الـ PKK وخبرتها اللامتناهية في تحريف الحقائق التأريخية وتزييف الوقائع!

الـ PKK وخبرتها اللامتناهية في تحريف الحقائق التأريخية وتزييف الوقائع!

تمتلك البكك قوة منعدمة النظير وخبرة لا متناهية في مجال تحريف الحقائق التأريخية وتزييف الوقائع أكثر من أي شيء آخر، فهذه التنظيمات خبيرة مختصّة في خداع وتضليل الشعب الكوردي، وما يلفت انتباه الانسان هنا هو أن ما تسمى بـ (جماعة أنقرة) تعتقد أن الشعب يثق بأكاذيبها! ولا تعرف حقيقة نظرة الشعب لوجوههم الصلفة العديمة الحياء والخجل لدى ظهورها على وسائل الإعلام وعزف ألحانها العتيقة المغبرة! فلو راجعنا تأريخ البكك ورتّبنا الأحداث جنباً أمام أنظارنا فما الذي سيظهر لنا؟! لا شيء! سوى الحقيقة الوحيدة التي لا تقبل الشكّ وهي أنه لا يوجد مكسب واحد لهذه التنظيمات بحق الشعب الكوردي وقضيته المشروعة، على عكس خدمتها وعمالتها العريضة والواسعة للدول المحتلة لكوردستان!

فبعد مرور 37 عام من المعارك والحروب تأتي هذه التنظيمات لتخبر الشعب الكوردي أنها تعرف أساليب القتال لدى عدوها! وأنها باتت تعرف عدوها جيداً!

فيا ترى ألم يكن الشعب الكوردي يعرف عدوّه قبل تأسيس البكك؟!

خلال لقاء على قناة (Stêrk TV‎) الفضائية في برنامج خاص، قيّم قائد القيادة المركزية في قوات الدفاع الشعبي باهوز أردال الاجتماع السنوي للجنة القيادية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) الذي انعقد الشهر المنصرم، وعملية گاره وتوغّل الجيش التركي في جنوب كوردستان، وغرب كوردستان والدول الإقليمية والمنطقة خلال 45 دقيقة، وهنا سنكشف كيف نسب أردال مكتسبات الشعب الكوردي لتنظيماته، كما سنوضّح كيف تحدث عن دمقرطة سوريا وتركيا، وكيف أبدى رؤية المنظومة تجاه جنوب كوردستان وبيشمركة كوردستان.

قال أردال بصدد الاجتماع السنوي لقوات الدفاع الشعبي: (قيمنا في الاجتماع تجربة حربنا خلال الـ 37 عاماً الماضية، نحن أصحاب تجربة كبيرة في الحرب، ونعرف الجيش الذي يحاربنا بشكلٍ جيد، ونعرف بقوتنا ايضاً، ومن هذه الناحية، نحن على ثقة بأن هذا الاجتماع سيؤثر بشكل إيجابي على أداء الكريلا، وسيُطَّبق نتائج اجتماعنا هذا على الواقع، … ونحن على ثقة بأن اجتماعنا هذا سيؤثر على بناء الكريلا الحديث وأسلوب الحرب والابداع، في السنوات المقبلة…).

فيُفهم من كلامه بطريقة ضمنية أن البكك لم تنجز أية مكاسب للشعب الكوردي خلال حربها المريرة في الـ 40 سنة الماضية، بل جلّ ما حصلت عليه البكك خلال هذه الفترة الطويلة هو كسب خبرة قتالية وتجربة في مجال المعارك والحروب! فقد كرّر كثيراً بأنهم باتوا يعرفون عدوّهم جيداً! ولا يفهم من تقييماته السادية غير ما ذكرناه إطلاقاً.

