ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية “جوانين شورشكير”

في مشهد يذكّر بشبيحة بشار الأسد، هاجمت منظمة تُدعى “الشبيبة الثورية” اعتصاماتٍ دعا لها المجلس الوطني الكوردي في جميع المناطق ذات الغالبية الكوردية، ضد ممارسات قسد من رفع أسعار المحروقات والخبز والاعتقالات السياسية وفرض الإتاوات على المواطنين وفرض مناهج مؤدلجة.

حيث شهدت الحسكة ارتفاعاً حادّاً في أسعار مادة المازوت، إذ أصبح سعر اللتر الواحد يتراوح بين 410 و710 ليرات، بعد أن كان يباع بسعر يتراوح بين 100 و150 ليرة سورية، بسبب اتباع “الإدارة الذاتية” استراتيجية رفع أسعار المحروقات تدريجياً من دون إصدار قرار رسمي، تجنباً لأي غضب شعبي.

وخلال وقفة احتجاجية ضد ممارسات سلطة أمر الواقع أمام مقر للأمم المتحدة في القامشلي، ظهرت فجأة وأمام أعين القوات الأمنية لـ “قسد” وآسايش حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” ظهرت مجموعة شبان ملثّمين بأعلام حمراء أعلام حزب العمال الكوردستاني PKK يرتدون قمصاناً سوداء ويحملون في أيديهم عصيّاً وحجارة لتهديد المتظاهرين ويردّدون هتافات تدعم أوجلان وحزب العمال الكوردستاني.

لم يتوقف الأمر عند التهديد بل هاجم أفراد تلك المجموعة المحتجّين والحصيلة كانت إصابة خمسة أشخاص من بينهم بشير السعدي عضو الأمانة العامة للمنظمة الآشورية، إضافة إلى الاعتداء على إعلاميين وتحطيم كاميرا وهواتف محمولة لمراسلي شبكة آسو المحلية.

من هي منظمة “الشبيبة الثورية” جوانين شورشكير؟

كوادرها شبان وتبعيتها للـ PKK …

ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية"قسد" لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية"جوانين شورشكير"

بين الفترة والأخرى يتردّد اسم “الشبيبة الثورية” أو كما تسمى باللغة الكوردية “جوانين شورشكير” في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والتي يديرها إدارياً حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” ذراع حزب العمال الكوردستاني في كوردستان سوريا -غربي كوردستان- تحت ما تسمّى بـ “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا، وخاصة في أثناء الحملات القمعية والأمنية التي تستهدف المحتجين، والذين يخرجون بمظاهرات مناهضة لسلطة “الإدارة الذاتية” ويطالبون بتحسين الواقع المعيشي، الذي يتدهور يوماً بعد يوم.

ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية"قسد" لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية"جوانين شورشكير"

تسجيلاتٌ وصورٌ كثيرة تنتشر لكوادر تلك المنظمة، واللافت أنها من فئة الشبان، يرفعون في غالب الأحيان رايات تحمل صور زعيم حزب العمال الكوردستاني (PKK) المسجون عبد الله أوجلان، ويحاولون دائماً عدم إظهار كامل ملامح وجههم، من خلال اللثام الذي يضعونه.

ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية"قسد" لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية"جوانين شورشكير"

وآخر ما تردّد عن “الشبيبة الثورية” قبل يوم، حيث هاجم أفراد يتبعون لها مظاهرات احتجاجية خرجت في عدة مناطق ضمن محافظة الحسكة.

وكان العشرات من أنصار وقيادات “المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS” قد تجمّعوا في الشارع السياحي وسط مدينة القامشلي، بعد دعوة أطلقوها للخروج احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” والخبز وفرض الضرائب والإتاوات على المواطنين.

وعقب التجمع هاجمت مجموعة من “الشبيبة الثورية” بالعصي والحجارة على أنصار المجلس، وأطلقوا شعارات مناهضة ضده، وهو ما وثّقه صحفيون في تسجيلات مصورة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية"قسد" لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية"جوانين شورشكير"

ومع تدخل قوات “آسايش” وتمكنها من إبعاد عناصر “الشبيبة الثورية” ألقى عدد منهم الحجارة، وأطلقوا عدداً من الأعيرة النارية في الهواء، ما تسبب بتفريق المتظاهرين.

