“كوردستان” ذلك الاسم وتلك الكلمة التي دكّت واقع السياسة والإعلام التركيين وفي شمالي كوردستان -كوردستان تركيا- فبعد زيارة لصاحب محلّ بقالة في ولاية سيرت يُدعى “جميل طاشكسن” لرئيسة حزب الخير (ÎYÎ) أثار قضية إنكار اللغة والهوية الكوردية وكوردستان، وبعد فترة وجيزة يتمّ إلقاء القبض عليه بتهمة الدعاية للإرهاب، ليتمّ بعدها بساعات تحريره وإطلاق سراحه.
وانتشر الحادث كالنار في الهشيم على منصات السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية، فأثناء زيارته لرئيسة حزب الخير (ÎYÎ) ميرال أكشينار، قال صاحب المحل “جميل تاشكسن” سيادة الرئيسة لو تسمحين لي، يتمّ إنكار لغتنا وهويتنا، وإنكار كوردستان، ونحن ضدّ هذا، فلنا وجود، وعموم مستشاريك ورفاقك كورد، وأنت الآن في كوردستان غير أنه من المؤسف يتمّ إنكار هذا الوطن “كوردستان” في البرلمان!
فخلال الـ 6 سنوات الأخيرة دمّرت العديد من المدن الكوردية شمالي كوردستان -كوردستان تركيا، وتمّ اعتقال البرلمانيين ورؤساء البلديات وإبعادهم وطردهم من وظائفهم، وهذه الكلمات جذبت أنظار جميع الأطراف، فقالت أكشينار بأنهم لا ينكرون أية هوية أو دين، غير أننا لا نسميها بهذه الأسماء ولا نقبل بها.
وفي معرض ردّها، قالت أكشينار: “يجب احترام الكلّ كوردياً أم تركيا سنّياً أو علوياً، ينبغي احترام قوميته وديانته، أما أن تقول بأن هنا كوردستان فلك الحق في ذلك وتستطيع فعل ذلك، ولكن السؤال الرئيسي هو: هل نحن متّحدون داخل تركيا؟ أم لا؟ وسنجيب معاً على هذا السؤال، فأنا تركية وأنت كوردي، الأخ جميل هناك العديد من القوميات والأديان والطوائف في هذه البقعة الجغرافية للأناضول، من أدرنه وصولاً إلى قرسي، ولا ينكرك أحد”.
هذا ولفظة “كوردستان” وحقوق الكورد كثيراً ما أصبحت محل نقاش محتدم في أروقة تركيا، فقد قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عندما كان رئيساً للوزراء عام 2013، ذُكرت كوردستان في تأريخ العثمانيين وبداية تأسيس الجمهورية التركية. ليعود بعدها وينكر وينفي قوله هذا!
كما وجّه البرلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي فاروق جرجرلي سؤالاً لوزير الداخلية التركي عن سبب السماح لأردوغان باستخدام عبارة “كوردستان” دون غيره! ومنعها عليهم وعدّ تلفّظها جريمة لهم؟! كما انتقد مكتب آمد -دياربكر- وحزب الشعوب الديمقراطي موقف القوات الأمنية من اعتقال وتعذيب المواطنين بسبب تلفّظهم للفظة “كوردستان”… فلفظة كوردستان مجدّداً زلزلت تركيا وهزّت أركانها…