ذكرى مرور 5 أعوام على الهجوم الانتحاري لـ (TAK) على المركز المتواجد فيه “صلاح الدين دميرتاش” دون الكشف عن ملابسات التفجير لغاية الآن!
في الـ 4 من تشرين الثاني عام 2016، تمّ تنفيذ هجوم انتحاري في دياربكر “آمد” أسفر التفجير الانتحاري عن مقتل 12 شخصاً وجرح أكثر من 100 شخص، وكان الهجوم من بين الهجمات الأخيرة التي وقعت في السنوات الأخيرة في تركيا، كان الهجوم الانتحاري من كبرى الهجمات التي تقع هناك، حيث تمّ استهداف المبنى بـشاحنة محمّلة بـ 3 أطنان من المواد المتفجرة (TNT)!
والمستغرب في الهجوم الانتحاري على مركز للشرطة التركية، هو تواجد مسؤولين قياديين لحزب الشعوب الديمقراطي هما “صلاح الدين دميرتاش وفيكن يوكسكداغ” في المركز! تمّ تنفيذ العملية من قبل تنظيم “TAK” التابع للـ PKK.
نشرت وكالة فرات للأنباء (ANF) التابعة للـ PKK، بياناً باسم تنظيم (TAK) غير أن معرفة أسباب تنفيذ مثل هذه العملية، والهدف منها، لم تظهر على الساحة لغاية الآن.
فـ “صلاح الدين دميرتاش” والمعروف بالسرعة في إبداء مواقفه تجاه أقلّ الانتهاكات تجاه الحقوق، بقي صامتاً تجاه هذا الحادث الانتحاري ولم ينبس ببنت شفة تجاهه! ليعدّ الحادث من الأحداث التي يؤخذ عليها هؤلاء.
مصرع الرئيس المشترك لـ “DBP”
قبل وقوع الهجوم بساعات، تمّ إلقاء القبض على الرئيسين المشتركين لحزب الشعوب الديمقراطي (صلاح الدين دميرتاش وفيكن يوكسكداغ) وبرلمانيي الحزب (ضياء بير وسرى ثريا أوندور) في عملية أمنية، وتمّ جلبهم لمديرية مكافحة الإرهاب الموقع المستهدف في العملية، غير أن الملفت للانتباه هنا هو إحالة كلّ من (دميرتاش وبير) ساعتين قبل وقوع التفجير للقضاء!
هذا ويذكر بأن العديد من الرؤساء المشتركين للشعوب الديمقراطي كانوا متواجدين في مديرية مكافحة الإرهاب، منهم الرئيسة المشتركة للشعوب الديمقراطي فيكن يوكسكداغ والبرلمانية في الشعوب الديمقراطي في أنقرة (سرى ثريا أوندور) وغيرهما من الرؤساء المشتركين عن الحزب لعدة مناطق، كانوا متواجدين في المبنى المستهدف في العملية الانتحارية، ولم يصب أحد بأذى سوى الرئيس المشترك لـ (DBP) لمنطقة جونكوش (رجائي آلتاي) فقد لقي مصرعه في الحادث.
الشاحنة لم تصل للموقع المستهدف
أثناء توجّه الشاحنة المحملة بالمواد المتفجرة للمبنى المستهدف (مديرية مكافحة الإرهاب) ارتكبت حادثة سير في الطريق، فتوجّه سائق السيارة التي دهستها الشاحنة لتفقد الشاحنة فتفاجأ بهذه الحمولة من المواد المتفجرة، فصرّخ قائلاً: “اهربوا وأنقذوا أنفسكم فهنا توجد متفجرات!” في تلك اللحظة تمّ تفجير الشاحنة، أي تمّ تفجيرها قبل وصولها لهدفها المحدّد، ولو وصلت الشاحنة المحملة بالمواد المتفجرة لكان الرؤساء المشتركين وقادة الشعوب الديمقراطي (HDP) في خبر كان الآن!
الشعوب الديمقراطي (HDP) يجمهر الشعب ويحتشد الناس في الشوارع
بعد الهجوم، حشد الشعوب الديمقراطي أعضاءه وأنصاره وجمهره في موقع انفجار الشاحنة، في اليوم الأول ادعى الحزب أن الانفجار استهدفه، وزعمت المواقع والصفحات الاجتماعية المقربة من الـ PKK أن التفجير استهدف شخص صلاح الدين دميرتاش.
