تصريح منظومة المجتمع الكوردستاني المستور
بعد انعقاد اجتماع لحكومة جنوب كوردستان برئاسة رئيس الحكومة مسرور البارزاني عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ونقل أحداث الاجتماع على كافة الفضائيات بشكل مباشر، أصدرت منظومة المجتمع الكوردستاني في الـ 10 من الشهر الجاري -أي بعد عقد المؤتمر بيوم- تصريحاً كردّ على مقرّرات الاجتماع، غير أنه يبدو أن البكك بنفسها ليست مقتنعة بردّها، وتعرف جيداً أن اقوالها مبنية على الأكاذيب والافتراءات والخداع والتضليل، لذا أصدرت تصريحاً غير أنها لا تظهر عليها أسلوب التصريحات كيلا يعرف بها أحد أو ينشرها على وسائل إعلامهم، فوكالة كوكالة (ANF) التي دأبت على نشر تصاريح البكك على وجه السرعة لم تنشر هذا التصريح، بل نُشر الخبر على وكالة روزنيوز التابعة للبكك والتي تصدر في السليمانية، ولقي اهتماماً خاصاً، لبعض الأسباب، أهمّها هو أنها لم تودّ لهذا التصريح أن تقع أمام أنظار الكورد في شمال كوردستان ومن يتابع الأنباء الواردة باللغة التركية!
لم توضّح منظومة المجتمع الكوردستاني سبب منع رفع العلم الكوردستاني
جاء في التصريح بأن أقوال مسرور بارزاني تشرعن الهجمات التركية على مسلّحي البكك، غير أنها لم تذكر أن تواجد البكك في الإقليم قد برّرت وشرعنت كافة أشكال الهجمات التركية على المنطقة! فكانت إدارة المنظومة تأمل أن تكون تصريحات مسرور بارزاني كتصريحات كبار مسؤولي المنظومة المجافية للحقائق والواقع! كون ما صرّح به مسرور بارزاني هو عين الحقيقة في نظر الرأي العام والعالمي، فقد قال مسرور بارزاني بأن البكك منعت رفع علم كوردستان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، كمثال، والمنظومة لم توضّح سبب منعها لرفع علم كوردستان! فلتجب المنظومة بداية على هذا السؤال، فهي لا تسمح برفع علم كوردستان في مناطق تواجدها والخاضعة لسيطرتها، فيا تُرى ما السبب؟!
استياء المنظومة إزاء كشف مسرور بارزاني لحقائق تفضّحها
في الـ 26 من تشرين الأول المنصرم، ظهر مراد قاريلان على شاشة فضائية (Stêrk TV) التابعة للبكك، وهدّد حكومة جنوب كوردستان، قائلاً: لا أريد إصدار أمر قتال الكورد لفدائييَّ! فقد كشف قاريلان بكلامه هذا مدى بعده عن الأسس الوطنية والشعور القومي وتراث الكورد وخصالهم وأخلاقهم، فالبكك ومنظومتها تحاولان جاهدتين التنقيص من قيمة كلّ شخص والتقليل من قدره، وهي لا تأبه لأية نداءات أو التلبية لأية دعوة كانت! وهي تبدي شتّى أنواع العداء والكره لجنوب كوردستان وتبذل كافة جهودها في محاولة لتدمير جنوب كوردستان والقضاء على هذا الكيان الكوردي المحرّر الوحيد، كلّ هذا نتيجة كشف البارزاني لبعض حقائق البكك!
البكك دائماً ما سعت لتزييف الحقائق وإطلاق الأكاذيب دون رادع خوف أو خجل!
