کان من المفروض منذ أمد طویل أن تدخل أسماء بعض مسؤولي هذا الحزب موسوعة غینیس للأرقام القیاسیة
بمناسبة الذکری السنویة لمکافحة مرض السرطان في جنوب کوردستان، تم عرض أطول شریط قردیلة الخاصة بمرض السرطان علی جبل گویژە بمدینة السلیمانیة، بطول 7288 متراً، وبهذا دخلت السلیمانیة موسوعة غینیس للأرقام القیاسیة، والحق أنه کان من المفترض ومنذ أمد بعید أن یدخل بعض أسماء مسؤولي وقادة هذه المدینة -والتي کانت قلعة وطنیة تربی أشد القادة إخلاصاً في أحضانها- موسوعة غینیس للأرقام القیاسیة لتحطیمهم الرقم القیاسي في الخیانة.
بعد الإنتهاء من أعمال المؤتمر الرابع له، برزت الخلافات في الإتحاد الوطني الکوردستاني یوماً بعد یوم وبصورة أکثر وضوحاً وعلانیة وبزیادة ملحوظة، ولهذا السبب ذاته ظهرت بوادر الخلافات العمیقة للمجلس القیادي العام للإتحاد الوطني الکوردستاني یوم 1\2\2020، وذلك بعدما قامت عائلة کوسرت رسول والمقرّبین من دلیر سید مجید والمقربین منهم عماد أحمد، عدنان حمە مینە، رفعت عبد الله، آسو مامند وغیرهم کثیر بمقاطعة إجتماع المجلس القیادي العام للإتحاد.
فخلافات عائلة مام جلال وبالأخص بافیل طالباني والذي أصبح بعد أحداث 16 أکتوبر الخیانیة شخصیة بارزة في هذا الحزب في مواجهة کافة الأجنحة والکتل المختلفة بشأن هیکلیة الإتحاد الوطني الکوردستاني، فالکل تبنوا موقفاً موحداً یتمثل في توزیع المناصب الإداریة العلیا في الإتحاد بین الأجنحة المختلفة علی أساس الشراکة والعدالة، لا أن تستأثر عائلة مام جلال الطالباني بالمناصب العلیا وحدها وحرمان قیادییها الآخرین من أیة مناصب.
وقد برز الخلاف الرئیسي وظهر للعلن بین أجنحة الإتحاد المختلفة بعد المؤتمر، وبعدما أُصیبت العائلة الطالبانیة بغرور لا نظیر له! فإضافة لسیطرة العائلة علی کل شيء داخل الإتحاد بدءاً من إقتصاد الحزب ووصولاً للمؤسسات الأمنیة فهي تدعي الآن أنه من حقها ووحدها فقط إشغال منصب الرئاسة المشترکة للحزب، وهذا ما تسبب ببروز الخلافات بین أجنحة الإتحاد بشکل واضح وظهورها للعلن؛ لأن عائلة کوسرت رسول علي وعماد أحمد وجماعة کرکوك وعدنان حمە مینە یطالبون بمنصب الرئاسة المشترکة للإتحاد، ویرونه مطلباً شرعیاً وحقیقًا بهم.
عدم إستعداد بافیل ولاهور لتقدیم تنازلات للبعض
خلافات الإتحاد باتت تزداد وخاصة بعد نتائج المؤتمر وظهور لاهور شیخ جنك کالشخصیة الأولی، بحیث نستطیع القول بأن العلاقات بین بافیل وابن عمه لاهور شیخ جنك نزلت لمستوی الصفر! وأن لا أحد منهما مستعد لتقدیم أیة تنازلات للطرف الآخر حول منصب سکرتاریة الإتحاد.
فهذه الخلافات بین أجنحة الإتحاد المختلفة کمرض السرطان للأمة الکوردیة والشعب الکوردي والجسد الکوردي، إذ لیست خلافات مستجدة وولیدة الیوم، فقادة هذا الحزب لهم تأریخ عریق في هذا المجال! فمذ أن کانوا أعضاءاً في صفوف الحزب الدیمقراطي الکوردستاني خانوا القضیة الکوردیة مئات المرات من أجل المناصب والکراسي، فالذین خططوا وحاکوا مؤامرة 16 أکتوبر الخیانیة إنما هم أبناء قادة الإتحاد الذین خانوا القضیة الکوردیة والأمة الکوردیة أکبر خیانة عرفها التأریخ سنة 1966 عندما أصبحوا جحوشاً لنظام بغداد ضد المخلصین وحماة الوطن من أبناء جلدتهم.
