لماذا نهق (دولت بهجلي) والأتراك الفاشيون ورموا بردعتهم لدى رؤيتهم لخريطة كوردستان؟!

لماذا نهق (دولت بهجلي) والأتراك الفاشيون ورموا بردعتهم لدى رؤيتهم لخريطة كوردستان؟!

مَمَت ميرديني

بعد زيارة البابا فرنسيس للعراق وإقليم جنوب كوردستان، وتقديم حكومة الإقليم طابعاً يحمل صورة البابا وخريطة كوردستان الكبرى تقديراً له، أثار هذا الطابع ردود أفعال إقليمية متفاوتة، وبالأخص ما أبدته الدول الغاصبة والمحتلّة لكوردستان من ردود أفعال غاضبة، فأصبحوا كالذئاب والكلاب المسعورة تنهش جسد الكورد وكوردستان بألفاظ نابية بذيئة وسخة مثل ألسنتهم وأفكارهم وعقلياتهم، فهاجموا الكورد وكوردستان وهي تلهث مطالبة حكومة الإقليم بتقديم توضيحات بهذا الصدد، فقد وحّد الحادث مرة أخرى أعداء الكورد اشخاصاً ومؤسّسات ودولاً ضد كوردستان، وكأن الكورد قد مارسوا جريمة نكراء لا تُغتفر! أو كأن الخريطة ليست خريطة صحيحة، بل هي اعتداء صارخ لحقوقهم! غير أن الحق والحقيقة هنا هو أن الخريطة خريطة كوردستان الكبرى، وأن مثل هذه الخرائط تتواجد ضمن وثائقهم الحكومية، وهم يعرفون جيداً بل وأفضل من الكورد أنفسهم حقيقة هذه الخارطة، مع كلّ هذا فقد رموا بردعتهم – هي سرج الحمار وتصنع من ظفيرة الحلفا مع وضع فراش لها من الخيش المملوء بالتبن حتى تكون واقي لظهر الحمار عند وضع حمل على ظهره- وأطلقوا أبشع الألفاظ وأفحشها وأوسخها كعقلياتهم وأفكارهم ونفسياتهم!

فقد جنّ جنون كبار شخصيات ورؤساء أحزاب الدولة التركية، فأصبحوا كلاباً مسعورة لا يُمسك لهم لجام، فأسكروا كالعادة لدى الحديث عن الكورد وكوردستان دون شرب أية خمور، بل كان رؤية طابع يحمل خارطة كوردستان كافياً لفقدانهم عقولهم إن كانوا يملكون عقولاً أصلاً!

فيا تُرى لماذا أثارت خارطة كوردستان ردود الأفعال الغاضبة هذه؟

لا يخفى على ذي لبّ حجم العداوة التي تكنّها بل وتبديها كلّ من تركيا وإيران تجاه الكورد وكوردستان، ويجنّ جنونهم لدى سماع اسم الكورد أو كوردستان، بل يتعدّى الأمر بهم لأن لا يسمحوا لامرأة تحمل اسم كوردستان بدخول حدود دولهم، وأن يصبحوا كلاباً مسعورة لدى رؤيتهم لشيء يحمل اسم أو خارطة كوردستان، محاولين نهشه بأنيابهم اللعينة، بل حتى قتل من يحمل شيئاً كهذا! فهم يتصرفون بحساسية بالغة في مواقف كهذه متشابكة مع مواضيع كوردستانية، إذ يدركون أكثر من أي أحد آخر ويعرفون جيداً أنّ ما تمّ احتلاله اليوم من قبلهم لا بد أن يتحرّر اليوم أو غداً وإن الغد لناظره لقريب!

