كاهن مصر اليخماهو… واليخماهو قنديل

(العمالة لتركيا والتجسّس لها والتعاون معها، والتحالف مع اتفاقية (AKP-MHP) ودعم الفاشية) تلك التهم والجريرة التي دائماً ما اتّهمت البكك الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- بارتكابها، والتي كانت حديثها في كلّ مجلس بل أصبحت كعادتها اليومية، والتي كانت البكك تتستّر بها على عمالتها وخدمتها للدول المحتلّة لكوردستان، بحيث أصبحت الحالة أنه لو حدثت حادثة في بروكينا فاسو لظهر العم جمعه وحلّلها متّهماً البارتي بارتكابها أو الوقوف من ورائها أو أنه تجسّس لها!

ضربني وبكى سابقني واشتكى

ستصدّقون فقط ما نردّده في آذانكم!

مع بداية الهجوم التركي على جنوب كوردستان، ظهر العم جميل بايك الرئيس المشترك للهيئة القيادية لمنظومة المجتمعات الكوردستانية والملّقب بـ (جمعه) وتحدّث عما حصل بل وحتى عمّا سيحصل لاحقاً! وكأنه “عرّاف” على عهد الفراعنة وفيلسوفٍ ذكي وباسل في السياسة، وكأنه درس الوضع ومرّ به ويعرف ما سيحدث! والحق كذلك، فهو يعرف ما سيحدث كونه وتنظيمه جزءاً من المخطّط والمؤامرة!

ودائماً ما بدأ العم جمعه حواره بعبارة (البارتي يتعاون مع تركيا للقضاء على البكك!) في محاولة منه لتغيير الواقع بهذه العبارة، ولوم البارتي وتحميله انتكاسة تنظيماته وتسليمها للمناطق الاستراتيجية لتركيا، يحاول من خلالها أن يقول للشعب الكوردي أن البارتي هو من تسبّب بجرّ الجيش التركي ونحن منه براء!

وقد شغلت البكك من جديد ماكناتها الإعلامية وبأبشع الوسائل وبعيداً عن أية اخلاق إعلامية ضد البارتي وحكومة جنوب كوردستان بالتزامن مع انطلاق العملية العسكرية التركية (مخلب النسر2) يوم الأربعاء 10-2-2021، في جبل گاره، هادفة كالعادة تغيير الحقائق وتزييف الوقائع، في محاولة منها لتحريك شعب الجنوب بصدد مجيء الأتراك مرة أخرى، وأنهم سيفقدون مناطق أخرى في الجنوب، ومن ثمّ محاولة إلقاء اللوم على البارتي واتهامه بإهداء هذه المناطق لتركيا! نعم! ستصدّقون ما نردّده نحن على مسامعكم لا غير!!

اقتربت الحرب، والأتراك سيديرون هذه الحرب بالتعاون مع البارتي!

في حوار معه على موقع (ميديا نيوز) و (فرات نيوز) يوم الـ 10 من شباط الجاري، وبالتزامن مع هجوم گاره، ظهر بايك مهاجماً البارتي ومتّهماً إياه بالخيانة والتعاون مع تركيا قائلاً: قد تدير تركيا قريباً، حرباً عظيمة في الجنوب ضد البكك بالتعاون مع البارتي!

وقد بدأ العم جمعه حواره ببسملته المعهودة (البارتي يتعاون مع تركيا!) وقيّم الأوضاع وحلّل الهجوم التركي على الجنوب!

وهنا، سنفضح افتراءات وأكاذيب العم جمعه، بالأمثلة الحيّة والإحصائيات والمعلومات الدقيقة، وسنترك قرار: من يتعاون مع تركيا البكك أم البارتي؟ لقرائنا الكرام…

ولمعرفة حقيقة مجرى الأحداث، سنرجع 3 عقود للوراء، وسنقيّم ما قدّمته البكك خلال الـ 30 سنة الماضية، -أي من 1990 لغاية 2020- وأين كانت آنذاك؟ وأين هي الآن؟ وكم من مناطق استراتيجية أهدتها لتركيا أثناء هذه الفترة!

من الشمال لعمق الجنوب

منذ عام 90، البكك تنازلت عن 80% من المناطق الخاضعة لنفوذها لتركيا!

بعد العملية التركية الموسومة بـ(مخلب النمر) العام الماضي، بنى الجيش التركي أكثر من 18 قاعدة ونقاطاً عسكرية في الجنوب، وبنى معسكرات له، وشيّد الطرق إليها، ويبدأ الطريق من منطقة قلبان ووصولاً لحفتنين، وكلّ هذا بتعاون البكك؛ إذ تنازلت عن كلّاً من قلبان وحفتنين، ولم تأوي أبطال هذه المناطق، ومع هذا فقد ظهر كبار قادة البكك على وسائل إعلامهم وبصورة وقحة قائلين: لقد لقّناهم درساً في حفتنين بحيث ضاقت بهم الدنيا بما رَحُبَتْ! فهم يظنّون الشعب غبياً لهذه الدرجة بحيث لا يعرف الحقيقة من الكذب؟!!

