ما الذي تفعله الـ PKK؟!

ما الذي تفعله الـ PKK؟!

نحن الكورد غير المنتمين للبكك أصبحنا كالأفعى المضروبة بعصا على الرأس، نسينا وجهتنا والطريق الذي أتينا منه وأين نتوجه! نسينا مطالبنا ومواقفنا السابقة!

والسبب الرئيسي لهذا النسيان هو أننا ومنذ عام 1984 انصب كل جهدنا على البكك والحديث عنها، أحداثها وتصرافتها، ممارساتها وسلوكياتها السلبية والسيئة، ضيّقنا آفاق هذه الدنيا الواسعة على أنفسنا وضيّقنا الخناق على أنفسنا بمتابعة البكك! علماً أن هذا كان أحد مطالبها وأهدافها!

ومن حقّنا الطبيعي أن نخرج ضد مساوئ البكك وسلبياتها، غير أننا ولاهتمامنا البالغ بهذا الجانب أغفلنا مواقفنا وقراراتنا ومطالباتنا بكوردستان مستقلة حرة!

فنحن كحركة الشخصيات الكوردية والوطنية المخلصة والمحبة لوطنها وشعبها لم نتفكّر في استقلالية كوردستان والشعب الكوردي كتنظيم قومي متعاون متناسق فيما بينه!

بقينا في الضيق الذي حاصرنا، أصابنا الوهن والضعف والفتور، فقدنا قوانا، تنازلنا عن الواقع وأخلينا الساحة للبكك سواء كان عن جهالة أو معرفة! فوقعنا تحت تأثير البكك ولم نستطع التحرر من هذا التأثير!

فمن المعروف في شمال كوردستان أنه وبهذه الحالة والتنظيمات العاملة على الساحة لن نستطيع التحرر من تأثير البكك، ولم يعد بإمكاننا أن نبني أحزابنا وحركاتنا وتنظيماتنا على أسس قومية وكما هو مفترض.

لهذا نقول تنازلنا عن كلّ شيء للبكك، عن كل ماهو عزيز من وطننا علينا، ولهذا ننتقدها لغاية الآن، وبهذه الانتقادات فنحن نعظم من قيمتها وقوتها ونترفّعها على أنفسنا ونحطّ من منزلتنا!

والبكك أصبحت تلاحق الأحزاب والحركات الكوردية فتقسّمها وتضعفها وتحكم قبضتها عليها بل تستولي عليها بحيث أصبح الواقع في شمال كوردستان كالآتي: لا تستطيع التخطي بخطوة من دون موافقة البكك! غير أن لا أحد يتحدث عن هذا!

فوسائل الطبع والنشر والإعلام في الشمال تحت إمرة البكك وهيمنتها بلا استثناء، تفعل ما تريد، فلا تستطيع هذه الوسائل أن تقوم بنشر نتاجها وفق إرادتها، بل أحكمت البكك قبضتها عليها وتديرها حسب أهوائها.

فلو تابعت منشوراتها وأجريت دراسة عن الكاتب أو المنشور لرأيت أنه/أنها يصل في نهايته للبكك أي انشقّ عنها إسماً فقط ويخدمها ونفسه!

وفي بعض المرات ينشرون منشورات لكتّاب من أجزاء أخرى لكوردستان لا تستطيع البكك الوصول إليه محاولين من ورائها التغطية على وجههم البككي المخفي!

لنتأمل ولو لمرة لماذا لا يُنشر كتابة عن البارزانيين؟ (عدا روايتي  -بارزان تبكي- وبها تم صدور أمر بالمنع التام على المطبعة لئلا تقوم بعملٍ مماثل، وقد تم بالفعل ذلك لأن كي شيء يُدار الآن تحت وطأة التهديد والتخويف وفي أطر المصالح الشخصية!) فنحن ككورد هل فكّرنا بهذا مرة أو تأمّلناه؟! أو هل تحدثت أحزابنا وتنظيماتنا يوماً بهذا الشأن أو نشرت موضوعاً عنها؟!

لا، فهذه الأحزاب والتنظيمات الكبيرة بأسمائها لا تتكلم ولا تكتب عن هذه الأشياء الصغيرة التي ليست من شأنها! غير أنها لا تقهم أن الدمار الكبير في هذا! لا تفهم أن نجاحها أو فشلها مرهون بهذه الأعمال التي تراها صغيرة!

الحلّ:

إن لم تقم هذه الأحزاب والتنظيمات بتوحيد قواتها والقيام بالنشر والطباعة، إذ باستطاعة الانسان متابعة إذاعات الراديو ومشاهدة التلفاز على الإنترنيت، لو لم تقم بهذا الشيء فسنظل في هذا الوضع المقهور السيء طيلة حياتنا، فمن تحدّثنا عنهم ما زالوا في قبضة البكك تستخدمهم كيفما تشاء! فهكذاهي ممارساتها تجاه من ينشقّ عنها!

فحتى يصبح حزبٌ ما قوة بديلة ينبغي عليه -قبل كلّ شيء- أن يبدأ بالأعمال الصغيرة كهذه، يقوم بفتح المطابع ونشر النتاج الفكري والثقافي الجيد للكورد للاستفادة منه وأخذ الدروس والعبر! غير أنه لا يوجد أي حزب يقوم بهكذا أعمال! ومن يقوم بهذا إنما هو البكك وحدها!

إذ باستطاعة أحزابنا ومؤسساتنا أن تنال حقوقها في كافة المجالات والجوانب في ظل امتلاك وسائل إعلام قوية، غير أنها لن تقوم بهذا أيضاً! فلا نستطيع هدم أفكار البكك الخاطئة والمحرّفة بنقدها فقط، على العكس من هذا فإنّنا نغذيها ونقويها بالنقد المجرد من دون تقديم بديل مناسب!

فالبكك أخمدت شمال كوردستان، فقد تم إسكات جميع الأحزاب والتنظيمات والشخصيات الوطنية الكوردية والكوردستانية إما عن طريق البكك نفسها أو بيد الدولة التركية! لهذا أقول: لا أحد يقدر على التحدث عن البكك أو نقدها ما لم تظهر أية قوة أو حركة قوية على الساحة الكوردية! لهذا فالغالبية يظهرون انتماءهم للبكك لانعدام البديل القوي.

وحسب فهمي وقراءتي فإن السبب الرئيسي لهذا الوضع هو من يحسب نفسه كزعماء وقادة للأحزاب الكوردية في شمال كوردستان، ويرون تنظيماتهم كأحزاب كوردستانية، فهذه الأحزاب وقادتها وزعماؤها المنعدمي التأثير والبصمة و المعنى، فما الذي يستطيع أحدهم فعله -منفرداً-؟! أو ماذا فعلوا؟! سوى نضالاً فراغاً وتكاليف ومصارف زائدة وتأسيس قوى بلا قوة!

ولهذا فإن البكك فعلت وتفعل ما تريد! فلا تطالب بكوردستان مستقلة، ولا تطالب بحقوق الكورد وحماية هذه الحقوق، ولكن مع شديد الأسف فإن باقي قادة أحزابنا يرون بمنظورهم الخاص وأما أعضاؤها فلا حق لهم في المساءلة والاستجواب! فهذا هو الدمار والهلاك بعينه!

مقالات ذات صلة