خارطة طريق للـ(Pkk وتركيا) لجنوب كوردستان
إحاكة مؤامرة بالغة الخطورة لدهوك
كلّما مرّ الوقت والعهود التي قطعها أوجلان على نفسه للدولة التركية بشأن الميثاق القومي ترى النور أكثر، وتنكشف حقائق البكك بعد اعتقال أوجلان على الساحة يومياً وتتّضح أن البكك لم تبق تلك البكك التي رفعت شعارات المطالبة بكوردستان مستقلة منادية بصوت جهوري جبلي، واتضح أن الكلمة الأولى والأخيرة هي لمجموعة أنقرة التي تقود البكك من دون معارض، وأن المؤامرات التي تحاك في إيمرالي تُنفّذ في قنديل، وبمرور الوقت يتّضح أن هذه المجموعة تحاول حرق كوردستان المستقلة في نار حامية.
فسياسة البكك القاضية بتسليم جنوب كوردستان لتركيا في إطار الميثاق القومي التركي تُدار من قبل تركيا والمجموعة المعروفة بـ”مجموعة أنقرة” وقد بدأت هذه المحاولات في الأيام القليلة الماضية وبعد قيام تركيا بعملية عسكرية سمّتها بأسماء “الحيوانات” ولم يبق الكثير من الوقت لتبلغ هذه المؤامرة مراحلها الأخيرة، فوفقها ستخضع مناطق كثيرة من جنوب كوردستان وبالأخص منطقة (بهدينان) لهيمنة تركيا، والحق أن هذه المؤامرة المشتركة (البكك-تركيا) تتألف من أربعة مراحل، تم تنفيذ مرحلتين منها وبقيت المرحلتان الأكثر خطورة لنجاح المؤامرة وتنفيذها بالتمام!
وقد استطاع موقع داركا مازي الحصول على معلومات غاية في الأهمية والخصوصية حول هذه المؤامرة وخارطة الطريق المشتركة على جنوب كوردستان، وخصوصاً بعدما بدأت الهجمات الاحتلالية منتصف الشهر الجاري بإسم “المخلب-النسر-و-النمر” فالبكك تحاول جرّ تركيا نحو قرى وبلدات الجنوب وتحويل منطقة بهدينان لمنطقة عسكرية.
حدود منطقة بهدينان وشمال كوردستان
قبل أن نطّلع القراء على تلك المعلومات سنتحدث بشكل مختصر حول جغرافية منطقة بهدينان وبالأخص محافظة دهوك، والمناطق التي تتمركز فيها البكك والاحتلال التركي الفاشي:
لمحافظة دهوك مايقارب من 140 كم من الحدود المشتركة مع شمال كوردستان، وبعد تمركز البكك في الجنوب وبناء مقارها هناك جعلت من منطقة بهدينان مركزها القوي والرئيسي، وهنا يتضح مدلول قول البكك بعد اعتقال أوجلان بأنها: مسحت الحدود بين شمال كوردستان وجنوبها! فقد عبرت البكك الحدود ودخلت الجنوب بل وجعلت منها كطريق دولي للقيام بمهامها والتنقل كيفما شاءت، وقد استخدمت البكك هذا الطريق لعبور ومرور المقاتلين ونقل الأسلحة والمخدرات كمنفذ استراتيجي.
قد يتساءل أحد أو طرف كيف سمح جنوب كوردستان للبكك بالقيام بهكذا أعمال والتنقل في الجنوب حسب أهوائها من غير مساءلة أو تتبّع؟
والإجابة بغاية السهولة، فالبكك تعرف جيداً أن مسعود البارزاني حرّم الإقتتال الأخوي ولن يدع دماء الكورد تُراق بيد الكورد، لهذا استغلت البكك هذا الموقف، وإلا فإنها تعرف جيداً أنه لو حدث إقتتال داخلي أخوي ما الذي سيحدث لها من كوارث!
مراحل المؤامرة الأربعة:
المرحلة الأولى:
حسب إتفاقية مسبقة بين تركيا والعراق ، تمّ نشر ما يقارب من 30 قاعدة ونقاط عسكرية تركية في جنوب كوردستان، 10 منها في زاخو، و 15 في منطقة برواري بالا وكاني ماسي، وكذلك 5 منها في منطقة نيروه-ريكان ومناطق الدوسكية العليا والعمادية وشيلادزي، وتحتوي هذه القواعد والنقاط العسكرية على هذه الأسلحة (الدبابات والمدافع وطائرات الدرون وكاميرات عسكرية بأحدث التكنولوجيا للتعقيب) أي تم تثبيت معسكرات تركية على المثلث الحدودي بين سوريا وتركيا ووصولاً لمنطقة ئافاشين.
