منذ الأزل، اتّسم شباب الكورد بالبطولة والمقاومة والوطنية والوفاء والجرأة، وكانوا على أتمّ الاستعداد دوماً للتضحية بأرواحهم من أجل وطنهم كوردستان، وتربته المقدّسة، في وجه المحتلّين الغزاة.
سخّرت تنظيمات حزب العمال الكوردستاني منذ يوم تأسيسها ولغاية يومنا هذا، غيرة شباب الكورد ورجولتهم وجراتهم اللامتناهية واستخدمتها لتحقيق أهدافها الضيّقة، فخدعت الآلاف من شباب الكورد وبناتهم باسم كوردستان، والعشق الذي يكنّه هؤلاء الشباب لوطنهم كوردستان واستعدادهم للتضحية في سبيله بأرواحهم الطاهرة ودمائهم النقية، فسخّرتهم هذه التنظيمات للتضحية بهم في سبيل استراتيجياتها الدنيئة الخبيثة المعادية للكورد وكوردستان، تلك الاستراتيجية التي تهدف إلى استعباد الكورد، هذا وموضوع المقال هذا لا يهدف لتحليل استراتيجية الـ PKK، بل ما نريد إيضاحه هنا هو تسليط الأنظار على قصة حقيقية، ألا وهي قصّة 41 شاب وشابة وطفل كوردي الذين ضحّت بهم الـ PKK وقدّمتهم قرابين على مذبحة تركيا خلال فترة 1-8-2021 ولغاية 7-9-2021، وعلى يد العساكر الأتراك في جبال كوردستان وسهولها، أولئك العساكر اللقطاء الذين تدعو الـ PKK إلى أخوتهم والعيش في احضانهم!!
فتنشر وكالة فرات للأنباء (ANF) التابعة للـ PKK وبشكل شبه يومي صور شباب الكورد وأطفالهم ممّن قضوا حياتهم على يد العساكر الأتراك، ثم تقول بعدها: “نستذكر شهداءنا، مقاتلي آبو الأسطوريين، أبطال تنظيماتنا، نستذكرهم باحترام وتقدير!!” مردّدة شعارات جوفاء كاذبة مخادعة، مثنية عليهم بمديح كاذب بلا معنى، مذرفة دموع التماسيح عليهم، مضلّلة الشعب الكوردي بأنها حزينة من أجلهم، مبدية أساها الكاذب وحدادها المزعوم المتوهم من أجلهم!
هذه 41 صورة لأبناء الكورد شباباً وشابات أطفالاً وقاصرين، بعضهم تمّ اختطافهم وتجنيدهم وعسكرتهم عنوة، وبعضهم ضلّلتهم الـ PKK نتيجة ما يحملون بين جوانحهم من عشق كبير وحبّ لوطنهم كوردستان، والبعض الآخر دفعهم هذا العشق الكبير لكوردستان للالتحاق بالجبال! غير أن الـ PKK ضحّت بهم جميعاً وقدّمتهم قرابين وأفدتهم في سبيل دمقرطة تركيا والاستراتيجية الدنيئة العفنة باسم “أخوة الشعوب” والتي نادى بها أوجلان ودعا إليها! والحقّ يقال إنه ليس هناك أية تنظيمات ضحّت بهذا الكمّ الهائل من شباب الكورد وأطفالهم وإراقتها لهذه الدماء النقية الطاهرة بيد المحتلين الغزاة في حروب عبثية لا تهدف لشيء سوى القتل والدمار!
لا حياة بدون القائد… والأخوة المحرمة!!
والجدير بالذكر، أن هذه الصور نشرتها وكالة الـ PKK للأنباء (ANF) وهي صور 41 شاب وشابة وطفل وقاصر كوردي ضحّت بهم الـ PKK خلال شهر، والآلاف من أمثالهم، فالـ PKK توجّه شباب الكورد نحو الموت المحتوم دون تحقيق شيء أو وراء هدف مقدّس، فتردّد في آذانهم “لا حياة بدون القائد” وبعد الاستشهاد تأتي وتتحدّث بكل وقاحة وصلافة قائلة: “هؤلاء هم مقاتلوا آبو الأسطوريين، وقد اختاروا فلسفة آبو حتى عندما كانوا أطفالاً وأثّرت فيهم هذه الفلسفة!!!”.
فحبّ هؤلاء الـ 41 شاب الكوردي وعشقهم كان لكوردستان، غير أن الـ PKK غسلت أدمغتهم، وجعلتهم يتخلون عن عشقهم لكوردستان لتملأها بحب “أخوة الشعوب” و “دمقرطة تركيا” وضحّت بهم على غرار تضحيتها وتفديتها بآلاف الشباب الآخرين وراء شعارات كاذبة فارغة باطلة لا أساس لها!!
ختاماً نقول: فلترقد أرواح هؤلاء الـ 41 من أبناء الكورد قرابين أخوة الشعوب، بسلام، والخزي والعار لـ “مجموعة أنقرة”.