في عملية 2019 الموسومة بـ (مخلب الأسد3) تنازلت البكك في حدود (شرنخ وقلبان) عن المناطق الاستراتيجية كـ:

  • دريي داوتيا.

  • ميركشيش.

  • كويزي.

للعساكر الأتراك خلال أيام، وبهذا مهّدوا الطريق لاحتلال حفتنين.

بعدها، وفي عملية (مخلب النمر) دأبت البكك على الفرار والهروب وترك مناطقها للأتراك، بحيث اجتذبتهم لقمة (خانتور) ونزولا للجنوب ووصولاً لمناطق:

  • تل كوخي مجولي.

  • التل الأسود -كري رش-.

  • تل العقرب -كري دوبشكي-.

  • كزنكي.

  • كوخ ملا يحيى.

  • شَش دارا وشقوله.

  • شهيد بيريفان، أي قمم وادي بزاغا من سهل كشاني ووصولاً لسهل تاقا، بَرَخ.

تمركز الجيش التركي في كافة هذه المناطق ووضع قواعده وبنى معسكراته فيها.

بعد تسليم هذه المناطق أين توجّهت البكك؟

بعد إخلائها لهذه المناطق لتركيا، يا تُرى اين توجّهت البكك؟ الإجابة بغاية البساطة، توجّهت لعمق جنوب كوردستان، ومنذ حزيران العام المنصرم، وهي مداومة على الفرار والهروب لجرّ الجيش نحو محيط دركار وباطوفه.

ولو تساءلنا: ألم تقم البكك بأية معارك في هذه المناطق؟ بلا، حاربت في بعض المناطق، غير أن معاركها كانت شكلية وكأنها ألعاب نارية للأطفال، الهدف منها استفزاز تركيا وجرّها نحو هذه المناطق، وفي كلّ معركة من هذه المعارك الشكلية تضحّي البكك بعدد من الكريلا، وفي بعض الأحيان تقتلهم بأيديها لتقول لاحقاً للشعب بأننا حاربنا وقدّمنا شهداء!!

باختصار، المناطق التي كانت خاضعة لنفوذ البكك منذ عام 1990 استولى الجيش التركي على 80% منها! لهذا ينبغي على الشعب الكوردي محاسبة البكك ومساءلتها لماذا انسحبت من هذه المناطق بدون أية معارك؟ لماذا لم تقاوم؟ لماذا ولماذا؟!

أحزاب الجنوب لم تهدف طرد البكك من الجنوب، بل طالبوها بنقل نضالها وساحة حروبها للشمال، وتحرير الشعب من الاضطهاد هناك

منذ عام 1986 والبكك تسيطر على حدود الجنوب والشمال، ولم يستهدف البارتي ولا الإتحاد الوطني ولو لمرة البكك هناك وطردها من المناطق الحدودية، بل جلّ ما طالباه منها هو التوجّه نحو الشمال، ونقل ساحة حروبها هناك حيث ينبغي أن تكون، وعدم التدخّل في ممارسات وإدارة جنوب كوردستان.

ويظهر بايك بين الفينة والأخرى على الإعلام متّهماً البارتي بالتعاون مع الاحتلال التركي، أيا عم جميل، هل قام البارتي بتسليم المناطق الاستراتيجية في حفتنين كـ:

  • دريي داوتيا.

  • ميركشيش.

  • خامتور.

  • شرانش

  • شَش دارا.

لتركيا؟! هل كان البارتي من فرّ من المعارك هناك؟! ألم تكن البكك متحصّنة بتلك المناطق منذ 30 عاماً؟ لماذا لم تحمي تلك المناطق وتحافظ عليها؟ أليست في ذلك المستوى من التفكير لتدرك أن الشعب يدرك هذه الحقائق؟ نعم، فالشعب يدرك جيداً من هو الغبي والحليف والعميل لـ (AKP-MHP)!

شرق كوردستان

بايك: الهدف هو احتلال كافة كوردستان عدا الشرق

في جزء آخر من حديثه، يقول بايك: الهدف هو احتلال كافة أجزاء كوردستان عدا شرقها! يتابع بايك حديثه: تعاون البارتي هذا سيساهم في احتلال كافة أجزاء كوردستان عدا شرقها! فبايك يعترف بلسانه أن لهم علاقات استراتيجية مع النظام الإيراني، وأنها تمركزت في حدود الجنوب والشرق بترخيص إيراني، كما لم ينسى أن مقار (بيجاك-حزب الحياة الحرة الكوردستاني) والحرس الثوري متجاورة في أورميه!