فيا تُرى أو لم يمضي عصر العبارات الرنّانة الخاوية؟! أم هل يعتقد أردال بأنه وبحديثه عن بطولات الكريلا سيستطيع تعويض عوائل من التحق بصفوف تنظيماته من شباب وفتيات أو والد أو… من أجل تحرير كوردستان غير أنها ضحّت بهم ومع هذا لم تستطع تحرير شبر من كوردستان لغاية الآن! وأهدرت دماءهم الطاهرة سدى! كلّا، فالشعب الكوردي لن ينخدع مرة أخرى بمثل هذه العبارات الجوفاء، بل هم يريدون مقابل هذه الدماء نتائج ملموسة على أرض الواقع تساوي قيمة هذه الدماء الزكية لشباب وشابات الكورد، فقد ولّى عصر الخداع والتضليل لغير رجعة كما ولّى زمن السمينارات الفارغة والمتكرّرة الخاوية!

فالكورد محاربون عظام بواسل منذ الأزل، أو لم يكن الكورد يعرفون أعداءهم قبل تأسيس البكك كي يأتي أردال وبعد 43 أعوام ويقول لهم ها نحن وهذه إنجازاتنا التي حقّقناها للشعب، وبتنا نعرف عدوّنا جيداً! فلو كان الشخص يمتلك ذرة عقل أو إحساس أو شعور لكفاه 43 ثانية عوض 43 أعواماً لمعرفة أعدائه، فأعداء الكورد موجودون ويُعرفون بسيماهم قبل تأسيس البكك وسيبقون بعدها لا محالة، وكلّ كوردي شريف يعرف أصله وفصله فلا بدّ أن يعرف عدوه، ولا حاجة لأي كوردي بشخص مثل أردال يأتي الآن ويعرّف لهم عدوهم!

لولا البكك لما كان هناك شيء اسمه غرب كوردستان أو جنوبها!

بصدد جنوب كوردستان، قال أردال: يقولون بأن أهالي بعض القرى في بعض المناطق لا يستطيعون العودة الى قراهم بشكل آمن، فلو دخل جيش الاحتلال التركي هذه المناطق، فلن يستطيع أحد الذهاب إلى هولير ودهوك بشكل آمن، الجيش التركي لن يأتي من أجلنا فقط، يجب أن يُفهَم بأنه يأتي من أجلهم ايضاً!

الحق أن أسلوب أردال صلف للغاية بهذا الصدد، وكأن البكك لم تقم بأي شيء سلبي في الجنوب؟! وكأنها لم تحتل 650 قرية فيه؟! وكأنها لم تقتل أهالي هذه القرى دون وجه حقّ! فشعب الجنوب يدركون جيداً سبب عدم راحتهم وعدم استطاعتهم التوجّه لقراهم، يلاحظون جيداً من يتسبّب بجرّ المعارك والحروب لقراهم يوماً بعد يوم! كما يعرفون جيداً ما تحوّلت إليه البكك من جسر للتدخّل التركي في مناطقهم، وإلا فلم لا يخرج أردال وتنظيماته من الجنوب؟! فلو يعدّون كوردستان جسداً وكياناً واحداً وأن الحدود المرسومة مصطنعة فلماذا لا يتوجّه لشرق كوردستان ويشنّ الغارات والهجمات والصولات والجولات هناك على تركيا؟! فلو فعل شيئاً كهذا قد يتسبّب بإشعال فتيل العداوة بين عدوّين عظيمين للكورد (تركيا وإيران) غير أننا كلانا نحن والبكك نعلم جيداً لماذا لا تقدم البكك على فعل شيء مماثل! إذ لا تسمح لا إيران ولا تركيا لها بالقيام بهكذا خطوة، بل تريدان منها التواجد في جنوب كوردستان لكي تستطيعا بحجتها إمطار الجنوب بوابل من القنابل والصواريخ ويدمّرا البلاد! وعدم السماح للشعب الكوردي بالتمتّع على البقعة الوحيدة المحرّرة من كوردستان! ومهاجمة الجنوب بحجتها وتقويض الأمن والاستقرار فيها بل وتدمير الجنوب! نعم هذه هي الحقيقة والكلّ يعرف هذا جيداً.

