إنعقاد المؤتمر الـ 8 للإتحاد الإسلامي الکوردستاني، وإعادة إنتخاب صلاح الدین بهاء الدین أمیناً عاماً للإتحاد للأربع سنوات المقبلة، کما سیتم إنتخاب أعضاء مجلس القیادة وهیئة الرقابة، إضافة إلی التصویت علی المنهج والنظام الداخلي الجدید للإتحاد.
انطلقت أعمال المؤتمر الثامن للاتحاد الاسلامي الكوردستاني، والذي یُعتبر حزباً إسلامياً معتدلاً في جنوب کوردستان، تحت شعار (الإبداع والتقدم)، بمشارکة 902 عضواً، تمثل المرأة 22% منهم.
وقد نافس شخصیتان علی منصب الأمین العام للحزب هما (أبو بکر کارواني، وصلاح الدین بهاء الدین)، وتم ترشیح صلاح الدین بهاء الدین بغالبیة الأصوات لیبقی سکرتیراً للإتحاد الإسلامي للأربع سنوات المقبلة.
ومنذ بدایة تأسیسه عام 1994، إستطاع الإتحاد الإسلامي الکوردستاني کقوة سیاسیة أن یحظی بمصداقیة في الاوساط السياسية الكوردستانية في جنوب کوردستان، ويسعی عبر الوسائل السياسية والقانونية إلى تحقيق أهداف الامة الكوردية في التحرر والاستقلال، ويناصر جميع قضايا الامة الاسلامية، فهو يعتبر الامة الكوردية جزءاً من الامة الاسلامية، وأهم شعاراته تمثلت في الإصلاح الذي کان وقوده في نضاله علی مدی تأریخه علی الساحة السیاسیة.
ویُعتبر الإتحاد الإسلامي رابع قوة مشارکة في برلمان کوردستان، غیر أنه بدأ بفقدان قاعدته الجماهیریة شیئاً فشیئاً في الآونة الأخیرة، واستطاعت الجماعة الإسلامیة أن تحل محله.
وهذه الهزیمة أوقعت قادة ومسؤولي الإتحاد أمام عدة تساؤلات، و أفاد هؤلاء القادة حسب تحلیلاتهم وآرائهم أن أسباب تراجع الإتحاد وتقهقره تعود لوجود قوة إسلامیة منافسة له من نفس الطراز، مما أدی لبروز صراع حاد بین أقطاب الإتحاد الکبار، وتشتیتهم علی رأیین، غیر أن المؤتمر الثامن قد قرر أي القطبین المنافسین سیقود الإتحاد الإسلامي في الوقت الراهن.
فالصراع الذي برز في الإتحاد الإسلامي لیس مبنیاً علی حب السلطة أو الجاه أو المال والثروة، أو کیفیة إدارة الإتحاد في الوقت الراهن، وإنما هو صراع فکري مغایر وطویل الأمد.
فأبو بکر کارواني، القطب الذي یقود فکر ورؤیة الإتحاد القائل: ینبغي إتباع الإسلام المحلي، المتمثل في التصوف، مستفیداً من القاعدة التراثیة لعلماء الدین الکورد، مثل تصوف القادة الکورد الصوفیة أمثال الشیخ عبد السلام البارزاني والقاضي محمد.
والرؤیة الثانیة في الإتحاد والتي یمثلها ویقودها الأمین العام للإتحاد صلاح الدین بهاء الدین، والتي تتمثل في : أنه ینبغي علی الإتحاد الإسلامي السیر علی الإسلام الخارجي وإکمال مسیرته النضالیة، إسلام ینتمي لمنابع خارجیة ویستمد منها قوته، إسلام الإخوان المسلمین والوهابیین في المملکة العربیة، وهذا الصراع نخر جسد الإتحاد في الآونة الأخیرة، وبرز في کافة مفاصله ومقاره ومراکزه من غیر أن یشعر أعضاءه وکوادره بهذا الصراع.
صاحب النظریة الأولی أبو بکر کارواني ترشّح لمنصب السکرتیر العام للإتحاد خلال المؤتمر الثامن له، غیر أنه لم یحالفه الحظ في الفوز بهذا المنصب، یقول بشأن الإتحاد : الهزیمة التي لحقت بالإتحاد في الإنتخابات الأخیرة لإقلیم جنوب کوردستان کانت بسبب الإسلام المستورد، والتبعیة لمرجعیات خارجیة، ویضیف : ینبغي أن لا نقبل بهذا بعد الآن، کما یفترض علینا الإستفادة من تجارب غیرنا کحزب النهضة التونسیة، وحزب العدالة والتنمیة الحاکم في ترکیا، فقد وظف هؤلاء الإسلام والمجتمع لخدمة أحزابهم.
غیر أنه وبسبب أن غالبیة أعضاء وکوادر الإتحاد الإسلامي یتبنون أفکار حسن البنا والسید قطب، فلم تکن مهمة إتباع الفکر التصوفي سهلاً علیهم، لهذا تمخض المؤتمر الثامن عن إنتخاب صلاح الدین بهاء الدین لزعامة الإتحاد، فهو الأولی حسب الفکر الإخواني لأعضاء الإتحاد الوطني الکوردستاني.