التشابه الكبير بين حزب الاتّحاد الديمقراطي-حزب العمال الكوردستاني وحزب العدالة والتنمية الحاكم AKP

التشابه الكبير بين حزب الاتّحاد الديمقراطي-حزب العمال الكوردستاني وحزب العدالة والتنمية الحاكم AKP

سمکو عبد العزيز

هناك الكثير من أوجه الشبه الكبيرة بين سلطات الدولة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) وسلطات روجآفا كوردستان-كوردستان سوريا (المعروفة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) التي يقودها كلّ من حزب الاتّحاد الديمقراطي PYD وحزب العمال الكوردستاني PKK.

حزب العدالة والتنمية الذي يعرّف نفسه بأنه حزب ملتزم بالمبادئ الإسلامية، بينما يلتزم حزب الاتّحاد الديمقراطي-حزب العمال الكوردستاني بمبادئ الاشتراكية.

إذا تمعّن الإنسان النظر إلى كلا الحزبين بطريقة محايدة، فإن تصرّفاتهم تجاه الأحزاب المعارضة والشخصيات المخالفة مع تنظيماتهم، متشابهة جدًا، وعلى الرغم من أن كلا الجانبين يدعيان الديمقراطية، لكن في الممارسة العملية فكلاهما لا يؤمنان بالديمقراطية إطلاقاً، بل يؤمنان بسياسة الحزب الواحد والدكتاتورية في إدارة السلطة.

وهناك العديد من أوجه الشبه والمماثلة بين هذه الأحزاب، لكنّني سأتحدّث هنا عن بعضها:

1- يؤمن حزب العدالة والتنمية (AKP) بوحدة تركيا، وكذلك يؤمن حزب الاتّحاد الديمقراطي-حزب العمال الكوردستاني بوحدة سوريا.

2- يعتقد الطرفان أنه لا توجد هناك قضية تسمّى بالقضية الكوردية.

3- يقول حزب العدالة والتنمية (AKP) إنه يناضل من أجل إرساء وتعزيز الديمقراطية في الجمهورية التركية، كذلك يقول حزب الاتّحاد الديمقراطي-حزب العمال الكوردستاني في روجآفا كوردستان إنه يناضل من أجل إرساء الديمقراطية في سوريا، والمضحك في الأمر أن الطرفين لا يؤمنان بالديمقراطية إطلاقاً.

4- يقوم كلا الحزبين يومياً، باعتقال الأشخاص وغلق مقار الأحزاب والتنظيمات والحركات المخالفة أو المعارضة لها أو حتى التي لا تختلف معها في نمط التفكير، ففي تركيا، تمتلئ السجون والزنازين بالناشطين والسياسيين الكورد، وكذلك في روجآفا كوردستان تمتلئ سجون حزب الاتّحاد الديمقراطي بالنشطاء والسياسيين الكورد الوطنيين الذين المخالفين للسلطة.

5- حرق وتدمير مقرّات أحزاب المعارضة في البلدين، بتاريخ 2024/4/24-23، تمّ حرق وتدمير مكاتب الحزب الديمقراطي الكوردستاني-سوريا في روجآفا كوردستان، والجميع يعلم أن هذه الأعمال يقوم بها حزب العمال الكوردستاني-حزب الاتّحاد الديمقراطي وأنها ليست المرة الأولى بل سبقتها عدّة مرات، ولكن رغم هذا، تقول الإدارة الذاتية في روجآفا كوردستان إنها لا تعرف من المسؤول عن هذه الاعتداءات والممارسات؟! وفي يومي 2024/5/8-7، تعرّض مبنى مقرّ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (Dem Parti) في ناحية برجوكه في رها بباكور كوردستان-كوردستان تركيا لهجوم مسلّح، كذلك قام حزب العدالة والتنمية بهذه الأعمال والممارسات البعيدة كلّ البعد عن الديمقراطية، لكن السلطات التركية تقول إنها لا تعرف من المسؤول عن هذه الهجمات؟!

6- علم كوردستان ممنوع في ظلّ السلطتين، وكلّ من يرفع العلم الملون سيعاقب بشدة.

ما تحدّثنا عنه أعلاه أمثلة قليلة، وهناك العديد من النقاط والقواسم المشتركة بين هذين الطرفين، وفي الواقع فإن هذين الطرفين متشابهان إلى حدّ أنه يمكن للمرء بسهولة أن يقول: “الحزبان روح واحدة في جسدين اثنين-أي كلاهما وجهان لعملة واحدة”.

مقالات ذات صلة