طهران تشهد تظاهرات طلابية وشعبية حاشدة تنديداً بتدهور الاوضاع الاقتصادية

طهران تشهد تظاهرات طلابية وشعبية حاشدة تنديداً بتدهور الاوضاع الاقتصادية

تظاهر طلاب إيرانيون اليوم الثلاثاء (30 كانون الأول 2025) في عدّة جامعات في طهران وأصفهان للتنديد بتدهور الوضع الاقتصادي لليوم الثالث على التوالي من الاحتجاجات في إيران.

وقالت وكالة أنباء العمال الإيرانية “إيلنا” نقلاً عن أحد مراسليها إن “هذه التظاهرات نُظّمت في طهران في جامعات بهشتي وخواجة نصير وشريف وأمير كبير وجامعة العلوم والثقافة وجامعة العلوم والتكنولوجيا إضافة إلى جامعة التكنولوجيا في أصفهان”.

إلى ذلك دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان للإنصات إلى “المطالب المشروعة” للمتظاهرين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء، بعد يومين من احتجاجات التجار في طهران على ارتفاع تكلفة المعيشة والتضخّم.

وقال بزشكيان على منصة إكس، إنه طلب “من وزير الداخلية الاستماع إلى مطالب المحتجين المشروعة من خلال الحوار مع ممثليهم، حتى تتمكّن الحكومة من التصرّف بمسؤولية وبكلّ ما أوتيت من قوة لحلّ المشاكل والاستجابة لها” بحسب وكالة “إرنا”.

من جانبه، حثّ رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف النواب والمسؤولين السياسيين على اتّخاذ “التدابير اللازمة لزيادة القدرة الشرائية للسكان” بحسب بث تلفزيوني.

وحذّر قاليباف من خطر استغلال التظاهرات لبثّ “الفوضى والاضطرابات”. وفي السنوات الأخيرة، اتّهمت طهران قوى أجنبية بتأجيج الاحتجاجات التي شهدتها.

والأحد، بدأ التحرّك العفوي في أكبر أسواق الهواتف المحمولة في طهران، قبل أن يتّسع نطاقه ويكتسب زخما الإثنين. وأغلق التجّار الغاضبون من انخفاض جديد في قيمة العملة الوطنية، متاجرهم كما نظموا احتجاجات في وسط العاصمة الذي يضم العديد من المحلّات.

ولم تتأثر المدينة، حيث بقيت معظم المتاجر والمقاهي مفتوحة كالمعتاد صباح الثلاثاء على طول جادة ولي عصر التي تمتد من الشمال إلى الجنوب عبر طهران لمسافة 18 كيلومتراً.

وكانت شرطة مكافحة الشغب تراقب الساحات الرئيسية في وسط المدينة.

وأفادت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء، بأنّ مدارس ومصارف ومؤسّسات عامة ستُغلق في طهران ومحافظات أخرى في البلاد الأربعاء، بسبب البرد ولتوفير الطاقة، من دون ربط ذلك بالاحتجاجات.

وتطال عمليات الإغلاق محافظات البُرز وقم (شمال) وهمدان ولورستان (غرب) وخراسان الشمالية (شمال شرق) ويزد (وسط).

وسجّل التومان الإيراني مستوى قياسيً جديدا مقابل الدولار الأحد، وفقا لسعر السوق السوداء غير الرسمي، حيث بلغ سعر الدولار الواحد أكثر من 1,4 مليون ريال (مقارنة بـ 820 ألف ريال قبل عام).

وارتفعت قيمة العملة الإيرانية بشكل طفيف الإثنين.

وتتسبّب تقلّبات الأسعار في شلّ مبيعات بعض السلع المستوردة، مع تفضيل البائعين والمشترين تأجيل أي تبادلات حتى تتضح الأمور.

والإثنين، أفادت وكالة “إرنا” للأنباء بأن “العديد من التجار فضلوا تعليق أعمالهم لتجنّب خسائر محتملة”، مضيفة أنّ المتظاهرين “ردّدوا شعارات”.

عقوبات وتضخّم…

ووفقا لمركز الإحصاء الرسمي، بلغت نسبة التضخّم في كانون الأول 52% على مستوى سنوي. غير أنّ هذا الرقم لا يعكس بدقة الزيادات الملحوظة في أسعار المواد الأساسية بشكل خاص.

ويواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات جرّاء عقود من العقوبات الغربية. وبات أكثر هشاشة منذ أعادت الأمم المتّحدة فرض العقوبات الدولية على طهران في نهاية أيلول، بعدما كانت قد رُفعت قبل سنوات في إطار الاتفاق النووي الذي أُبرم بين إيران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا).

من جانبها، أعلنت الحكومة استبدال حاكم البنك المركزي. وقال مسؤول الإعلام في الرئاسة الإيرانية مهدي طبطبائي في منشور على منصة إكس، “بقرار من الرئيس، سيتمّ تعيين عبد الناصر همّتي حاكماً للبنك المركزي”.

وبذلك، يعود همّتي إلى الواجهة بعدما عزله البرلمان في آذار من منصبه كوزير للاقتصاد، لفشله في معالجة المشاكل الاقتصادية في ظلّ الانخفاض الحادّ في قيمة التومان الإيراني..

مقالات ذات صلة