الـ PKK تشرعن ممارسات AKP
قرأت عصر اليوم تصريحاً لمنظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) وبعد جرّ وشدّ لم أفهم شيئاً من هذا التصريح! الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- يشرعن هجمات AKP و CHP! ويبرّر تدخّلهما في جنوب كوردستان! فهل تقصد المنظومة أن البارتي يضفي الشرعية ويبرّر تدخّل حزب إسلامي وحزبي قومي متطرّف! ومع أني فكرّت ومن ثمّ فكرت كثيراً وجيداً غير أنني لم أفهم لماذا نشرت البكك هذا التصريح! فكلا الحزبان متواجدان في دولة أخرى، ولديها عشرات الملايين من الأنصار والموالين والناخبين، فكيف أخذت شرعيتها من البارتي؟!
وهذا بالضبط هو التساؤل الذي يحيّر عقول غالبية الشعب الكوردستاني، فهم يتساءلون هل لدى البكك مشاكل وعداوة مع (AKP -CHP) أم مع البارتي؟!لماذا جلبت البكك كافة استفزازاتها وبلاويها ووجعها للرأس لإقليم الجنوب؟! هل لدى البكك مشاكل وعداوات مع إقليم الجنوب أم مع تركيا؟! فلو لم تكن لديها مشاكل مع البارتي وإقليم جنوب كوردستان بل كانت مشاكلها مع تركيا فلماذا لا تتفضّل بالمغادرة نحو تركيا وممارسة نضالها وكفاحها ومثل ما تقول هي مقاومتها المشروعة هناك؟!
فلو كانت لديها مشاكل مع اردوغان وحزب الشعب الجمهوري فلماذا أخذت بياخة الكورد الإيزيديين – ياخة أو ياقة هي جزء من أجزاء الملابس العلوية كالقميص أو الثوب أو المعطف التي تحيط بالرقبة- واحتلت شنكال؟! فما علاقة حزب الشعب الجمهوري بالإيزيديين؟! وما الرابط بينهم؟! فلو كانت لها مشاكل ومعاضل مع العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري الحاكمين فلماذا تدسّ قناصة وحاملي الآر بي جي في تظاهرات نُظّمت من أجل تحسين معيشة المواطنين والمطالبة برواتبهم؟! فيا ترى ما هو داؤهم كي يكونوا ابتلاءً ومحنة وبلوى لغرب كوردستان والشعب الأصيل والمناضل في الغرب وتسبّب باعتقالهم وتعذيبهم واغتيالهم؟!
لماذا تقوم بما تحبّه (AKP -CHP) بالانسحاب نحو أراضي جنوب كوردستان، وتمسك أيدي الجندرمة وتعبر بهم حدود إقليم الجنوب؟! ولا تحاربهم حتى؟! لو كانوا يخافون من الأتراك فلماذا هم أبطال ومحاربين عظام وجريئين أمام الكورد المضطهدين المظلوم؟!
فيا ترى بأوامر مِمّن قامت البكك بلبس زيّ الحشد الشعبي في شنكال وتأخذ منهم السلاح والأموال والرواتب؟!
لماذا لا يلقي كوردي من شمال كوردستان التحية على البكك، بينما يلتحق مئات الآلاف من الكورد بصفوف العدالة والتنمية وأحزاب أخرى؟!
فهنا نعود ونتساءل مجدّداً: من الذي أعطى الشرعية لـ(AKP -CHP) البارتي أم البكك نفسها؟!
النضال السياسي والمسالم للكورد في تركيا ارتقى خطوات هامة هناك، فقد حصد الكورد 80 مقعداً انتخابياً في البرلمان التركي، وأصبحوا بمستوى من القوة بحيث لجأت العدالة والتنمية إليهم لتشكيل الحكومة الجديدة وإشراكهم في إدارة البلد! وكانت تنوي تسنيم وزارة الخارجية إليهم، غير أن البكك بعثرت أحلامهم هناك أيضاً وقلبت الوعاء شبه الممتلئ للكورد هناك، فقامت بقتل ثلاثة أو أربعة من الشرطة وأعطت مبرّراً واهياً للأتراك الشوفينيين باستخدام القوة ومنع النضال السياسي الكوردي من النمو والتطوّر، أما في غرب كوردستان فباتت ممارساتها الغبية مبرّرا وحجة لتدخّل الأتراك الفاشيين باحتلال عفرين وجزء من غرب كوردستان بينما تشاهدها قادة البكك في قنديل! علماً أن البارتي والبيشمركة لم يكونوا في عفرين!!
والآن باتت البكك كآلة ضخمة ومحرك كبير ومعقّد لم يستفد منها غير أعداء كوردستان وغاصبوها، وذلك بهدف خلق الفوضى ايمنا حلّت واينما يتواجد الكورد، والاستيلاء على أراضي الكورد بسببها شيئاً فشيئاً!
وليعرف كل أهل الجنوب أنّ من يجامل البكك -سواءً أكان أطرافاً وأحزاباً أو شخصيات- ويعطيها الشرعية في الجنوب فليعرف جيداً أنه يضفي الشرعية ويعطيها لكلّ من (AKP -CHP).
ملاحظة: المقال من صفحة الكاتب على موقع التواصل الاجتماعي -فيسبوك-.