أزمة کوردستان وتضلیل وخداع المعلمین والموظفين

أزمة کوردستان وتضلیل وخداع المعلمین

الناس على معرفة بمن قطعت رواتبها غیر أن الإتحاد الوطني والأحزاب الإسلامیة یحاولون إتهام حکومة إقلیم جنوب کوردستان

Posted by ‎Darka Mazi – عربي‎ on Sunday, May 17, 2020

أحزاب الجنوب یستغلون مشاعر وعواطف المعلمین والموظفین مرة أخری وینفذوا أجندات أحزابهم

منذ ستة أعوام والشعب الکوردي في ظل حصار قاتل من جانب الحکومة العراقیة، فقد قُطعت عنه الموازنة والرواتب، ففي عام 2014 وفي فترة نوري المالکي بدأ الحصار علی شعب الجنوب وتم فرضه علیه وذلك بعد طرح عادل مراد رئیس مجلس الإتحاد الوطني الکوردستاني واقتراحه لهذا المشروع!

متی بدأت هذه المعضلة؟

بعد قطع الموازنة العامة ورواتب موظفي إقلیم جنوب کوردستان في فترة نوري المالکي، وصلت الأمور لمرحلة أن الحکومة العراقیة امتنعت عن إرسال ولو دینار واحد لحکومة جنوب کوردستان منذ عام 2014، غیر أن أحزاب وحرکات جنوب کوردستان إستغلت هذه الفرصة لإظهار حکومة الجنوب کحکومة ضعيفة فاشلة لا تستطیع إدارة الإقلیم!

مع أن هذه الأحزاب هي نفسها کانت مشارکة في تشکیل الحکومة غیر أنه غاب عندهم مبدأ الشعور بالمسؤولیة ولم تحمل أعباءها یوماً، بل علی العکس فجل إهتمامها منصب حول تأزیم الأوضاع وإطلاق المزایدات السیاسیة!

من قام بتظاهرات دهوك ومن الذي غیّر مسار وأهداف هذه التظاهرات؟

الموظفون هي تلك الطبقة من أصحاب الرواتب الذین یتم خداعهم وتضلیلهم بسهولة من قبل الأحزاب السیاسیة

التظاهرات من أجل المطالبة بالحقوق شيء أساسي ومبدئي ومشروع في الأنظمة الدیمقراطیة في کافة أنحاء العالم، فکلما شعر الفرد بأنه لا یحصل علی حقوقه بطریقة سلیمة فمن حقوقه المشروعة المطالبة بحقوقه حتی بقیام تظاهرة سلمیة.

وفي تظاهرات دهوك یوم أمس إستغلت أحزاب “الإسلام السیاسي کالإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامیة” وکذلك “المستقبل وحزب العمال الکوردستاني البكك والإتحاد الوطني الکوردستاني”  هذه التظاهرات وقامت بتسییس هذه التظاهرات، من غیر أیة مبالاة باستغلال مشاعر وأحزان هذه الطبقة من المعلمین والموظفين وبالأخص البسطاء والفقراء منهم!

في کل زاویة من زوایا التظاهرات تواجد کادر أو عضو للإتحادین!

بدأت التظاهرات وتواجد في کل زاویة من زوایاها کادر أو عضو بارز أو مسؤول أو برلماني إما للإتحاد الإسلامي أو للإتحاد الوطني أو غیرها من الأحزاب کالجماعة الإسلامیة وحراك الجیل الجدید وحرکة التغییر والعشرات من مؤیدیهم الذین لا تربطهم أیة صلة أو علاقة بالمعلمین أو بمهنة التعلیم!

صاحبة الـ 8 ملایین شهریا تشارك في التظاهرات بسیارة ذات عداد صفر!

المقطع الأبرز والذي إنتشر علی السوشیال میدیا کان مقطع فيديو لـ”هلز أحمد” عضوة البرلمان للإتحاد الإسلامي في دهوك، کانت تستقل سیارتها الحدیثة لاندکروزر ذات عداد صفر كم! وبحمایتها وسائقها تشارك في التظاهرات لاستغلال المعلمین البسطاء والفقراء منهم خاصة والقیام بمزایدات حزبیة!

هلز أحمد التي کانت مدرّسة شارکت في تظاهرات 2017 حیث تظهر في الصور أنها کانت تحمل عملة ورقیة من فئة 250 دینار عراقي، وبعدها أصبحت برلمانیة علی حساب الإتحاد الإسلامي وهي الآن تستلم 8 ملایین دینار شهریا، فهنا نتساءل لماذا أرادت هلز أحمد المشارکة في تظاهرات معلمي دهوك یوم أمس؟ فلو رفعت هذه المرة عملة ورقیة من فئة الألف دینار فهل لازداد راتبها البرلماني ملایین أخری؟! وفي الوقت نفسه فمشارکة نائب مسؤول اللجنة الثانیة للإتحاد الوطني الکوردستاني في دهوك؟

الناس على معرفة بمن قطعت رواتبها غیر أن الإتحاد الوطني والأحزاب الإسلامیة یحاولون إتهام حکومة إقلیم جنوب کوردستان

في نیسان العام الجاري قررت الحکومة العراقیة قطع رواتب إقلیم کوردستان بکتاب رسمي نشرته ربما قد تم قراءته من قبل کل مواطن في إقلیم کوردستان علی شاشة جواله، وقد وفدت حکومة کوردستان الوفود لبغداد من غیر أن یتوصلوا لأیة نتائج!

وشعب کوردستان قد رأوا بأعینهم وعرفوا من قطع رواتبهم، وعلمو أن بغداد ظلمتهم هذه المرة أیضا کما في السابق، غیر أن “الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامیة والبكك وحراك الجیل الجدید” بدأت هذه الأحزاب بسیاسة دنیئـــة وأرادوا التلاعب بالصورة وإیهام الشعب بأن حکومة الإقلیم والحزب الدیمقراطي الکوردستاني هما من تسببتا بقطع الرواتب ولیست بغداد؟!

لو أرادت هذه الأحزاب حل قضیة الرواتب بدل تأزیم الأوضاع، فلماذا لم تيهص لتنظیم تظاهرة کبری ضد العراق؟!

لو أرادت أحزاب جنوب کوردستان البحث عن حل لقضیة رواتب موظفي الإقلیم فلماذا لم تتکاتف مع الحزب الدیمقراطي الکوردستاني وحکومة کوردستان لخلق ضغوطات کبیرة علی الحکومة العراقیة في بغداد؟ فبدل تنظیم تظاهرات بکوادرها ومؤیدیها ضد حکومة إقلیم جنوب کوردستان لمصالحها الحزبیة لماذا لم تدعو لتنظیم تظاهرات عامة وشاملة ضد الحکومة العراقیة إثر قیامها بقطع الرواتب؟! فآنذاك لتدخلت منظمة الأمم المتحدة والولایات المتحدة الأمریکیة والاتحاد الأوروبي ولضغطت علی بغداد أکثر في محاولة لحل قضیة رواتب موظفي الإقلیم!

مقالات ذات صلة