لو صحّت ادّعاءات الـ PKK فنهاية الجيش التركي باتت قريبة!
نشرت تنظيمات البكك إحصاءات للخسائر والأضرار التي ألحقتها بعساكر الأتراك خلال عام 2020، وهي تدّعي بأن مقاتليها قتلوا أكثر من 900 من عساكر الأتراك، كما لقي 227 عناصر من مسلّحيها -كريلا- مصرعهم خلال هذا العام، ولو صحّت لو صحّت ادّعاءات الـ PKK هذه، فنهاية الجيش التركي باتت قريبة! وستتمّ إبادة الجيش التركي خلال أعوام قليلة!
تقول تنظيمات البكك بأنها: نفّذت 393 أنشطة عسكرية ضد الجيش التركي في جنوب كوردستان، بالمقابل نفّذت تركيا أكثر من 1275 غارة جوية، و120 عملية برية.
ووفق ما نشرته البكك، أن العساكر الأتراك تلقوا صفعات مؤلمة وضربات قاصمة من قبل مسلّحيها، وأنها لو استمرّت على أنشطتها هذه فستكون نهاية الجيش التركي قريبة بل قاب قوسين أو أدنى!
هل دمّرت البكك وهدمت البيت التركي أم البيت الكوردي؟!
الكلّ يعلم مدى الكوارث والمآسي التي جلبتها وتسبّبت بها البكك للكورد خلال عام 2020، فالحرب التي أعلنتها البكك وكأنها انتصار وظفر هي في حقيقتها تنفيذ لأجندات الدولة التركية لا غير! وبجدارة وامتياز وبنسبة 100%، وسنضع نصب أعينكم هذه النقاط ونترك لكم القرار، فحصاد البكك المرّ لعام 2020، وبالأخص ما بعد بدءِ كبرى العمليات التركية منتصف حزيران العام الحالي هو كالآتي:
تقوية التواجد التركي في جنوب كوردستان بوتيرة قوية.
تدخّل تركيا لمسافة 15كم عمقاً في أراضي جنوب كوردستان، واحتلالها لهذه المناطق.
تحويل 54 قرية في الجنوب لساحة حرب مفتوحة بين الطرفين، وإخلائها من السكان بل أية مظاهر للحياة.
سقوط حفتنين وانسحاب البكك وتراجعها نحو القرى والبلدات المكتظّة بالسكان.
تحويل المناطق والبلدات الآهلة بالسكان لمواقع مستهدفة للغارات التركية وحربها المفتوحة.
زيادة عدد النقاط والقواعد العسكرية في الجنوب بواقع 28 قاعدة عسكرية أخرى!
فيا ترى هل هذه انتصارات أو هزائم؟! نعم هي انتصار وهزيمة في نفس الوقت، فهي انتصار للجيش التركي وهزيمة للبكك، بل الأحرى أن نقول إنه انتصار لقادتها في قنديل حيث استطاعوا تنفيذ كافة أجندات الدولة التركية بنجاح تام وبجدارة وامتياز!
نعم، عاقبت البكك الدولة التركية خريف هذا العام على النحو الآتي:
اغتيال مدير آسايش معبر سرزير الحدودي (عازي صالح آليخان).
تفجير أنبوب تصدير نفط جنوب كوردستان.
تفجير المتفجرات بقوات بيشمركة كوردستان.
مهاجمة البيشمركة في العمادية والاعتداء عليهم.
مهاجمة البيشمركة في سحيلا.
فلنعد للتقرير الذي أعدّته البكك ونشرته يوم أمس، ممّا لا شكّ فيه أن صياغة كلّ خبر ونشره خلال الحرب وبالأخص ما يتعلّق بالخسائر التي الحقتها بالعدو تتمّ بدقّة ودراسة جيدة، والهدف منها رفع معنويات المقاتلين وإشعال حماسهم وكسر واحباط معنويات الجبهة المعادية، غير أن هذا لا ينطبق على الحرب المسرحية للبكك ضد الدولة التركية، لماذا؟ سنختصر الإجابة على هذا السؤال.
البكك تزيد من الفكر الراديكالي للأتراك تجاه الكورد
لا تهدف البكك من وراء نشر هذه الاحصائيات رفع معنويات مقاتليها أو إشعال حماسهم وروحهم الثورية، كون مقاتليها -كريلا- لا يملكون أية وسائل تمكّنهم من معرفة مجريات الأمور أو الاطلاع على هذه التقارير، فهم لا يمتلكون حتى الهواتف المحمولة العادية بالنسبة للتطور الحاصل في هذا المجال، فهم لا يتمكنون من التوصّل للإنترنيت او وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا! لذا فالهدف الذي ذكرناه بشأن رفع معنويات مقاتليها منتفي هنا تماماً، والحق أنها تهدف من وراء نشرها لأنباء كاذبة كهذه، وهذه الإشاعات، هو فقط لارتفاع وتيرة الراديكالية التركية تجاه الكورد وضدّهم، وتوحيد صفوف الأتراك على مدى اختلافها ضد الكورد، فهم بهذا سيشجّعون النظام الأردوغاني والحكومة التركية ويؤيدونها على تنفيذ كافة الخطوات المطلوبة للاستيلاء على ما يقدرون على استيلائه من أراضي كوردستان!
وقد نشر موقع داركا مازي أواسط العام الحالي موضوعاً بهذا الصدد، أكّد فيه أن أي كوردي لا يفرح ولا يسعد بالانتصارات التي يحقّقها المحاربون الكورد على العساكر الأتراك فكورديته مشكوكة فيها وليراجع قضية انتمائه الوطني والقومي! وأنه كوردي خائن لقضيته وبائع لذاته ووطنه حسب ما يشاع قوله ضمن الأدبيات الكوردية.
فما نريد اثباته هنا، هو أنّنا لا نستاء تجاه الانتصارات الكوردية، أو نمتعض منها، أو نحاول تغطية انتصارات قوات الكريلا على العساكر الأتراك بل على العكس تماماً، نفرح بها، غير أنه ينبغي أن نكون متيقّظين تجاه نشر هذه الأكاذيب وندرك الأهداف الكامنة ورائها، فتغيير الحقائق وتزييف الواقع كثيراً ما يضرّ بالقضية التي ندافع عنها!
وختاماً نقول، ليت أكاذيب البكك وإشاعاتها وادّعاءاتها كانت صحيحة! ليت خبر مقتل الآلاف من عساكر الأتراك في كلّ يوم كان صحيحاً بعيداً عن الكذب والادّعاء! ليت عفرين وكري سبي وسري كانيه لم تُحتل وتُغتصب بطريقة وحشية وعلى أيدي همج لا يعرفون أية معاني ودلالات لكلمة الرحمة! ليت البكك كانت تؤمن بقضية استقلال الوطن الكامل، وليتها لم تكن تريق دماء كلّ هؤلاء الشباب والشابات الكورديات من أجل مصالح الدول الغاصبة والمحتلّة لكوردستان! ألا ليت وألف مرة نقول ليت كريلا البكك وأعضاؤها وأنصارها ومؤيدوها كانوا يفهمون المستور ما وراء هذه الأنباء، وليتهم قاموا بتقييم وتحليل الخطابات والقرارات التنظيمية عوض التبعية العمياء لها، وفهم مكنون وحقيقة ما يصدر من إيمرالي من قرارات تضر بالقضية الكوردية وكوردستان!