فقبل إنعقاد مؤتمر الإتحاد، قامت الجبهة المعارضة للعائلة الطالبانیة في الإتحاد بالتقلیل من صلاحیات العائلة، فقامت بغلق عدد من المؤسسات الإعلامیة والصحف والجرائد والمؤسسات الثقافیة التابعة للعائلة في الإتحاد، حتی یستطیعوا الحد والتقلیل من دورهم البارز وخصوصاً في المؤتمر الرابع للإتحاد، غیر أن خطتهم باءت بالفشل ولم تحظ بالنجاح، إذ کانت خطوة متأخرة حیث أحکمت العائلة قبضتها علی کافة المفاصل الحیویة في الحزب.
فآباء من أحلّوا کارثة 16 أکتوبر الخیانیة بالکورد، إستعانوا بالحرس الثوري الإیراني قبل أحداث 31 آب وأتوا بهم للعاصمة أربیل واحتلوا برلمان کوردستان، ووضعوا قوات الحزب الدیمقراطي الإیراني تحت رحمة فوهات مدفعیات ودبابات النظام الإیراني، کما قدموا بالحرس الثوري الإیراني لمدینة حلبجة الشهیدة وتسببوا بإبادة هذه المدینة الکوردیة وتعرضها للقصف بالکیمیاوي! کما قام آباء خونة 16 أکتوبر بوضع مفارز ونقاط تفتیش عقب نکسة ثورة گولان التقدمیة وأوقعوا شهداء من بیشمرکة کوردستان، کما أنهم قاموا إبّان حملات الأنفال السیئة الصیت سنة 1988 بوضع مفارز للتفتیش في سهل کویە وجافایتي گرمیان لاعتراض أهالي القری ومنعهم من الهرب مع أهل المدن لکي تجتاحهم عملیات الأنفال!!!
صراع أجنحة الإتحاد وخلافاتها الداخلیة أصبحت سرطاناً في جسد وطن محتل
الصراعات والخلافات الداخلیة للإتحاد الوطني أصبحت سرطاناً في جسد وطن محتل، من أجل کسب المناصب والمراتب والمکاسب المادیة، إذ من الطبیعي والإعتیادي وبشهادة التأریخ أن یقوم أعضاء عائلتي إبراهیم أحمد وجلال الطالباني والأجنحة الموالیة والتابعة لها في الإتحاد بالخیانة خیانةً لا تخطر علی بال أحد من أجل منصب أو مکسب مادي!
یقول هژار موکریاني -رحمه الله- في کتابه الموسوم بـ (جیشتي مجیور): ذات مرة أخبرتْ جماعة من البیشمرکة الجنرال (مصطفی بارزاني) أنه عندما رأت البیشمرکة قوافل السیارات العسکریة والمدفعیات والدبابات والتي کانت تُقدر بالآلاف وتتوجه نحو بارزان، وأن الجمیع کانوا یبکون ویصرخون طالبین النجدة من إبراهیم أحمد، ویقولون له: وهل هناك شرف في أن یُقتل إخواننا ونحن ننظر إلیهم ولا نمد ید العون والمساعدة وإنقاذهم من الموت؟! فأجابهم إبراهیم أحمد: أنتم لاتعرفون! لو لم یبق البارزاني لتوحدت قیادة البارتي -الحزب الدیمقراطي الکوردستاني- وعندها سنبیع صور البارزاني کشهید في منطقة بارزان وسنکسب وراءها ثروة طائلة ونقوداً کثیرة!!
وللحد من الخلافات والتعقیدات وتقلیلها بین أجنحة الإتحاد المتصارعة والمتناحرة وخصوصاً الأجنحة القویة والبارزة، ولکي یستطیع الإتحاد تقریب جناحین وطرفین فيه -علی أقل تقدیر- ولقطع الطریق أمام إشعال حرب داخلیة ومنع إقتتال داخلي بینها، قرر المجلس القیادي العام للإتحاد إحداث نظام الرئاسة المشترکة، وبهذه الصورة تقرّڕ أن یصبح شخصان من جناحین مختلفین لهذا الحزب رئیسین مشترکین له، غیر أن السؤال الذي یبرز ههنا هو: هل سیکون نظام الرئاسة المشترکة محل رضی لکافة أجنحة الإتحاد؟ وهل ستکون الرئاسة المشترکة في الإتحاد سبباً في معالجة السرطان المستشري في الإتحاد والذي أُنتقل عن طریقه لکوردستان؟!
والحق یقال أن الإتحاد الوطني الکوردستاني والسرطان المستشري فیه نتیجة الأجنحة المختلفة والمطالب غیر الشرعیة والتي أصبحت سرطاناً مستشرياً لکافة کوردستان، ینبغي أن تسجل رقماً قیاسیاً وتدخل موسوعة غینیس للأرقام القیاسیة في العالم.