وصباح يوم السبت أعلن “المجلس الوطني الكردي” عبر موقعه أن “الشبيبة الثورية” كتبت “شعارات تخوينية” على أبواب وجدران مقاره في مدينة القامشلي، في تهديدٍ مبطن لأي تحرك قد تشهده الأيام المقبلة.

لـ”نسف المفاوضات”

ذراع الـ PKK المسلّح تحت مظلّة قوات سوريا الديمقراطية"قسد" لإرهاب المعارضين.. ما لا تعرفه عن تنظيم الشبيبة الثورية"جوانين شورشكير"

لا ترتبط “الشبيبة الثورية” في العلن بأي كيان أو جسم سياسي أو عسكري في غربي كوردستان -كوردستان سوريا- غير أنها الواجهة القمعية لحزب الاتحاد الديمقراطي ضد كافة المعارضين، وهو بدوره -أي الاتحاد الديمقراطي- هو ذراع حزب العمال الكوردستاني الـ PKK -المصنّف على لوائح المنظمات الإرهابية- بغربي كوردستان.

وقد أكّد نشطاء سياسيون وقادة في الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا أن “اعتداءات سلطة PYD على المجلس الوطني الكوردي في سوريا مستمرة ولم تتوقف، تارةً بالخطف والاعتقال، وأخرى بنفي النشطاء إلى خارج الحدود”.

كما تؤكّد الاعتداءات المتواصلة والمستمرة أيضاً على مكاتب المجلس وأحزابه، واعتداءات أخرى ضمن مسار التهجم الإعلامي عبر قناة روناهي والبرنامج الرئيسي فيها المسمى بـ(بوير) صحّة ما نقوله.

واعتبر القيادي في “المجلس الوطني الكوردي” بشار أمين أن الهدف الأساسي من الاعتداءات التي يتعرضون لها هو “نسف المفاوضات بين المجلس وأحزابهم”، في إشارة منه إلى “PYD”.

ويرى أن الهدف أيضاً يكمن في “عدم استئناف المفاوضات، متناسين بهذه الممارسات ادعاءاتهم بالديمقراطية، ويؤكدون على رفضهم لأية شراكة حقيقية مع مجلسنا”.

واعتبر القيادي بشار أمين أن ما حصل عصر يوم الجمعة المنصرم هو “تأكيد على أنهم قمعيون لأي صوت أو احتجاج، حتى ولو كان لدواعي مصلحة الجماهير وتأمين المعيشة اللائقة بالإنسان”.

كما وأكّد أن “احتجاج الأمس كان لسبب ارتفاع أسعار المواد، وخصوصاً المحروقات، وكذلك موضوع المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين القابعين في سجون PYD  إنها مطالب إنسانية وجماهيرية بالدرجة الأساس”.

من هي “جوانين شورشكير”؟

“الشبيبة الثورية” أو ما يعرف كوردياً بـ”جوانين شورشكير- Ciwanên Şoreşger” هي مجموعة تتألف من شبّان وشابات معظمهم قاصرون، تنفي قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مسؤوليتها عنهم، ويشبهها ناشطون وصحافيون بـ”شبيبة الثورة” التابعة لحزب البعث الحاكم في سوريا الأسد.

نشأت منظمة “الشبيبة الثورية” أو كما يسمى “جوانين شورشكير” كذراع  لحزب العمال الكوردستاني PKK في تركيا، وكان لها دور في العديد من العمليات الإرهابية بما في ذلك تفخيخ منازل نشطاء الكورد وسياراتهم، وخطف وقتل العديد من السياسيين واغتيالهم، وفق ما أكدت مصادر كوردية.

ومع انتقال كوادر الحزب إلى شمال شرق سوريا، بدأ تنظيم “الشبيبة الثورية” يتوسع بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبات يتخذ من القامشلي مقراً رئيسياً لأنشطته، أما الأوامر فتأتي من جبال قنديل.

تورّط التنظيم بالعديد من الأعمال التخريبية، ومنها حرق مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا وعدة معاهد ومراكز لدورات المناهج التعليمية في القامشلي وغيرها من المدن والبلدات، فضلاً عن نشاطات بيع وترويج وتعاطي المخدرات والحشيش والكبتاغون.

