Skip to contentالـ PKK ومؤامرة العداوة
بقلم: العقيد إدريس شعبان غفار
الجزء الأول
قديماً قيل بأن البكك عدوة ومناوئة لفكرة استقلال كوردستان، واليوم، توصل الشعب الكوردي بل والأمة الكوردية جمعاء لقناعة أن البكك لا تناضل بأي شكل من الأشكال من أجل تحقيق مصالح الكورد، فكرياً وواقعياً عملياً.
فيا تُرى كيف تصدّينا لهذه المؤامرة المزمنة والمخطّط العدواني لحزب كوردستاني مسلّح في إطار جغرافية معقّدة غير مستقرة اقتصادياً وسياسياً وإدارياً؟! فقد ضحّينا بعشرات الكيلومترات عمقاً من أراضي الإقليم الحدودية، كما وتمّ تهجير أكثر من 500 قرية تابعة لمحافظة دهوك وترك العديد من الموارد الجبلية في المحافظة وإهمالها وحياة الآلاف من العوائل التي كانت تعتمد على الزراعة وفلاحة الأرض كل ذلك من أجل تجنّب نشوب اقتتال داخلي أخوي!
علاوة على هذا فقد أصبحت هذه التنظيمات خطراً مسموماً ومميتاً يهدّد إقليم كوردستان -جنوب كوردستان- في مجال التجارة بالمواد المخدرة، فقد غمرت الإقليم بهذه المواد المسمومة، فحسب إحصائيات مخيفة كانت نسبة الاتجار بهذه المواد تبلغ 27% لعام 2017 لتصل لـ 57% خلال فترة وجيزة! وتقع محطة انطلاق هذه التجارة في المناطق الجبلية لناحية سوران والخاضعة لنفوذ وهيمنة تنظيمات البكك، إذ أصبحت المنطقة مركزاً تجارياً هاماً لتجارة المواد المخدرة بين إيران وحركة طالبان ونقل هذه البضائع لتركيا وأوروبا والدول العربية عن طريق كوردستان!
ورغم وجود معلومات حول كثرة عمليات القتل والاختطاف والنهب والسرقة في مناطق نفوذ البكك وهيمنتها، سواء بشكل سري أو علني، إذ تشهد هذه المناطق -منذ فترة- ارتفاعاً مقلقاً في نسبة الجرائم والأمية والتخلف والرجعية.
وبالأخص خلال هذا العام، فقد أصبحت البكك سبباً رئيسياً لجرّ الجيش التركي لأراضي إقليم كوردستان، فهي دائماً ما تدّعي العداء لتركيا، غير أن الواقع يبرهن خلاف ذلك إذ برهن الشراكة الحقيقية بينهما لا غير، فليس من المعقول أن تنسحب من 14 موقعاً استراتيجياً للعساكر الأتراك دون أي قتال يذكر وبهذه السهولة! وهذه المواقع العسكرية معروفة بالاسم (کوخا مجولیا-شَرانشا نَصارا-ملا گزینکی-کوخا دیپشکا-حفتنين- کوخا ملا یەحیا-سێلێ-ئاڤا گیزێ-ئێکمالێ-دیرَشیش-قَمَنزێ-جبل خامتیر-جبل شاقولی-شَشدارێ) بحيث بات العساكر الأتراك يتمركزون فيها بشكل رسمي وحوّلوها لقواعد ونقاط عسكرية!
فأردوغان يصرّح ليل نهار وبشكل علني بأن المناطق التي يستولي عليها بالحروب والمعارك هي أراضي تركية، وهذه إشارة خطيرة لمؤامرة البكك وتسليمها لمناطق محصّنة من كوردستان لتركيا دون أية معارك أو حروب! والأمرّ منها هو انسحابها نحو البلدات والمدن والمناطق الآهلة بالسكان كناحية دينارتي وجمانكي!
ملاحظة: المقال منشور على موقع (بينوسي بيشمركة-قلم البيشمركة)