دورة كوادر الإتحاد الوطني في قنديل واعتقال الجواسيس

دورة كوادر الإتحاد الوطني في قنديل واعتقال الجواسيس

لم تبق العلاقات المريبة والمشبوهة للاتحاد الوطني الكوردستاني مع تنظيمات حزب العمال الكوردستاني البكك تتّسم بالسرية المعهودة سابقاً، بل باتت واضحة لجميع الكورد، فالوطنيون المخلصون يعرفون جيداً أن هذه العلاقات تخدم من؟ كما ويدركون جيداً أنها لا تستهدف سوى كيان إقليم جنوب كوردستان وإضعاف حكومته.

وهنا، لا نروم بحث هذه العلاقات وتحليلها، بل سنخصّص الحديث لحادثة أخرى والتي حدثت أواخر العام المنصرم بين شريكين استراتيجيين باتوا توأمين، والحادثة هي: عقد اجتماع بين البكك والإتحاد، وإصدار قرار بفتح دورة للتربية العسكرية لكوادر الإتحاد في قنديل، وفتح الدورة، ونقض البكك لقرارها، واعتقال كوادر الإتحاد المشاركين في الدورة بقنديل، وهم الآن تحت التحقيق، فيا تُرى كيف حدث هذا؟

حصلت مصادر موقع داركا مازي في جنوب كوردستان على معلومات غاية في الخصوصية حول ذلك الاجتماع الذي عقد في الـ 8-12-2020، بين الإتحاد والبكك، وما تمخض عنه من قرارات.

استخبارات البكك تكشف جواسيس الإتحاد في قنديل

وفق معلوماتنا الخاصة أنه تمّ عقد اجتماع في الـ 8-12-2020، بين الإتحاد والبكك في سفح جبل قنديل، وتقرّر خلال الاجتماع فتح دورة عسكرية لكوادر الإتحاد في قنديل، وقد أرسل الإتحاد أكثر من 20 من كوادرها للمشاركة في الدورة يوم 12-12-2020.

وكشفت مصادرنا أنه وبعد أيام من بدأ التدريب، اعتقلت استخبارات البكك 3 من كوادر الإتحاد المشاركين في الدورة بتهمة التجسّس.

بعدها، أنهت البكك دورتها للتربية العسكرية، وعقدت اجتماعاً طارئاً مع الإتحاد، طالب الإتحاد بإطلاق سراح كوراده خلال الاجتماع، غير أن البكك رفضت الطلب، وقالت للاتحاد: كوادركم تحت التحقيق في قنديل لمعرفة أسباب قيامهم بالتجسّس!

ما التهديدات التي وجّهه الإتحاد للبكك في حال كشف هذه المعلومات؟

بعد مرور أيام، عقد الإتحاد اجتماعاً آخر مع البكك، غير أن محاولات الإتحاد لتحرير كوادرها الـ 3 باءت بالفشل، على إثرها قام الإتحاد بتهديد البكك بغلق كافة مقارها ومكاتبها في كلّ من السليمانية وكرميان ورابرين وحلبجة في حال كشف هذه المعلومات.

لماذا تحاول إيران تمتين العلاقات أكثر بين الإتحاد والبكك؟

لمعرفة حقيقة العلاقات بين الإتحاد والبكك أكثر وأفضل، ينبغي علينا معرفة أهداف إيران من وراء محاولاتها تمتين العلاقات بين الحزبين، فمن المعروف أن إيران صاحبة مشروع (محور المقاومة) في المنطقة، والمتمثّل في البكك والحشد الشعبي في منطقة شنكال، غير أن هذه الجبهة تعاني تصدّعات في الوقت الحالي، وتحاول إيران جبر هذه التصدعات عن طريق تمتين العلاقات بين الإتحاد والبكك، بمعنى أن هدف إيران هو توظيف وتكليف الإتحاد واستخدامها لتقوية محور المقاومة وتمكينه.

وكشفت مصادرنا أن الأوامر صدرت من إيران بفتح دورة مشتركة لكوادر الإتحاد والبكك للتربية العسكرية، بعدها تمّ فتح دورة قنديل لتأهيل كوادر الإتحاد.

فإيران تنوي ضرب الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وإقليم جنوب كوردستان من وراء تشكيل هذه الجبهة، جبهة تكون على أتمّ الاستعداد دوماً وبانتظار تلقّي التعليمات بشأن تنفيذ مؤامرات طهران وتطبيق أجندتها في جنوب كوردستان.

الإتحاد حصان أصيل للبكك في وقت الأزمات، وحمار حمولة وقت الرفاهية والرخاء!

أقام الإتحاد الوطني علاقات مع البكك منذ أمد بعيد، غير أن البكك دائماً ما حاولت الاستفادة من هذه العلاقات وإضعاف الإتحاد على الساحة الكوردستانية، علماً أن الرؤساء المشتركين للاتحاد لا يدركون هذه الحقيقة ولا يفهمونها جيداً، غير أنها هي الحقيقة شاءوا أم أبوا! فالبكك تستصغر البكك، بل تراه بمثابة حصان كوردي أصيل لها تمتطيه -تركبه- متى شاءت ولتنفيذ مصالحها ووقت الأزمات، وتراه حمار حمولة وقت الرفاهية والرخاء!

فما يجمع البكك والإتحاد هو ما ذكرناه فقط لا غير، فمن جانب تجمعهما عداوة البارتي والبارزاني، ومن جانب آخر يشتركان في مصدر تلقّي الأوامر من إيران! فمنذ عام 1996 ولغاية يومنا هذا، تعادي إيران بل وأقسمت على عداوتها للبارتي والبارزاني نتيجة تصدّي قوة من بيشمركة كوردستان لجيشها في وادي (علي بك) وأول عمل قامت به في هذا المجال هو إخضاع الإتحاد لهيمنتها وتأثيرها ومن بعده البكك!

مقالات ذات صلة