نشر موقع (Yeni Özgür Politika) التابع لحزب العمال الكوردستاني (PKK) والذي يبث في أوروبا، في خبر له بعنوان (Gerîla xweş tol hilanî) “انتقام الگريلا” حيث نشر الموقع صورة لمسلّحين إثنين لهذه التنظيمات أحدهما يمسك برشاش “بي كي سي” بينما الآخر يحمل رشاش كلاشينكوف، والملفت للانتباه في هذه الصورة أن سلاح “بي كي سي” الذي يحمله أحد الگريلا يحمل أرقاماً فارسية على مقبضه.
هذا ووجود الأرقام الفارسية على مقبض البي كي سي الذي يحمله الگريلا أكبر دليل على وجود تقارب كبير بين الـ PKK وإيران، وأن أهدافهما باتت واحدة ويحاربان معاً وفي خندق واحد، وهذا ما حاولنا إفهامه في العديد من كتاباتنا ومقالاتنا السابقة، وها هي الحقيقة تكشف بوضوح ومن خلال وسائل إعلام هذه التنظيمات ومنصاتها بنفسها، بل وتؤكّد على أنهما في جبهة واحدة.
فيا تُرى ما الخدمات التي تقدّمها الـ PKK لإيران مقابل هذه الأسلحة؟!
كما أشّرنا في العديد من كتاباتنا إلى أن الـ PKK تحالفت مع تركيا في الشمال وإيران في الشرق وعراق في الجنوب والنظام الأسدي في الغرب، وتخندقت في سواترها، وأصبحت قوية عسكرية وأداة بيد الدول المحتلة لكوردستان، وما تردّده بعض المرات من اسم كوردستان المقدّس إنما هو لغرض كسب عاطفة الشعب الكوردي وجذب أبنائهم وبناتهم وتقديمهم قرابين في سبيل أجندات هذه الدول.
فاليوم، يعدّ حزب العمال الكوردستاني (PKK) أقرب من أية قوة أو فصيل أو ميليشيا مسلّحة لإيران، وهي حامية الحدود الإيرانية حيث لا تسمح بأية أنشطة للأحزاب الكوردية شرقي كوردستان إطلاقاً، وقد انخرطت في ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي العراقي لحماية الهلال الشيعي، فهي تأخذ الرواتب منها كما تستحصل السلاح والعتاد من إيران وتنفّذ أجندتها وتعمل على تحقيق مصالحها السياسية في المنطقة.
وما تدّعيه هذه التنظيمات من أنها تعادي دول الاستعمار وتحاربها غير صحيح إطلاقاً، بل هي أداة بيد هذه الدول، كما تسخّر هذه الدول الـ PKK وتوظّفها لتدير حروبها بالوكالة ضد كافة أجزاء كوردستان وخصوصاً ضد كيان إقليم كوردستان، وما بقاء هذه التنظيمات بل وتشبّثها بشنگال إلا جزءاً من هذا المخطّط ويندرج في هذا الإطار، فالـ PKK لم تتمركز في شنگال من أجل حماية المدينة المنكوبة أو الشعب الإيزيدي كما تزعم وتدّعي إطلاقاً بل هي هناك في إطار مهمة حفاظها على المصالح الإيرانية واستراتيجياتها، علاوة على فرضها الضرائب والإتاوات على الشعب الإيزيدي البائس ومحاربتها لحكومة إقليم كوردستان تحت غطاء العداوة للديمقراطي الكوردستاني!
الـ PKK والحرب الناعمة ضد إقليم كوردستان -جنوب كوردستان-
إحدى الخدمات الأخرى التي تقدّ/ها الـ PKK للدولة الإيرانية، هي أنها تدير حرباً ناعمة ضد حكومة إقليم كوردستان لقاء السلاح والرواتب التي تأخذها من إيران، فهي تدير حرباً إعلامية منظمة وممنهجة على منصاتها الإعلامية وماكيناتها الدعائية بدعم إيراني تحت غطاء عداوتها للديمقراطي الكوردستاني -البارتي- فهي تحارب كيان الإقليم حكومة وبرلماناً وشعباً تحت هذا الغطاء، وما لم تقدر الدولة الإيرانية على فعله وتحقيقه تقوم به هذه التنظيمات لقاء ثمن بخس، فما الحرب الإعلامية الشرسة التي شنّتها الـ PKK إلا جزءاً من هذه الحرب في محاولة منها لتأليب شباب الكورد، فهي تحاول إفهامهم بأن وجود الإقليم وحكومته وعدمهما سواء!
فهي توجّه كوادرها وأنصارها خلال منصات السوشيال ميديا التابعة لها ضد مقدسات الإقليم والشعب الكوردي بأسلوب سلس وممنهج، وتنشر المئات من الأخبار الكاذبة والافتراءات والإشاعات يومياً لتحقيق هذا الهدف، بالمقابل، لم نر إطلاقاً أي خبر على هذه المنصات الإعلامية يثمّن أي عمل جيد قامت به حكومة إقليم كوردستان، فهي اعتادت على النقد السلبي وتمارسه ليل نهار دون ملل أو كلل!
بهذا، فالـ PKK تحقّق ما تصبو إليه الدولة الإيرانية وترومه، فالأهداف التي لم تحقّقها الدولة الإيرانية بالحرب والقوة المفرطة حقّقتها الـ PKK بحربها الناعمة اللينة ضد إقليم كوردستان بالوكالة والعمالة!