وكما قلنا فالبكك وبعدما إستخدمت الجنوب كقاعدة لانطلاق هجمات واشتباكات طفيفة لها على الحدود تسبّب هذا بأن تبني تركيا قواعد عسكرية لها على أرض الجنوب، وبعدها بدأت البكك بتنفيذ المؤامرة عندما قامت بهجمات خفيفة على تلك القواعد ما أدت إلى قيام تركيا بردّ يومي بالهجوم على مناطق تمركز البكك، وبهذا أصبحت الحياة في هذه المناطق بالغة الخطورة وصعبة بمثابة العيش في الجحيم.
المرحلة الثانية:
بدأت أواخر العام الماضي، قامت البكك باستفزاز تركيا بهجمات خفيفة متفرقة بحيث يستطيع الإنسان وصف هذه الهجمات بالألعاب النارية للصغار! كاطلاق عيارين ناريين من كلاشينكوف أو قذيفة هاون وهذا ما جعل الأتراك يتدخلون بطريقة مباشرة لجنوب كوردستان، فما الذي حدث هنا؟
الإجابة: سلّمت البكك 15 كم من أراضي الجنوب للمحتل وبالأخص منطقة عشيرتي (گولي وسندي).
المرحلة الثالثة:
إخضاع جبل متين ولحدود منطقة برواري بالا لسيطرة الاحتلال التركي
نستطيع أن نحدّد وقت بدء هذه المرحلة بمحاولة البكك لاغتيال موظف القنصلية التركية في العاصمة أربيل وبعدها القيام بهجمات غير منتظمة -حرب عصابات- ضد النقاط التركية.
وهذه المرحلة غاية في الخطورة وهي في طريقها للتنفيذ بالكامل، وقد بدات تركيا بعملية عسكرية منتصف شهر حزيران الجاري سمّتها بـ(المخلب-النسر-و-النمر) ومنذ ذاك الحين والبكك تتراجع وتنسحب نحو القرى والمدن بطريقة ممنهجة.
وخطورة هذه المرحلة هي إقتراب الحرب نحو البلدات تدريجياً ولهذا فستتحول منطقة برواري بالا لغاية جبل متين ساحة معركة وستخضع لسيطرة تركيا أي خضوع جبل متين وحتى المناطق الحدودية لسيطرة الاحتلال.
المرحلة الرابعة:
تحويل زاخو والعمادية ودهوك لمنطقة عسكرية
المرحلة الرابعة لهذه المؤامرة المشتركة هي تحويل مساحة أخرى من منطقة بهدينان لمسرحية صراعات وتمركز القوات التركية فيها، فمن جبل قلعة “شابان” وحتى المناطق التآخمة على ناحية “باطوفه” ستخضع لسيطرة الأتراك.
باختصار نستطيع الجزم أنه وبتنفيذ هذه المرحلة ستصبح: زاخو والعمادية وحتى دهوك منطقة عسكرية في قبضة تركيا.
ماذا ستكون نتائج ما بعد هذه المؤامرة؟
نستطيع استخلاص نتائج هذه المؤامرة المشتركة (PKK-تركيا) بهذه النقاط:
تهجير ونزوح أهالي قرى تلك المناطق نحو البلدات والمدن.
زيادة سوء الوضع الاقتصادي للجنوب وبالأخص في مجال الزراعة وتدمير القطاع الزراعي.
إلحاق أضرار عسكرية بإقليم جنوب كوردستان.
الاستيلاء على جزء كبير من أراضي كوردستان المستقلة من قبل الدولة التركية المحتلة.
والنقطة الرئيسية والهامة وبالغة الخطورة هنا هي (البكك)، فالبكك بعد احتلال تلك المناطق أين ستذهب؟ أين ستثبت منصة مسرحية حربها المصطنعة لتسليم تلك المناطق أيضاً لتركيا مستقبلاً!
فكما أخلت البكك شمال كوردستان وانسحبت نحو الجنوب فلن يكون بمقدورها البقاء هنا بل ستنسحب نحو البلدات والمدن، آنذاك ستحدث حروب دامية وستتعرض هذه المدن للضربات التركية، بمعنى تكرار سيناريو غرب كوردستان وكيف مهدّت الطريق للدولة التركية باحتلال مدنها واحدة تلو الأخرى!
وقد نشر موقع داركا مازي منذ بدايات قيامه بمهام النشر عشرات المواضيع والمضامين حول مؤامرات (البكك-تركيا) الدنئية والخبيثة لاحتلال أراضي جنوب كوردستان، كما كشف الموقع عن كيفية تحوّل البكك لجسر لعبور تركيا الفاشية للجنوب! غير أنه وفي كل مرّة يُتّهم موقع داركا مازي بالتجسس والعمالة للمخابرات التركية (MIT) من قبل أعضاء ومؤيدي البكك!