الغرب، وشنكال ومحور المقاومة

بايك: سنكسو شنكال نفس ثوب الغرب

بصدد غرب كوردستان، يقول بايك: احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي وغرب كوردستان، سيتواصل بحق شنكال ومخمور والموصل وكركوك، وسيستمر…! الحق أن العم جمعه صدق في قوله هذا، ويعترف بأن تدخّل البكك وانتهاكاتها لشؤون غرب كوردستان كانت سبباً في ضياع عفرين وسري كانيه وكري سبي، وما زال الشعب يتذكّر ما كان بايك ومراد قريلان يردّدانه قبل احتلال غرب كوردستان، ألم يكونا يقولان: لو كان أردوغان يمتلك أدنى شرف فسيهاجم عفرين! ألم يقولا لو هاجمت تركيا، فسنحرّق إسطنبول وأنقرة؟! ما الذي حدث بعده؟! ضاعت عفرين وكري سبي وسري كانيه، ولم تحترق إسطنبول ولا أنقرة!!

فمقولة بايك هذه لا تحتاج لأية تفسيرات، فهو يقول بصريح العبارة: كما تخلّينا عن عفرين وسري كانيه وكري سبي خلال أيام لتركيا، فكذلك سنتخلّى عن شنكال!!

هل تعادي البكك سياسة الاندماج والانصهار؟!

في جزء آخر من حديثه، يقول بايك: سبب استهداف البكك ومحاربتها هو أنها تعارض وتعادي سياسة الاندماج والانصهار.. والسؤال المطروح هنا هو: هل تتجسّد سياسة معاداة الإبادة والانصهار في تسليم المدن الكوردستانية واحدة تلو الأخرى للمحتل؟! أم أنها سياسة سلاطة اللسان على الإعلام والفرار والهروب على أرض الواقع؟ أم هل كان البارتي في عفرين وسري كانيه وعاون تركيا هناك؟! نعم عم جمعه، صدقت، ستتخلّون عن شنكال خلال ساعات وتهدونها لتركيا على طبق من ذهب، وبعدها تظهرون على وسائل الإعلام بألسنتكم الطويلة قائلين: البارتي كان متعاوناً مع تركيا!! فلو كنتم صادقين في ادّعاءاتكم بشأن شنكال، فاخرجوا منها ولا تبرّروا أي تدخّل أو اعتداءٍ تركي!

كاهن مصر اليخماهو وجمعه… تشابهت قلوبهم! وادمغتهم

لو أعاد البارتي نضارة الشباب لزليخا لما صدق العم جمعه!

ختاماً، نقول لبايك، أنتم بسياستكم الممهّدة للطريق أمام احتلال كوردستان لا ترتكبون أية أخطاء، بل أنتم تحقّقون وتنجزون استراتيجية ئابو الموسومة (أخوة الشعوب) الخبيثة، تلك الاستراتيجية التي تنحلّ فيها أية مظاهر للشعب الكوردي، وعندما يقوم حزب كالبارتي وعلى مرّ 30 عام بمحاولة ذودكم عن السبل المنحرفة والمعوجّة وتوجيهكم نحو الخط القومي والمسيرة الحقة، تتّهمونه بالتجسّس والعمالة والانجرار وراء المحتل، فهلّا وضعت -عم بايك- خارطة كوردستان أمام أنظارك وخطّت خطّاً لتعرف آنذاك كمية المساحة الكوردستانية التي ضحّيتم بها من أجل ئابو ومشروع دمقرطة تركيا! ستدرك آنذاك أين كانت ساحة حروبكم قبل 30 عام وأين تحوّلت وهي أين الآن!! كما ستتيقّن لماذا وجّهتموها نحو مدن وبلدات وقرى جنوب كوردستان! فأدمغتكم قد جفّت من أية مفاهيم أو قيم ومبادئ قومية! وأنّها أصبحت كأدمغة كهنة الفراعنة وكبيرهم (اليخماهو) فحتى عندما أعاد النبي (يوسف-يوزرسيف) نضارة الشباب لزليخا لم يكن بوسعه تصديق ما تراه عيناه كرهاً وبغضاً وعداوة ليوزرسيف! وكذلك قصّتكم مع البارتي أيها العم جميل! فلو أعاد البارتي (جميل بايك) 30 سنة للوراء فليس بوسعه تصديق من يسير على الخط القومي والكوردايتي ومن أصبح عميلاً للعدو المحتلّ وخادماً له!

مقالات ذات صلة