لقاءات استخبارات الـ PKK والاستخبارات التركية (MIT) والهجوم على روجآفا -كوردستان سوريا!
بمرور الوقت، تزداد التهديدات التركية على غربي كوردستان -كوردستان سوريا، وتحتشد الدولة التركية قواتها العسكرية أكثر فأكثر على الحدود مع كوردستان سوريا عموماً ومدينة كوباني -عين العرب- وسري كانيه -رأس العين- على وجه الخصوص استعداداً لشنّ عملية عسكرية لاحتلال مناطق أخرى من كوردستان وربط المناطق المحتلة تحت سيطرتها بعضها ببعض، في الجانب الآخر، وبالمقابل تكثّف الـ PKK من إطلاق شعاراتها الاستفزازية وإشعالها لنار الفتنة وتأجيجها للهيبها لتمهيد الطريق وخلق تبريرات أمام أردوغان لترجمة تهديداته لواقع ملموس بمهاجمة كوردستان سوريا واحتلال عموم غربي كوردستان -كوردستان سوريا- على غرار احتلاله لعفرين والمناطق المحتلة في الوقت الراهن!
فتركيا تتذرّع بوجود الـ PKK بغربي كوردستان وترى الفرصة سانحة من ورائها لاحتلال عموم مناطق كوردستان سوريا، والحقّ أن الـ PKK لا تألو جهداً في التعاون مع الدولة التركية لتمهيد الطريق أمامها لاحتلال المنطقة، سواء أكان ذلك بتقصد أو عن جهل، فهذه حقيقة جلية واضحة للجميع، فالـ PKK أصبحت جسراً لغزو تركيا ليس لغربي كوردستان فحسب بل لعموم أجزاء كوردستان الأخرى وعلى رأسها كوردستان سوريا، ورغم أن الـ PKK والدولة التركية تطلقان بيانات وتصريحات معادية لبعضها البعض ويشعلان الحروب والمعارك بعض المرات وفي بعض المواقع والمواطن، إلا أنه بات معروفاً لدى الجميع بما لا يتطرّق إليه الشكّ أن الـ PKK والدولة التركية تعاهدتا سرّاً على تحقيق مشروع الميثاق الوطني “ميساقا ملي” منذ تأسيس هذه التنظيمات!
ما الذي تفعله الـ PKK بغربي كوردستان-كوردستان سوريا؟!
بعد الإخفاقات والانتكاسات والهزائم المتتالية للـ PKK شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، وبالأخص بعد حرب “الخنادق” وهزيمتها العسكرية النكراء إثرها في كافة المناطق الكوردستانية الحدودية بين شمالي كوردستان وجنوبها (كوردستان تركيا وإقليم كوردستان) ألقت الـ PKK بكامل ثقلها على غربي كوردستان -كوردستان سوريا وجنوبي كوردستان-إقليم كوردستان، وتحاول جاهدة تسليم البقعتين أيضاً لتركيا على غرار كوردستان تركيا، فتقوم هذه التنظيمات برفع أعلامها وصور أوجلان في عموم المناطق الحدودية الخاضعة لسيطرتها والمتآخمة لتركيا، وتقوم باحتشاد أنصارها بشكل شبه يومي والقيام بتظاهرات ومسيرات للتنديد باعتقال أوجلان والمطالبة برفع العزلة عنه وتحريره وإطلاق الشعارات المعادية ضد تركيا، فلو جهل كلّ شخص هذا فالـ PKK تعلم جيداً أنما تقوم به من أعمال وممارسات لا تخدم الشعب الكوردي والقضية الكوردية بل تخدم مصلحة الدولة التركية حصراً، فتركيا ستستخدم مثل هذه الممارسات كمبرّر لاحتلال كوباني والمناطق الأخرى على غرار احتلالها لعفرين وسري كانيه وكري سبي، إلا أنه من المؤكّد أن هذا هو مطلب الـ PKK أيضاً فقد أصبحت جزءاً من المنظومة التركية الهادفة لتحقيق أجندات تركيا في عموم كوردستان، فهي قد غمّضت عينيها وأغلقت أذنيها متجاهلة دعوات وصيحات الأحزاب والأطراف والحركات الكوردستانية الوطنية المطالبة لها بالكفّ عن ممارسة مثل هذه الأعمال والممارسات التي لا تخدم سوى المحتل!