يلعب التنظيم دوراً محورياً في عمليات خطف وتجنيد الأطفال والقاصرات، وعادة ما يتم نقل أولئك الأطفال إلى معسكرات في مناطق تل بيدر وتل كوجر ومدينة المالكية، ومن ثم إرسالهم لمعسكرات تنظيم حزب العمال في جبال قنديل وشنگال بإقليم كوردستان.

وبحسب مصادر محلية، فإن معظم أعضاء هذه المنظمة هم من أبناء الأحياء الفقيرة من المناطق الكوردية، ومؤخراً التحق بهم فتيان قُصّر من المكوّن العربي يتم استدراجهم عبر إغرائهم بالمال والسلاح والمواد المخدرة والجنس.

تنشط المنظمة في ألمانيا وفرنسا ودول أوربية أخرى رغم قيام برلين بإدراجها عام 2018  على قائمة التنظيمات الإرهابية التابعة لحزب العمال الكوردستاني.

وفي وقت سابق من العام الحالي غيرت المنظمة اسمها إلى “الشبيبة الثورية السورية”، واتخذت عدة قرارات في مؤتمرها الثالث الذي انعقد شهر تموز الماضي، أبرزها الدعوة إلى تحرير عبد الله أوجلان من سجون تركيا، وتنظيم اجتماعات وورش عمل وندوات دولية لجميع المنظمات الشبابية للتعريف ونشر أفكار وآراء “آبو” (أوجلان) في سوريا وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.

يقول الكاتب والصحفي، هوشنك أوسي إن منظمة “الشبيبة الثورية” تتبع بشكل مباشر لـ ”حزب العمال الكوردستاني” وهي لا تخضع لـ ”الإدارة الذاتية” أو “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”قوات سوريا الديمقراطية”.

ويضيف أوسي: “على الرغم من تبعية الجهات المذكورة لحزب العمال بشكل أو بآخر، إلا أن الشبيبة الثورية تختلف عنها بالتبعية المباشرة”.

وبحسب الكاتب: “(الشبيبة) تتبع مباشرة للجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، الذي يعرف اختصاراً بقوات الدفاع الشعبي (HPG).

ما هي مهامها؟

واستهدفت “الشبيبة الثورية” خلال العام الحالي عدة مقار ومراكز للأحزاب السياسية الكوردية، بالقنابل حيناً وبالتحطيم وإطلاق النار أحياناً أخرى.

وكان آخر الاستهدافات، في آب الماضي، حيث هاجم عناصرها مقر “المجلس الوطني الكوردي” ومقر “الحزب الديمقراطي الكوردستاني- فرع سورية” في مدينة الدرباسية شمال الحسكة، ما تسبب بأضرار مادية، علماً أنها أحزاب مرخصة لدى “الإدارة الذاتية”.

وبينما تغيب أهداف المنظمة الواضحة، يشير الكاتب والصحفي، هوشنك أوسي إلى أن مهمتها “تجنيد المقاتلين الذين يرغبون بالانتساب لحزب العمال، هذا أولاً”.

كما تختطف هذه المنظمة أطفال الكورد والقاصرين منهم وتجنيدهم وإرسالهم لمعسكرات التدريب لحزب العمال الكوردستاني في قنديل وشنگال وفق ما وثّقته العديد من المنظمات الدولية والمحلية وعوائل هؤلاء الأطفال القاصرين.

ويتابع أوسي: “عناصرها في الغالب من الشباب والأحداث والقصر الذين لا يتجاوز عمرهم 18 عاماً، هناك شبان بحدود 20 إلى 25 عاماً أيضاً”.

وتكون عمليات التجنيد “حصراً لحزب العمال، وليس لقوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العسكرية الأخرى في شرق سوريا”.

وأكّد هوشنك أوسي بأن: “هذه المنظمة مكلّفة بتنفيذ المهام القذرة في المنطقة، من خطف، واغتيال، وتهديد، وترهيب، عناصرها مؤدلجين، وأدمغتهم مغسولة على أن المهام التي يمارسونها ضمن النضال والتحرر والثورة والالتزام بمبادئ الشهداء، وبأوامر عبد الله أوجلان. باختصار هم شبان مضلل بهم عقائدياً وإيديولوجياً”.

مقالات ذات صلة