بقلم: حسن لقمان أرتاش
منذ فترة وموضوع (الاقتتال الأخوي) يهيمن على الواقع السياسي الكوردي ويطغى عليه، وهذا الواقع هو مخاض اعتداءات الـ PKK المستمرة على بيشمركة كوردستان، فهذه التنظيمات والعشرات من أذرعها وأجنحتها وتنظيماتها ومجاميعها وفي كافة أجزاء كوردستان الأربعة تقوم بحملات دعائية للاقتتال الأخوي وإشعال فتيل هذه الحرب.
في مطلع شهر حزيران، قامت هذه التنظيمات بالاعتداء على بيشمركة كوردستان ومهاجمته، وقد أوقعت منهم 6 شهداء و7 جرحى خلال 4 أيام فقط!
وبعد هجماتها الهمجية والوحشية، واستشهاد البيشمركة، ما زالت هذه التنظيمات ومجاميعها هي نفسها من تصدر صرخات بالدعوة إلى السلام وإنهاء الاقتتال الأخوي!
وكانت آخر هذه الصيحات للرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) المدعو “غريب حسو” عندما قال لوسائل إعلامه، بأن الدولة التركية المحتلة تحاول احتلال إقليم كوردستان -جنوب كوردستان- وانتهاك القيم العليا والقضاء على مكتسبات الكورد وذلك بإشراك الأحزاب الكوردية في هجماتها وحربها!
ودعا غريب حسو كافة القوى والأحزاب الكوردية ومنظمات المجتمع المدني من كافة أجزاء كوردستان الأربعة وبالأخص في إقليم كوردستان بالضغط على الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- بعدم الانجرار وراء تركيا والكفّ عن تعاونه مع هجمات الاحتلال التركي!
وأضاف حسو بأن الحرب الداخلية أشدّ خطورة من الهجمات التركية، ويحاول العدو ممارسة هذه السياسة، وينبغي على البارتي ألا يقف في صفّ العدو وبجانبه، وأن يستعد لوحدة الصف الكوردي!
ولكن، وقبل كلّ شيء، من الضروري أن يدرك الرأي العام ومسؤولي حكومة إقليم كوردستان أن هجمات الـ PKK على بيشمركة كوردستان ليست الأولى من نوعها، كما انها لن تكون الأخيرة قطعاً، وباستطاعة من يريد معرفة حجم الخسائر والأضرار التي ألحقتها هذه التنظيمات بإقليم كوردستان أرضاً وشعباً أن يتابع فقط ما يرد من أنباء يومية على صفحات وكالات الأنباء ويطّلع عليها.
فمن تسبّب ويتسبّب بإخلاء القرى الكوردية واستشهاد البيشمركة واحتلال الكورد أرضاً وكياناً هم قادة غريب حسو في قنديل والمتبرّكين في حضن ملالي إيران.
فأعتى أعداء الكورد وأبشعهم عداوة لهم هم من نصبوا العداء للكورد منذ 40 سنة، وضحّوا بأكثر من 20000 من شبيبة الكورد وأطفالهم اليافعين والقاصرين على قمم جبال كوردستان من أجل دمقرطة إيران وتركيا، واليوم، باتوا يستهدفون كافة مقدسات ومنجزات وثروات وموارد إقليم كوردستان!
نعم، الخونة وعملاء تركيا وإيران هم من فجّروا أنبوب نفط الإقليم، وألحقوا خسائر مادية تزيد بكثير عن 100 مليون دولار بخزانة إقليم كوردستان واقتصاده.
ومصّاصي دماء الكورد هم من تسبّبوا بخراب شرنخ وسور ونصيبين والجزيرة وكفر وفارقين ولجي بشمال كوردستان وتدميرها، وضحوا بأكثر من 10 آلاف من أبناء الكورد خلال فترة 3 أشهر، وجعلوهم قرابين لسياسة حرب الخنادق، وقدّموا عرض الكورد وشرفهم لجيوش الاحتلال التركي!
فيجب على حكومة إقليم كوردستان أن ترى وبوضوح الوجه المسود والمتّسخ والمخجل لهذه التنظيمات وأتباعها، وأن تدرك جيداً بأن هذه الاعتداءات ستدوم وتتواصل ولن تتوقف، وأنها ستستمر في حملاتها الدعائية المعادية.
فإقليم كوردستان حليف لحلف الشمال الأطلسي -الناتو- والإتحاد الأوروبي، علماً أن كلاً من الإتحاد الأوروبي والناتو قد أدرجا الـ PKK في لوائح التنظيمات الإرهابية المسلّحة، ما يفرض على إقليم كوردستان أن يحاور حلفاءه ويسرع في إجراء التدابير الضرورية واللازمة للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية وإنهاء اعتداءاتها وهجماتها الوحشية.
فيجب على رئاسات الإقليم -مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان ونيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان أن لا يقبلوا بأي شكل من الأشكال أن تكون الـ PKK مبرّراً لاحتلال تركيا لأراضي إقليم كوردستان، وأن تمهّد هذه التنظيمات لهذا الاحتلال وتشرعنه، كما ينبغي على كافة الأطراف والأحزاب السياسية في إقليم كوردستان أن تقف موقفاً ثابتاً أمام ممارسات هذه التنظيمات، وأنها مسؤولة عن فقدان وضياع زاخو والعمادية -ئاميدي- وديرالوك وقلادزي وكاني ماسي وماوت على غرار عفرين وسري كانييه وكري سبي بيد الدولة التركية المحتلة!
نعم، ينبغي أن يعقد برلمان كوردستان اجتماعاً طارئاً حول هجمات الـ PKK واعتداءاتها والدولة التركية على إقليم كوردستان، اليوم قبل غد، ويتّخذ أية إجراءات ضرورية بهذا الصدد…