ما هو الاحترام والتقدير لدى البكك؟

يقول أردال: (وإدارتنا في منظومة المجتمع الكوردستاني قالت بشكل واضح وصريح أنها تحترم الحكومة وقوات البيشمركة في جنوب كوردستان، ومن هذه الناحية موقفنا واضح، يجب على حكومة جنوب كوردستان أيضاً أن تحترم نضال حزب العمال الكوردستاني وشعب شمال كوردستان، إننا نحترم الإدارة الذاتية وشعب روجافا، وهذه وظيفة كوردستانية وواجب وطني يقع على عاتق حكومة جنوب كوردستان).

والسؤال المطروح هنا هو: يا تُرى ما الاحترام الذي أبدته البكك لحكومة جنوب كوردستان وبيشمركتها؟! فهل مهاجمة البيشمركة في العمادية وجمانكي وسحيلا والاعتداء عليهم واستشهادهم هو الاحترام الذي يتحدّث عنه أردال؟! أم أن اغتيال المسؤولين الأمنيين في جنوب كوردستان من بين أطفالهم احترام وتقدير؟! أم نستطيع عدّ ممارسات البكك التخريبية والمثيلة لممارسات داعش من تفجيرها لأنبوب نفط جنوب كوردستان عملاً محترماً؟! أم يا ترى هل يسمى احتلال مناطق من جنوب كوردستان وتسميتها بتسميات خاصة وعدم السماح لحكومة الجنوب بمراس سلطاتها فيها احتراماً؟! فقد احتلت البكك العشرات من المناطق المختلفة في الجنوب، ولا تسمح لأحد (سواء أهالي تلك المنطقة أم حكومة الجنوب) بعبورها أو التوجّه إليها بحجة أنها مناطق ذات طابع عسكري وهي مناطقها الخاصة، فلتعلم البكك أننا لم ننسى بعْدُ حادثة إطلاقها النار على مظلّيّ من العمادية بحجة أنه أراد الهبوط أو التحليق في سماء منطقة عسكرية محرّمة؟!!

والحق أن حكومة الجنوب لم تستهدف إخراج البكك من جنوب البلاد إطلاقاً، بل جلّ ما طلبته منها هو عدم التدخل في شؤون جنوب كوردستان، ونقل نضالها وساحة حروبها إلى حيث ينبغي أن تكون في شمال كوردستان، ولم تتمتّع البكك باحترام كالاحترام الذي أبدته حكومة جنوب كوردستان لها على الإطلاق.

لولا البكك لما كان أحد يعرف ما هو جنوب كوردستان!

ليس لدينا مشكلة تجاه العلم السوري، نحن بحاجة إلى دمقرطة سوريا!

وفي قسم من حواره، قال أردال وبصلافة وحقارة: (لولا حزب العمال الكوردستاني لما تحققت كل تلك الانجازات في روج آفا، والشيء نفسه في جنوب كوردستان لو لم يكن حزب العمال الكوردستاني موجوداً)

هنا ينبغي على شعب غرب كوردستان أن يطرحوا هذا السؤال على أردال بل وعامة جماعة أنقرة: هل تعدّون تسليمكم لمناطق عفرين وسري كانيه -رأس العين- وكري سبي -التل الأبيض- مكاسب وإنجازات؟! كما ينبغي على أهل جنوب كوردستان أن يسألوا هؤلاء السفلة الصلفين: هل حرّر ئابو الجنوب حتى تقولوا لولا البكك لما كان هناك شيء اسمه الجنوب؟! هذا ولم يتطرّق أردال بأي شكل من الأشكال لنضال كورد جنوب كوردستان وبيشمركتها وكفاحهم المرير على مدى عقود من الزمن! وكأن البيشمركة لم يفعل أي شيء! وأن جميع مكاسب وإنجازات جنوب كوردستان حقّقتها البكك! بل حتى وجود جنوب كوردستان إنما هو بفضل البكك وفي ظلّها؟! فنقول له: كلا وألف كلا أردال بك، فلولا البيشمركة فلن تستطيع التنعّم بالراحة حتى هذه اللحظة لا أنت ولا غيرك، فالبيشمركة هم حماة كوردستان الحقيقيين، وكوردستان لا تزال آمنة مطمئنة محمية لوجودهم لا غير، فأنت لا تستطيع حتى حماية نفسك فكيف ستستطيع حماية كوردستان؟!!