يُفهم من تصريح المنظومة أنها مستاءة وغاضبة بشأن تصريح شنكال، ومن المحتمل وبقوة أن البكك نشرت هذا التصريح وبصمت لتغطية ألاعيبها وممارساتها الخيانية في شنكال وضمان ألّا تظهر للعلن، والحق أن البكك دأبت على مهاجمة حكومة إقليم جنوب كوردستان والديمقراطي الكوردستاني منذ سنوات من غير أن يقوم لا الديمقراطي الكوردستاني ولا حكومة الجنوب بالرّدّ عليها بأساليب مماثلة، وأن البكك دائماً ما قامت بتغيير الوقائع وحقيقة الأحداث، وأنها لم تنفك عن نشر الأكاذيب دون رادع أو خجل، كما أنها واصلت ممارسة الأعمال التخريبية ضد حكومة الجنوب وشعبه والبارتي من غير أن يقول لها أحد: كفاكم كذباً، قفوا عند هذا الحدّ! لذا فعندما يتمّ الردّ على أكاذيبهم وإشاعاتهم نراها تشغّل ماكيناتها الإعلامية المفترية لنشر الدعايات والأكاذيب وإصدار التصريحات بصورة متواصلة ومستمرة.
ما تفعله البكك في شنكال ارتزاق وجحوشية وتحاول إضفاء الشرعية وسمة العصرية عليها
ينبغي كشف خيانة البكك في شنكال؛ كون البكك ترتعب من كشف ألاعيبها وممارساتها الدنيئة مع الحشد الشعبي في شنكال، فتحاول جاهداً تغطية حقيقتها وخبثها وسمّها في شنكال، لذا ينبغي على المخلصين الكورد مواجهة البكك بخيانتها وتذكير الشعب الكوردي بما تمارسه البكك من أعمال خيانية خبيثة ودنيئة هناك، فما قاله مسرور بارزاني إنما كان مجرّد قطرة من نهر لما تقوم به البكك من ممارسات خبيثة ومؤامرات دنيئة وخيانة لا مثيل لها في شنكال، ولم يتطرّق لما هو أعظم أو سبر أغوار البكك هناك! فالحق أن ما تفعله البكك في شنكال هو الارتزاق والجحوشية بعينها وتحاول إضفاء الشرعية وسمة العصرية عليها!!
من يتحالف مع الحشد الشعبي هم مرتزقة وجحوش بلا أدنى شك
قال بارزاني في حديثه بأن قوات البكك والفصائل التابعة لها وغيرها من القوات، والتي كان من المقرّر أن تخرج من قضاء شنكال لم تخرج منها، ما فعلته هذه القوات هو أنها انسحبت لساعات وسرعان ما عادت إلى نفس أماكنها، إضافة إلى إدماج بعضها ضمن صفوف قوات عراقية كنوع من التمويه، بل على العكس من هذا فقد ازدادت أعداد هذه القوات! نعم هذه حقيقة معضلة شنكال، فمن اندمج مع ميليشيا الحشد الشعبي هو البكك وقواتها لا غير، فعدا قوات الإيزيديين البالغة قوامها 200-300 عنصر، ضاعفت البكك قوة عسكرية بلغت قوامها أكثر من 1000 مسلّح من كوادر غرب كوردستان وشمالها، ووظّفتهم رسمياً في صفوف الحشد الشعبي الشيعي المعادي للكورد والغاصب لأرضهم والقاتل لهم،
فالحشد الشعبي لا يختلف كثيراً عن داعش بالنسبة لعدائها الكورد ومحاربتها لهم وشرب دمائهم إن كان بمقدورها ذلك! فالاتفاق والتحالف مع الحشد كالاتفاق مع أعداء الكورد، وبناء علاقات الصداقة والتعاون مع أعداء الكورد هو الارتزاق والجحوشية بعينها، فمن يتحالف مع الحشد الشعبي هم مرتزقة وجحوش بلا أدنى شك!
من الذي كوّن علاقات مع الحشد الشعبي وتحالف معه؟ الجواب: البكك.
آنذاك، أليست البكك مرتزقة وجحوش؟ الجواب بلا شكّ هو: نعم.
