جزء من حوار صحفي لـ: هوشنك أوسي.
الكورد كانوا وما زالوا “أمّة في شقاق”، قبل أن يتقاسم العثمانيون والصفويون بلادهم.
فحين انقسمت السلطنة العثمانية على نفسها بين حكومة أنقرة بقيادة أتاتورك وحكومة اسطنبول بقيادة السلطان العثماني، أيضاً أنقسم الكورد على هذين الجناحين.
كورد إيران في شقاق، كورد العراق في شقاق، كورد تركيا في شقاق، وكورد سوريا في شقاق، حتى قبل أن ترسم اتفاقية “سايكس – بيكو” الحدود، وتقسم وتوزّع الكورد على البلدان الأربع؛ سوريا، تركيا، العراق وإيران!
قد يقول قائل: العرب أيضاً في شقاق، الفلسطينيون في شقاق، المسلمون، منذ حادثة السقيفة، وحتى قيام الساعة، أمة في شقاق.
نعم، هذا صحيح. لكن في الحالة الكوردية، سيكولوجيّة الشقاق أصبحت جزءاً أصيلاً ومتجذّراً في تكوين المجتمع الكوردي، جرى ويجري ذلك، وأغلب الشعر الكوردي والتراث الشعبي، يدعو الكورد إلى الوحدة ونبذ الشقاق، لذا، لا توجد قضيّة كورديّة في الشرق الأوسط، بل توجد قضايا كورديّة، وهذه القضايا تتعارض، مثلاً؛ كورد العراق، علاقتهم مع النظام الإيراني كانت على حساب كورد إيران، كورد تركيا، علاقتهم مع النظام السوري والايراني والعراقي، كانت على حساب القضايا الكوردية في هذه البلدان، وقِسْ على ذلك.
رغم كل هذا الاختلاف والخلاف والشقاق، ما زال هناك وهم وخرافة الوحدة الكورديّة، يتبادله الكورد، جيلاً إثر آخر، هذا الوهم، يشبه إلى حد كبير وهم وخرافة الوحدة العربيّة، والوحدة الإسلاميّة.