من كوباني القتلى والقرابين… ومن مفتري وكذّابي قنديل الصمت!

من كوباني القتلى والقرابين... ومن مفتري وكذّابي قنديل الصمت!

 مەمەت مێردینی

اعتاد مسؤولوا الـ PKK على اتهام الديمقراطي الكوردستاني -البارتي- وحكومة إقليم كوردستان بالتواطؤ مع الدولة التركية لدى حصول أي حادث استهداف المقاتلات أو الدرونزات التركية للگريلا أو أحد مسؤولي أو قادة هذه التنظيمات البارزين، فتشتغل ماكيناتها الإعلامية ومنصاتها الدعائية باتهام البارتي بالتواطؤ مع الدولة التركية وإعطائه إحداثيات هذه المواقع للاستخبارات التركية وأنه شريك الدولة التركية في الحادث! بينما لدى استهداف قادتها في المناطق الخاضعة لنفوذها وهيمنتها أو حلفائها أو لدى مقتل الگريلا في هذه المناطق تلتزم الصمت فهي كالصمّ البكم وكأنها لا تملك أية وسائل إعلامية إطلاقاً! أم كأن شيئاً لم يحدث بتاتاً!!

وهذا العمل اللاأخلاقي للـ PKK قد تكرّر كثيراً منها بحيث أصبحت تثق هي بكذبها وافتراءاتها بنفسها! رغم معرفتهم المؤكّدة بافتراءاتها وكذبها وتأكّدها بأنه لا علاقة للديمقراطي الكوردستاني بمثل هذه الأحداث، غير أنه ولتكرارها لهذه الأكاذيب لغرض خداع الشعب والرأي العام الكوردي والتأثير عليه باتت تثق هي أيضاً بكذبها!

وقد بلغت هذه التنظيمات مستوى من الانحطاط الأخلاقي والتعجرف والصلافة في هذا المجال، بحيث أصابع اتهامها على الزناد تجاه البارتي، فمتى ما قضى أحد مسؤوليها أو قادتها حياتهم ولو إثر مرض فتطلق الزناد متّهمة البارتي! وكما قلنا بأن هذه الممارسات قد تكرّرت كثيراً في الآونة الأخيرة وبالأخص من قبل معتوهها الصلف المعروف “مصطفى قره سو” الذي لا يفرّق يمناه عن يسراه، وبسي هوزات العفنة، فخلال آخر لقاء مع هذه العفنة الدنيئة (أي بسي هوزات) صرّحت بأن 90% من خسائر الـ PKK ومفقوديها إنما هي بسبب الإحداثيات التي يوفّرها البارتي للمخابرات التركية (MIT)

كما صرّح قارسو المعتوه أيضاً بمثل هذه التصريحات متّهماً البارتي بالتواطؤ مع المحتل! وسبب تصريحاتهم العدائية هذه والمفترية كون بعض هذه الأحداث تحدث في مناطق خاضعة لهيمنة ونفوذ البارتي، فهم يرونه مسؤولاً عن تلك الهجمات على الگريلا! بل حتى عندما يتعرّض الگريلا وكوادر هذه التنظيمات ومسؤوليها وقادتها الكبار لهجمات المقاتلات التركية الدقيقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها هي نفسها كالمناطق التي سمّتها بمناطق الدفاع المشروع “باراستنا ميديا” حيث لا تسمح الـ PKK لأحد مهما كان بالتواجد في هذه المناطق بل حتى العصافير محرمة من الطيران فوق هذه المناطق، فيا تُرى ما مسؤولية البارتي عن مثل هذه الاستهدافات؟! علماً أن لعموم هذه الأسئلة إجابة واحدة فقط وهي أن الـ PKK تهدف من وراء هذه الاتهامات إلى تأليب الشعب والرأي العام ضد البارتي وتسقيطه للتغطية على انتكاساتها واخفاقاتها وانحطاطها الأخلاقي!

هذا دون الحديث عن أولئك الذين اغتالتهم الـ PKK بأياديها الملطخة بدماء الكورد، كما لم نتحدّث عن التأريخ الدموي البشع والسيء الصيت للـ PKK والذي يحوي المئات من عمليات الاغتيال وتصفية الحسابات في طياته! بل سنتحدّث عمّا يجري اليوم، وسنطرح هذا السؤال على الـ PKK وببغاواتها الذين يردّدون الحديث نفسه مئات المرات دون تفكير: لو سلمنا أن الديمقراطي الكوردستاني مهيمن ومنفّذ في إقليم كوردستان، فيا تُرى هل يملك أية سيطرة أو نفوذ وهيمنة على غربي كوردستان -كوردستان تركيا- تلك المنطقة التي تستهدف المقاتلات التركية بشكل شبه يومي قياديين بارزين في صفوف تنظيمات الـ PKK؟! بل بالذات حادث استهداف يوم أمس والذيراح ضحيّته قيادي بارز في الـ PKK ومسؤولان في الإدارة الذاتية هناك؟!

رغم أن الـ PKK تسيطر على كافة مفاصل الإدارة هناك سواء المؤسّسات الأمنية والمدنية، نرى العديد من عمليات الاستهداف تطال قياديين بارزين ومسؤولين كبار في هذه التنظيمات هناك، فقبل يوم تمّ استهداف السيارة الخاصة للرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية ضمن الإدارة الذاتية المدعو (بكر جرادة) بمدينة كوباني، أسفر الحادث عن إصابة المذكور ومقتل إثنين من أعضاء الإدارة الذاتية (فارس مزي وحمزه حمزه) هناك وفق بيان لآسايش حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) إضافة إلى إصابة العديد من المدنيين، فهنا نوجّه سؤالاً لـ (قاراسو الصلف المعتوه وبسي هوزات العفنة): هل كوباني أيضاً تحت سيطرة البارتي؟! أم هل أن البارتي هو من أعطى الإحداثيات للدولة التركية؟! أم هذا من ممارساتكم وأنتم خبراء بها؟ لماذا لا تظهرون على وسائل إعلامكم وشاشاتكم الشكلية وتكشفون عن المتهمين الحقيقيين والمسؤولين عن هذه الممارسات؟ أم هل بلغ انحطاطكم الأخلاقي لهذا المستوى القذر!! إلى متى ستفهمون أن سبب استهداف كوادركم وقياديكم في كوباني وشنگال هو نفس أسباب الاستهداف الذي يلحقكم في العمادية -ئاميديي- ودهوك وهولير؟! ينبغي عليكم أن تدركوا هذا جيداً! فلم يبق باستطاعتكم خداع الشعب والتلاعب به إلى أبد الآبدين، فالشعب الكوردي بات متيقّظاً لا تنطلي عليه حيلكم وألاعيبكم ولا يثق فيكم إطلاقاً، وانكشفت الأقنعة عن وجوهكم وعرف الشعب حقيقتكم الدنيئة العفنة، ألا تستحون وتخجلون من أنفسكم عندما تظهرون على شاشاتكم ومنصاتكم الإعلامية وتتّهمن الوطنيين بما أنت متّهمون به! ألا تخجلون من هذه الممارسات البعيدة عن الأخلاق تجاه الشعب الكوردي؟! فالكل يعلم حقيقة معدنكم إن كنتم تملكون معدناً أصلاً!!

مقالات ذات صلة