تصريح منظومة المجتمع الكوردستاني المستور
في الجزء الأول من كتابتنا تطرّقنا لكيفية نشر منظومة المجتمعات الكوردستانية لتصريحها المخفي والمستور كردّ للمؤتمر الصحفي لرئيس وزراء إقليم جنوب كوردستان، وأوضحنا أن البكك أصدرت ذلك التصريح لستر خيانتها في شنكال، وعدم تمكّنها من الرّدّ على بعض المسائل الرئيسية التي أصبحت واقعاً يُعاش في إقليم جنوب كوردستان، وأن البكك واثقة من أن الكورد باتوا يعرفون حقيقتها، ولم يبق باستطاعة هذه التنظيمات تمرير أكاذيبهم على الشعب الكوردي لذا قاموا بنشر هذا التصريح بشكل مستور مخفي وبلغة خاصة!
لم يبق بمقدور البكك تغطية ممارساتها ومخطّطاتها الخبيثة بأكاذيبها المفبركة
تظن تنظيمات البكك أن الكورد (كأصحاب الكهف) وأنهم كانوا في سبات طويل لمئات الأعوام، وأنهم تيقّظوا منذ مدة ليست بطويلة، وليس بمقدورهم فهم ما يجري على الواقع ولا يستوعبونه، وأنهم لم يروا شيئاً بأعينهم! لم يروا بأن البكك أول ما وجّهت فوهات بنادقها كانت صوب صدور الكور! لم يروا ما قامت به البكك من عمليات التصفية بحق الوطنيين المخلصين من أبناء الأمة الكوردية! لم يروا كيف قام زعيمهم المسجون بتسليم نفسه للدولة ورجى الجندرمة للإبقاء على حياته كما وطالب العفو والسماح من أمهات قتلى العساكر الأتراك! لم يروا… فهي تظن أن الشعب الكوردي كأصحاب الكهف غير أنها لا تعرف أن هذا الشعب بات يدرك حقيقة كلّ شيء ويعرفها جيداً، وأنهم يدركون حقيقة البكك وأنها لم يبق بمقدورها تغطية ممارساتها الدنيئة ومؤامراتها الخبيثة بأكاذيبها المفبركة المضلّلة لتضليلهم وخداعهم إلى ما لا نهاية!
فبكتابة مانشيت عريض بعنوان “بمواقفه، مسرور بارزاني يشرعن الاحتلال التركي!” فهي من وراء هذا المانشيت تحاول إقناع الكورد بأن من تسبّب بجرّ وجذب الجيش التركي لـعمق أراضي جنوب كوردستان بمسافة 50كم هو مسرور بارزاني! تحاول تغطية إخفاقاتها في حفتنين وخواكورك وغيرها من المناطق وإلقاء اللوم على الآخرين، فالكلّ يعرف جيداً أن مواقف وأقوال مسرور بارزاني لا تشرعن أو تبرّر الاحتلال التركي، بل هي من صميم مواقف وسياسات البكك المعوجّة والخبيثة، وليس في جنوب كوردستان فقط بل في غربها أيضاً، فقد تسبّبت بجرّ الجيش التركي لاحتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه نتيجة أعمالها وممارساتها المشبوهة، فلم يكن مسرور بارزاني من شرعن أو تواجد في عفرين وغيرها من المناطق حتى يجذب الجيش التركي لدخولها واحتلالها، بل من سلّم هذه المدن لتركيا كانت البكك لا غير؟!
لا ندري عن أية مقاومة بطولية تتحدّث البكك؟!
تقول المنظومة في تصريحها بأن “الإدارة الذاتية لشنكال ليست ضد الإدارة الذاتية لكوردستان أو مخالفة للدستور العراقي، بل على العكس، فهي بمثابة نقطة قوة لها” فعدا كون حديث المنظومة هذا بمثابة اعتراف واضح وصريح بانها أيضاً لا تعتبر شنكال جزءاً من إقليم جنوب كوردستان كما تفكّر الدول المحتلة لكوردستان، وأنها تحاول إلحاق القضاء بالدولة العراقية، فعدا هذا تحاول البكك التحدث نيابة عن أهالي شنكال تنفيذ كافة سياساتها الدنيئة والخبيثة في شنكال، تلك الممارسات التي تخدم محور المقاومة الإيرانية، وحماية المصالح الإيرانية في المنطقة، فعوض التحدث بمصطلحات وأحاديث تكبرها حجماً، على البكك نبذ أعمالها الخيانية في شنكال وقطع تحالفاتها وتبعيتها للحشد الشعبي، والخروج من شنكال ومغادرتها، لئلا تُصاب شنكال بداء عفرين، وكي لا تكون جسراً للتدخّل التركي لشنكال، كما أصبحت في عفرين وسري كانيه وكري سبي وحفتنين وخواكورك!
