شنگال كوردستانية …. بأصابع بنفسجية
بقلم: حسن شنگالي
منذ احتلال مدينة شنگال (سنجار) من قبل عصابات داعش الإجرامية في الثالث من آب 2014 وما قامت به من أفعال يندى لها جبين الإنسانية ونزوح أهلها إلى كوردستان حيث الأمن والأمان، حرمت المدينة من تمثيلها النيابي في البرلمان العراقي كحق شرعي ودستوري بعد أن صوّت البرلمان العراقي اعتبار شنگال مدينة منكوبة، لكن بقي القرار مع الأسف حبراً على ورق؛ نتيجة لوضعها الاستثنائي وسيطرة ذيول حزب العمال الكوردستاني (PKK) على المنطقة بغير وجه حق باعتبارهم كبيادق الشطرنج يتم توجيههم من خارج الحدود، حتى حان الوقت لتشخيص مرشحين من أهل المدينة والمعروفين بكفاءتهم وإخلاصهم من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (PDK) ليتباروا من خطّ الشروع في التسابق للحصول على مقاعد في البرلمان العراقي من خلال حملات انتخابية كانت لها الأثر البالغ على ضمائر الناخبين الشنگاليين لاستعادة ما استبيح منهم لسنوات خلت ويثبتوا للعالم اجمع أن شنگال مدينة كوردستانية وبهوية ديمقراطية، حتى انبرى العديد من الذين لا يريدون الخير لشنگال وبثّ اشاعات مغرضة للتقليل من قدرة المرشحين للفوز في هذه الظروف الاستثنائية تحت ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان.
وما حدث في يوم الاقتراع في العاشر من أكتوبر يوم استنفرت جموع الشنگاليين من كلّ مدن وقصبات كوردستان باتجاه معقل الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومهد الرجال الذين يشهد لهم التأريخ، وكانت بحق ملحمة وثورة بيضاء بأصابع بنفسجية تلبية لنداء القيادة الكوردستانية للتسابق للإدلاء بأصواتهم التي لا تقدّر بثمن كونه يوم التحدي في عقر دارهم لتزحف جموع الشنگاليين شيباً وشباباً نساءً ورجالاً في سابقة لم تشهدها المدينة منذ سبع سنوات خلت متحدين الظروف واضعين دمائهم على أكفّهم من أجل مستقبل شنگال بعد أن كانت مدينة للتآخي والتعايش السلمي يشهد لها القاصي والداني بعيداً عن كل صور الطائفية المقيتة، ليسجلوا موقفاً مشرفاً بالإضافة إلى الاستقبال الحارّ من قبل اخوتهم والضيافة الكريمة التي كانت لها الحافز القوي لاندفاع الشنگاليين ويحصدوا ما كانوا يسعون له ليفوز مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني فوزاً ساحقاً ويكتسحوا أصوات الناخبين في شنگال ليبرهنوا مرة أخرى كوردستانية شنگال .
نعم ستبقى شنگال كوردستانية رغم أنوف الحاقدين، وستعود المياه إلى مجاريها بهمة الغيارى من أبناءها المخلصين وبدعم من قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وسيعود النازحون إلى ديار الآباء والاجداد تاركين مخيمات النزوح وراء هم بعد تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي ليبدأ البناء والاعمار، ويتمّ تعويض المتضرّرين ممّا دمّره الأشرار ويعيش الجميع في وئام وسلام أخوة متحابين بدون تفرقة وترفرف رايات كوردستان على قمم جبال شنگال الشامخة، وتتوشّح المدينة بجلباب الفرح والسعادة بعودة أهلها ولقاء الحبيبة بحبيبها في يوم تاريخي بهيج بعد فراق طويل .
عاش الكورد
عاشت كوردستان حرة أبية