وبصدد قوله عن غرب كوردستان: ليس لدينا مشكلة تجاه العلم السوري، نحن بحاجة إلى دمقرطة سوريا!

فلا غرابة في حديث أردال هذا وبهذا الصدد، كونه نطق بمثل ما نطق به زعيمه المسجون، فعندما أعتقل زعيمه قال بأنه يحاول دمقرطة تركيا! وغاية البكك ومبتغاها من دمقرطة كلّ من تركيا وسوريا هو استعباد الشعب الكوردي وإذابته وصهره في بوتقة الأتراك والعرب! وإلا فكيف تقولون بأنه لا مشكلة لكم مع العلم السوري؟! ألم يكن هو نفس العلم الذي أبيد الآلاف من شباب الكورد خلال عقود من الزمن في ظلّه؟! ألم يكن هو العلم نفسه الذي سُلب كرامة الكورد منه في ظلّه؟!

هذا من جانب، ومن جانب آخر ينبغي أن نتساءل: فلماذا لدى البكك مشكلة مع علم كوردستان؟! لماذا لا تسمح لهذا العلم المقدس بالرفرفة فوق وطن الكورد في غرب كوردستان؟! فكلام أردال يكشف مكنون شيء واحد فقط خلاصته أنه لا مشكلة للبكك مع أي علم كان سوى علم كوردستان، وهي تقبل جميع الأعلام إلا علم كوردستان المبارك!

عدّه انتصارات البيشمركة في كوباني مكسباً لنفسه!

بصدد حرب داعش على كوباني، وعندما سُئل أردال عمّا كان متوقعاً أن يحدث في كوباني لولا وجود حزب العمال الكوردستاني البكك، بل ماذا كان ليحدث في المنطقة برمّتها لولا حزب العمال الكوردستاني؟

سبر أردال غور التأريخ وتصفّح صفحاته العتيقة وقلّب كلّ شيء راساً على عقب تهرباً من انتكاسات البكك واخفاقاتها وإحالتها لانتصارات وهمية! غير أن الحقيقة واضحة للجميع، والجميع يعلم ما حدث في كوباني ومن الذي تعاون في تحرير كوباني وهبّ لنجدتها وأنقذها من براثن أنياب السباع الهمجيين من تنظيمات داعش الإرهابية، فقبل وصول قوات البيشمركة لكوباني كانت قوات الظلام هذه قد استولت على أكثر من 80% من هذه المدينة واحتلتها، ويدرك الجميع كيف تغيّرت موازين القوى بعد وصول البيشمركة للمدينة، وكيف سارت الأحوال بين أيام وليالي قلائل، وما نتج عن هذه المساندة والنجدة الأخوية من البيشمركة!

فكما يقال بأن صوت الطبلة جميل عندما يأتي من بعيد، فكذلك صوت البكك ومسؤوليها جميل عندما نسمعهم من بعيد، غير أنه لا يسرّ أهل جنوب كوردستان وشمالها لأنهم يسمعونه من قريب ويعايشونه يومياً! وأن هذا الصوت من كبار قادة البكك ومسؤوليها يخفي من ورائه ما يخفيه من إيقاعات تركية، فلو لم تكن البكك عديمة الأخلاق لهذا الحدّ لما عدّت الشعب الكوردي بهذا القدر من الغباء والجهالة والعبودية، فقد مضى هذا العصر وعفى عليه الزمن، فالشعب الكوردي قد صحى من نومته وسباته العميق وبات يدرك جيداً أن البكك إنما هي مجرّد عصى طاعة بيد أعداء الكورد وغاصبي أرضهم…

أوليس كافياً!

مقالات ذات صلة