وبعد التفجير بيوم، أدلى الشعوب الديمقراطي ببيان ادّعى فيه أن التفجير نفّذ من قبل تنظيمات داعش الإرهابية، وجاء في بيان الحزب أن الشاحنة المحملة بالمواد المتفجرة كانت ستبلغ هدفها لولا القضاء، مطالباً بالكشف عن ملابسات الحادث الانتحاري بشكل جلي وواضح، فقد كانت خطّة تدميرية لذا يجب كشف حقيقة أحداثها.
وقد أصرّ (سرى ثريا أوندور) والذي كان في المبنى المستهدف في الانفجار أن التفجير استهدفهم، وجاء في تصريحه “عندما نقل الرئيس المشترك لحزبنا للمحكمة ونحن كنّا محتجزين في المبنى تمّ تنفيذ الهجوم، فمنذ 26 يوماً وقادتنا محتجزون معتقلون في ذلك المبنى، فعملية الإبادة الجماعية هذه تمّ التخطيط لها بدقة بالغة منذ فترة”.
ودعا الشعوب الديمقراطي أنصاره لتنظيم التظاهرات وإبداء ردود أفعال غاضبة تجاه الهجوم الذي استهدفهم.
وكالة (ANF) تنشر مسؤولية (TAK) عن الحادث!
في الـ 6 من تشرين الثاني، نشرت وكالة فرات لأنباء خبراً كشفت فيه عن حقيقة ملابسات حادث التفجير الانتحاري، وأن الهجوم نفّذ من قبل تنظيم (TAK) وتابع البيان أن هذا التنظيم سينشر المزيد من التفاصيل حول الحادث الانتحاري على موقعه الرسمي لاحقاً.
وجاء في بيان (TAK) أن هذه العملية كانت ردّة فعل في مواجهة الممارسات والاعتداءات التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم (AKP) كما جاء في البيان أن من نفّذ الهجوم شخص يدعى (أمراح دايان) “كمال هكاري”!
ما هو تنظيم (TAK)؟
هو تنظيم أسّسته الـ PKK لأسباب سياسية، فبعد قرار 1 حزيران عام 2004 لبدء الكفاح المسلّح من جديد كانت الـ PKK بحاجة لتأسيس تنظيمات مسلّحة مجهولة الهوية تقوم بمهام وعمليات كهذه المنظمة بالذات.
(TAK) أو صقور حرية كوردستان تأسّست عام 2004 وأعلنت عن تأسيسها، وكانت تعلن مسؤوليتها عن العمليات والهجمات التي كانت الـ PKK تنأى عن إعلان مسؤوليتها عنها تجنباً لردود الأفعال الغاضبة وتأليب الرأي العام ضدّها، فكانت هذه المنظمة واجهتها المعلنة لمسؤوليتها عن مثل هذه العمليات والهجمات.
فحرائق الغابات وقتل السوّاح الأجانب، واغتيال المدنيين والشخصيات المرموقة لآخرها كانت من أنشطة وعمليات ومهام هذه المنظمة، فكانت المنظمة مجرّد واجهة إعلامية لا أفراد لها، ومن يقوم بهذه المهام والعمليات إنما هم أفراد القوات الخاصة لحزب العمال الكوردستاني الـ (PKK) فكانت الـ PKK تسمّي روادها وناشطيها في المدن بـ (TAK) فأدرجت المنظمة على لوائح الإرهاب للدول العظمى كأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول.
بل حتى صلاح الدين دميرتاش نفسه قد اضطر إلى المطالبة بتفكيك هذه المنظمة ومحوها واجتثاثها نتيجة ممارساتها الإرهابية، وشعر بمسؤوليته تجاه ممارساتها، فدميرتاش المستهدف في تفجير الـ 4 من تشرين الثاني في مبنى مديرية مكافحة الإرهاب والذي كان قد قال “نطالب التنظيم بالكفّ عن ممارسة مثل هذه العمليات والمطالبة بتفكيك المنظمة” أصبح هدفاً لهذه المنظمة بعد أشهر!
بعد هذه العملية قامت المنظمة بالعديد من الأنشطة والعمليات عام 2017، بعدها لم نسمع بأية عملية كبيرة تُذكر لهذه المنظمة، بل أعلنت جماعة أخرى تدعى بـ (أبناء النار) مسؤوليتها عن حرائق الغابات والمصانع والمعامل وغيرها من الهام والعمليات بعدها!
تأريخ الممارسات والأعمال المظلمة
تم كتمان هجوم الـ 4 من تشرين الثاني الانتحاري في طيّ النسيان وسط صمت الدولة والشعوب الديمقراطي والـ PKK المشترك، كباقي العمليات والممارسات المظلمة في تأريخ الـ PKK، فهذه العملية أيضاً أدرجت ضمن العمليات المدرجة على لائحة العمليات المختفية والمنسية!