بلاد كإيران كانت تُعرف بـ (بلاد فارد أو بلاد العجم) في خرائط ما قبل مئة عام

ما أبدوه هؤلاء من ردود أفعال غاضبة تجاه خارطة كوردستان أخيراً يعود لسبب أنهم يعرفون جيداً أنها خارطة صحيحة، فمهما وقفوا ضدها رافضين لها غير أنها تبقى في النهاية حقيقة لن يكون بمقدور أحد إنكارها، فلو عدنا للتأريخ الذي كتبوه هم بأنفسهم لاتّضحت خارطة كوردستان الكبرى من خلاله للكلّ، وأنهم تقاسموها فيما بينهم، وأن الأصحاب الشرعيين الأصلاء لهذه الأرض لا يحكمونها، يعرفون جيداً أنهم لو رجعوا للتأريخ لما رأوا خارطة باسم دولهم أو قومياتهم، فلا توجد في الخرائط القديمة دولة باسم الدولة التركية أو الإيرانية سوى الخرائط المزيفة والمصطنعة حديثاً، وأنّ ما تُسمى اليوم بالدولتين إنما هي أراضي كوردستان الكبرى ضمّتها هذه الدول لأجزاء أخرى ويحكمونها بالحديد والنار، وأنها تعود أبعد ما يكون للمئة سنة الماضية، فلا توجد لهم أية خرائط تعود لقبل هذه المدة، سوى خرائط امبراطورياتهم الهمجية الوحشية والتي كانت تصول على الأمم المحيطة بها وتستولي عليها بالقوة والنار، غير أن خارطة كوردستان الكبرى تظهر واضحة في جميع الوثائق القديمة مكتوبة عليها وبأحرف كبيرة (كوردستان الكبرى) فحتى الخرائط التي يعود تأريخها لما قبل الحرب العالمية الأولى لا نجد فيها دولة باسم إيران وتركيا، بل الحق أنها كانت باسم بلاد العجم أو بلاد فارس.

لماذا نهق (دولت بهجلي) والأتراك الفاشيون ورموا بردعتهم لدى رؤيتهم لخريطة كوردستان؟!

فاستياء وغيظ كلّ من تركيا وإيران من طابع يحمل صورة خارطة كوردستان يعود لسبب عدم وجود خرائط تحمل اسم دولهم المزيفة المصطنعة وحده، وأما ادّعاؤهم أن خارطة كوردستان مصطنعة! ولا حقيقة لها! فلا أساس له من الصحة والحقيقة، فقد نشرت في المئوية الـ 17 و 18 بعض الخرائط وهي الآن موجودة محفوظة مصونة في أرشيفات دول العالم دلّت بوضوح على خارطة كوردستان الكبرى، بل حتى إيران وتركيا تمتلكان هذه الخرائط، ولا توجد فيها أي ذكر لهاتين الدولتين كونهما دولتين مصطنعتين مزيّفتين لا سند أو أساس تأريخي لهما.

زعيم ذئاب وضباع الأتراك الفاشيين (دولت بهجلي) اللقيط بدأ بالنهيق لدى رؤيته خارطة كوردستان

بعد انتشار صورة هذا الطابع الذي يحمل خارطة كوردستان، أسرعت وزارة الخارجية التركية بإصدار بيان عدّت الحادث خطأً جسيماً وخطيراً وينبغي تصحيحه، وأعلنت أن إحدى هذه الطوابع التي صمّمت لدى زيارة البابا للعراق من قبل إدارة الإقليم الكوردي في شمال العراق تحمل صورة لخارطة كوردستان تضمّ هذه الخارطة بعض مدن تركيا، وبعد هذا التصريح والبيان، بدأ زعيم ذئاب وضباع الأتراك الفاشيين (دولت بهجلي) اللقيط بالنهيق مؤيداً وداعماً موقف وزارة الخارجية التركية، قائلاً: لا يستطيع أحد تهديدنا بطابع صمّم من أجل زيارة البابا لشمال العراق، يحمل خارطة باسم كوردستان الكبرى، فتلك الخارطة تحت أرجلنا الآن وندوس عليها!

