي على طفل في دمشق يثير الغضب والاستنكار…

أثارت حادثة الاعتداء على يافع سوري يبيع الخبز من قبل مجموعة وُصفت بـ «الشبيحة الجدد» من مؤيدي السلطة الانتقالية في دمشق وعصابات الميليشيات التابعة لـ أبو محمد الجولاني، بدافع انتمائه للطائفة العلوية، موجة واسعة من الغضب والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، عقب انتشار مقطع مصوّر يوثّق تعرّضه للضرب والإهانة ما حوّل قضيته إلى قضية رأي عام.
وبحسب مصادر محلية، وقع الاعتداء أثناء عودة اليافع حمزة تمام حسن من عمله في بيع الخبز لإعالة عائلته ووالده المصاب بالسرطان، حيث اعترضه مجهولون وسألوه عن انتمائه الطائفي، وعندما أجاب: «أنا علوي وعلى الأقل اصلي» تعرّض للضرب بسبب انتمائه الطائفي، وسط محاولات منه لإكمال نطق الشهادة، فيما طالبه المعتدون بالتبرؤ من طائفته، وذلك في محيط فرن العرين بمنطقة قدسيا (مساكن الحرس سابقاً) في دمشق.
وأكّدت والدة اليافع صحة المقطع المتداول، مشيرة إلى أنها ربّت ابنها على نبذ الطائفية والإيمان بوحدة الشعب السوري، إلا أن ذلك لم يحمه من الاعتداء. وأوضحت أنها شاهدت التسجيل على وسائل التواصل الاجتماعي قبل عودة ابنها إلى المنزل، ما تسبّب لها بحالة من الهلع والخوف الشديد، استمرت حتى تأكدت من سلامته.
وأضافت، أن هذه الحادثة ليست الأولى، إذ سبق أن تعرّض حمزة لاعتداءات مماثلة بدوافع طائفية، إلّا أن هذه المرة هي الأولى التي يتمّ فيها توثيق الاعتداء بالصوت والصورة.
وحذّرت منظمات حقوقية سورية من أن استمرار الانتهاكات ذات الطابع الطائفي يشكّل تهديداً مباشراً للسلم الأهلي، ويقوّض أي مسار جدي للعدالة أو الاستقرار المجتمعي، مطالبة الجهات المعنية باتّخاذ إجراءات فورية لوقف الخطاب الطائفي التحريضي، وحماية المدنيين، ومحاسبة المتورطين، وضمان عدم الإفلات من العقاب.