وفي جزء آخر من تصريحها، يبدو أن البكك تعتقد أن الشعب الكوردي بأكمله شعب غشيم أبله! فتقول المنظومة: “خلال تصريحه الإعلامي، أنتقص مسرور بارزاني من المقاومة البطولية للكريلا في جنوب كوردستان ضد العدو المحتلّ، وسلبها كلّ قيمها وكرامتها!” فلا يدري الإنسان عن أية مقاومة بطولية تتحدّث منظومتهم؟! فيا ترى أين أبدت البكك المقاومة البطولية والدفاع عن نفسها ولم تسلّم مناطقها للدولة التركية؟! في حفتنين؟! أم خواكورك؟! أم تتحدّث عن جبل متين؟! أم تقصد غرب كوردستان عفرين وكري سبي وسري كانيه؟!! أم المدن التي حرّرتها البكك في شمال كوردستان كولاية وان وئامد؟! فالحق إن إطلاق مثل هذه التصريحات يحتاج لوقاحة بالغة وأشخاص عديمي الإحساس والحياء والأخلاق! فمن المخجل بل غاية الوقاحة وقلة الأدب والحياء أن ينظر الإنسان بهذه الدونية والغباء والبله لشعبه وكأنه شعب نائم لا يعرف حقيقة ما يراه بأم عينيه على أرض الواقع!
تركيا لا تهاجم جنوب كوردستان تحت مبرّر أقوال وتصريحات رئيس حكومة جنوب كوردستان، والكلّ يعرف سبب مهاجمتها جنوب كوردستان واحتلاله، الكلّ يدرك من برّر وشرعن هذه الهجمات، كما يعلم الكلّ أي طرف وتصريحاته وراء هذه الهجمات وأصبحت جسراً للتدخّل التركي لاحتلال الجنوب!
أرادت منظومة المجتمعات الكوردستانية أن تتستّر بتصريحها هذا على الأعمال والممارسات المشبوهة والخبيثة للبكك إزاء تعقيدها وتأزيمها وزعزعتها لاستقرار جنوب كوردستان وتغطّيها، فلو كانت البكك صادقة في أقوالها فلتكشف لنا الآن أين يتواجد أنصارها وموالوها اليوم في جنوب كوردستان، وما هو موقفها من الأحداث التخريبية من حرق المقار الحزبية والمؤسّسات الحكومية وإطلاق النار على القوات الأمنية واستشهاد البيشمركة والتسبّب بمقتل العديد من الأطفال؟! فلو لم يكن المتورّطين بأعمال العنف والانتهاكات والسلب والنهب والحرق والإضرار بالمؤسّسات الحكومية ومقار الأحزاب تابعين وموالين للبكك فلماذا لم تدن وتستنكر المنظومة مثل هذه الأعمال والممارسات التخريبية؟! ما قالته كان: هذه الأعمال ليست محل قبول! فيا ترى لماذا لا تدين وتستنكر هذه الأعمال ما دامت غير مقبولة؟! لماذا لا تصدر تصريحاً واضحاً وصريحاً لأنصارها ومواليها وأتباعها بأن هذه أعمال إرهابية وممارسات تخريبية خبيثة وهي ليست من خصال الكورد وشيمهم وثقافتهم؟! لماذا أدانت استخدام العنف من جانب القوات الأمنية وبصراحة، ولا تدين وتستنكر العنف الذي مارسه البعض باسم التظاهرات والاحتجاجات الشرعية والسلمية؟! والحق أن على المنظومة الإجابة على كلّ هذه التساؤلات أولاً.
هناك مثل كوردي قائل بأنه يريد أن يكون سارقاً فاسقاً ويدخل الجنة! هكذا هي البكك!
الملفت للنظر في تصريح المنظومة هو حديثها عن السبل الديمقراطية لحلّ المشاكل والمعاضل! فيا ترى هل تعرف المنظومة ما تعنيه كلمة الديمقراطية؟! أو هل تؤمن بشيء اسمه الديمقراطية؟! عن أية ديمقراطية تتحدّث؟! عن الديمقراطية التي مارستها عندما قامت بوضع أحد أعضاء وكوادر إحدى الأحزاب الكوردستانية في حفرة على الحدود وبلباس نومه؟! أو تتحدّث عن الديمقراطية التي لا تسمح لأحد بإبداء رأيه أو انتقادها سواء أكان شخصاً أو طرفاً وانتقاد أسلوب إدارتها في غرب كوردستان؟! قد تكون تقصد بها الديمقراطية التي لا تسمح برفع علم كوردستان المبارك في غرب كوردستان أو حمله لأيٍّ كان؟! لا فمن المؤكد أنها تقصد بها الديمقراطية التي تسمح فقط برفع شعارات جوفاء والهتاف بـ”نعم نعم!” فبادئ ذي بدءٍ على المنظومة أن تدرك معنى مصطلح الديمقراطية وما هو مفهوم هذه الكلمة وما تحمله من معانٍ سامية ورفيعة ثمّ تأتي بعدها لتعظ غيرها سواءً أكانوا أشخاصاً أو أحزاباً بممارسة الديمقراطية وحلّ المشاكل بسبل ديمقراطية، فالحديث عن مجتمع ديمقراطي ووسائل الأمان والاستقرار بالنسبة لحزب أيديولوجي كالبكك هو كالمثل الكوردي القائل أو ما في معناه ” يريد أن يكون سارقاً فاسقاً ويدخل الجنة!”
باختصار، حزب العمال الكوردستاني البكك ليس حزباً كوردستانياً، ولا تعرف أية دلالات ومعان للكوردايتي والكوردستانية، ولا تعرف معنى السلام والأمان، ولا تفهم معنى الديمقراطية، وهي تريد مثلما يقول المثل الكوردي القائل بأنه يريد أن يكون سارقاً فاسقاً ويدخل الجنة! وهذا ما لا يتحقّق لا عند الله ولا عند البشر كما أنه ليس معقولاً أو محلّ قبول إطلاقاً، وهذا ما ينبغي على البكك وتنظيماتها والمؤسّسات التابعة لها أن تدركه جيداً!