هؤلاء هم الأتراك الفاشيين يا إخوان، بدأً من متديّنيهم ومسلميهم ووصولاً ليسارييهم وشيوعييهم، بل وديمقراطييهم وفاشييهم وختاماً بمثلييهم وعهّارهم، فالكلّ بلا استثناء أعداء للأمة الكوردية، وكلّما سنحت الفرصة أجهروا بهذا العداء وهاجموا الكورد بوحشية وهمجية، فلو قدروا اليوم أيضاً لهاجموا الكورد مثل المغول والبرابرة، ومارسوا القتل والفتك، مسجلين إبادات ومجازر بحق الكورد كوادي زيلان سابقاً، ولنهشوا جسد الكورد كالكلاب المسعورة، نعم لفعلوا غير أنه قد ولى هذا الزمن لغير رجعة، فقد تغيّرت التواريخ والعصور ولم يبق باستطاعتهم إبادة الكورد كما كانوا يفعلون سابقاً ودائماً ثمّ يقولون بأننا إخوة وقد حصل خطأ صغير أو سوء فهم وسنعوّض الكورد مقابله! فنحن مسلمون وإخوة وينبغي على الأخ العفو عن أخيه!! كلّا يا بهجلي وألف كلّا، انتهى هذا العصر وولّى لغير رجعة، فالكورد أفاقوا من سباتهم الطويل ولم يبق باستطاعتك وأمثالك الهمجيين المتوحشين ارتكاب المجازر والإبادات بحقّهم…

فيا تُرى هل ستتقبّل تركيا -التي أبدت أشد ردود الأفعال غضباً- بخارطة كوردستان الكبرى؟

ممّا لا شكّ فيه أن ما تسمّى بالدولة التركية الآن قد بنيت على دماء الكورد، وعلى الظلم والقمع والاستبداد، وأنها عادت الكورد وحاربتهم دائماً، غير أنها اضطرت بل وأرغمت بعض المرات على تقبّل الكورد وخارطة كوردستان وكذلك علم كوردستان، فسابقاً، كان المسؤولون الأتراك يتمنّون العمى ويفضّلونها على رؤية علم كوردستان، غير أنهم أرغموا متذلّلين صاغرين يستقبلون مسعود البارزاني، مضطرين لفرش السجادة الحمراء على أرضهم وبيدهم وفي مدنهم الكبيرة كأنقرة أمام زعيم الكورد وتحت ألوان علم كوردستان المقدس والمرفرف في أعالي السماء، ولمرات عدة…

فسابقاً كان الأتراك يدعون البارزاني بـ (رئيس العشيرة، الإقطاعي، الرجعي، الأغا..) غير أنهم قدموا واحداً تلو الآخر راكعين أمام أرجله في العاصمة أربيل وفي ظل علم كوردستان المقدس، فسابقاً كانوا يقولون (کوزەی ئیراق) وأصبحوا يقولون “کوزەی ئیراق بۆلگەسەل کورد یۆنەتم”.

وما الذي حصل بعدها؟

قالوا: “كوردستان”.

قالوا: “کوزەی ئیراک کورد بۆلگەس باشکان”.

والآن؟!

يتعاملون معه كرئيس دولة، ويستقبلون رئيس إقليم كوردستان ورئيس وزرائها كرؤساء جمهوريات ووزراء، ويفرشون الفرش الحمراء تحت أقدامهم.

فالأتراك الذين كانوا يقولون لعلم كوردستان سابقاً (پاچک) و “بەز پارچاسی” الآن يرفرف علم كوردستان عالياً في سماء أنقرة وإسطنبول، ويتموّج على قلوبهم، فرئيس جمهوريتهم ووزرائهم يستقبلون مسؤولي حكومة جنوب كوردستان تحت علم كوردستان، كما ويجلس المسؤولون الأتراك تحت علم كوردستان في أربيل، ومما لا شكّ أن هذا من حنكة وهيبة ومقاومة وسياسة الزعيم الكوردي مسعود البارزاني وحكمته.

لكيلا أطيل عليكم أعزائي…

سيأتي يوم شاء الأتراك أم أبوا أن يتقبّلوا بخارطة كوردستان ودولة كوردستان كما تقبّلوا علم كوردستان، سيرغمون على تقبلّها صاغرين أذلة، يوم تتحرّر كافة أجزاء كوردستان الأربعة وتنضمّ لبعضها البعض لتشكلّ خارطة كوردستان الكبرى التي أعمت ابصارهم غيظاً، وستُرى من بين خرائط دول العالم، آنذاك، ولن يكون بيدهم حيلة سوى النهيق والنباح كما هم الآن…

مقالات ذات صلة