هل هناك معادلة أسهل من هذا؟!
لكي نقرّب الصورة اكثر من فهم البكك واستيعابها، نستطيع التمثيل بما يلي: يوجد في غرب كوردستان جيش يسمّى بـ “الجيش الوطني السوري” والذي كان يُطلق عليه سابقاً “الجيش الحرّ أو الجيش السوري الحر” وبالنسبة للعراق فالحشد الشعبي بمثابة الجيش السوري الحر لسوريا، فالجيش الحر والحشد الشعبي صنوان من جذع واحد، ومماثلان في المستوى الفكري والذهنية والعقلية والرجعية ذاتها، فمن قام بالاستيلاء على عفرين وكري سبي وسري كانيه وسبّى نسائها وتطاول على أعراض المواطنين هناك وتعرض لشرف الكورد هم ما يسمى بالجيش الحر، ولو سنحت الفرصة للحشد الشعبي كما سنحت للجيش الحر لفعل مثل ما فعل داعش بل أكثر، لشربوا دماء الكورد، فمن تحالف مع الجيش الحر هناك فهو خائن لشعبه وقضيته ممّا لا شكّ فيه، وكذلك هنا في جنوب كوردستان، فمن تحالف مع الحشد ووضع يده في يد الحشد في شنكال واتفق معه فهو خائن بجدارة ومن العيار الثقيل، ولا يستطيع أحد أن يقول لغيره بأن خونتي أفضل وأحسن من خونتكم! وخونتي أخيار بينما خونتكم أشرار! فالخائن خائن وعدو أينما كان في كافة أجزاء كوردستان الأربعة!
فلا ينبغي لأحد القبول بالخيانة التي تمارسها البكك تحت قناع نجدة شنكال ومن أجلها، ينبغي علينا ألا ننخدع بدعايات البكك وإشاعاتها، وأن نقول: تقبّل الإيزيديون الحشد الشعبي! فمن أظهرتهم البكك وكأنهم الشعب الإيزيدي هم في الحقيقة لا يمثّلون سوى أقل من 5% من الشعب الإيزيدي الباقين في شنكال، فهم مجموعة أصغر من الصغير حتى! أشخاص قلائل يُعدّون بأصابع اليد بالمقارنة مع الشعب الإيزيدي! فهم يستغلّون مشاعر بعض الأمهات والشابات الإيزيديات، وأمّا من نراهم يحتجون ويتظاهرون فهم مقاتلو البكك -كريلا- الذين لم يبق بمقدورهم البقاء في الجبال والكفاح والنضال هناك، فتجلبهم البكك من مخمور ومن غرب كوردستان ومن هنا وهناك وتحتشدهم لتخلق منهم جمعاً كأنهم سكان المنطقة الأصليين ويتظاهرون!
تصريح البكك الإعلامي كان من أجل التستر والتغطية على حقائق الأحداث، كيلا تُرى خيانتهم هناك وتنكشف على الساحة
تحاول “بسي هوزات ومصطفى قاراسو” إخفاء علاقاتهم مع الدولة العراقية والحشد الشعبي وراء بعض الإيزيديين، تحت شعار الإدارة الذاتية والديمقراطية للإيزيديين، وحقهم في إدارتهم لمناطقهم، غير أن البكك لا تستطيع تغطية خيانتها في شنكال، لذا حاولت إشراك الحشد الشعبي ونسّقت معها هناك، غير أن هذه الشراكة هي الخيانة بعينها.
فالبكك أصدرت هذا التصريح الإعلامي المستور والمخفي للتستر والتغطية على حقائق الأحداث، وكي لا تُرى خيانتهم هناك وتنكشف على الساحة، غير أن خياناتهم في غاية من الضخامة بحيث لا تستطيع مثل هذه التصريحات أو وسائل إعلامهم أو ناشروا أنبائهم الكاذبة إخفاءها والتستّر عليها!