فتشير كافة الدلائل والتقديرات إلى أن تركيا على أعتاب إطلاق عملية عسكرية ضخمة على غربي كوردستان، وهي على أهبة الاستعداد، على نقيض الـ PKK التي لم نرى منها سوى إطلاق المزيد من الشعارات الرنّانة الفارغة وترديد الهتافات الجوفاء دون التحضير عملياً لأي شيء! فلم نرى سوى تصريحات من قادتها أمثال دوران كالكان وآلدار خليل والتي لا تساعد في شيء إطلاقاً!
مراقبون سياسيون: الـ PKK تمتلك سبيلين لا ثالث لهما للوقوف أمام الاحتلال التركي لغربي كوردستان، هما:
تغيير سياساتها المنحرفة والمعوجة بغربي كوردستان، وسحب عموم كوادرها من غربي كوردستان، وتسليم إدارة غربي كوردستان للشعب الكوردي هناك، والكفّ عن ممارسة أعمالها الاستفزازية تجاه تركيا، كرفعها لأعلامها وصور عبد الله أوجلان على الحدود التركية، واحتشادها لأنصارها وترديد الشعارات المناوئة لتركيا، فممّا لا شكّ فيه أن إطلاق الشعارات ورفع صور أوجلان لا يساعدان إطلاقاً في تحرير أوجلان كما لا يمنعان الجيش التركي من إطلاق عملية عسكرية على غربي كوردستان، فبهذه الطريقة سيستطيع الشعب الكوردي بكوردستان سوريا تجنّب اعتداءات الجيش التركي وهجماته المتكرّرة على مناطقهم، إذ ستنتفي آنذاك كافة المبرّرات التي تدفع تركيا لاحتلال المزيد من مناطق غربي كوردستان ولن يبقى لأي هجوم تركي على المنطقة أي معنى أو دلالة سوى مطامع التوسع الاستعماري التركي المرفوض دولياً.
لو لم تسحب الـ PKK كوادرها من غربي كوردستان-كوردستان سوريا، فينبغي عليها نقل مقاتليها الگريلا من إقليم كوردستان لغربي كوردستان-كوردستان سوريا في مواجهة الجيش التركي والدولة التركية، فتستطيع تحشيد مقاتليها على الحدود التركية على غرار ما تفعله تركيا من احتشادها لقواتها على حدود غربي كوردستان، والاستعداد لشنّ معارك ضارية لدى أي تدخلّ للجيش التركي في المنطقة.
فالكلّ يعلم جيداً أن قوات الـ PKK بغربي كوردستان عبارة عن أطفال مختطفين وقصّر يافعين لا يقدرون على مواجهة الدولة التركية بتكنولوجيتها المتطورة، فتركيا والتي تعتبر ثاني قوة عظيمة بعد الولايات المتحدة الأمريكية ضمن حلف الشمال الأطلسي -حلف الناتو- فمحاربة مثل هذه الدولة بصور أوجلان وترديد الهتافات ورفع الشعارات وأعلام الحزب ضرب من الجنون! فلا تكافؤ بين جيش يمتلك المدافع والدبابات والمسيّرات والمقاتلات الحربية المتطورة وبين أطفال مختطفين مبعدين من عوائلهم يحملون بنادق عفت عليها الزمن! وهذا ما ظهر جلياً أثناء غزو تركيا لعفرين واحتلال المدينة!
نحن نعرف جيداً أن الـ PKK لن تختار أياً من الخيارات الآنفة الذكر لحماية وصون غربي كوردستان من الغزو والاحتلال، بل ستقوم كالعادة بمعارك مؤقّتة بهؤلاء أطفال الكورد، وستطلق بعض العيارات النارية هنا وهناك، وستصوّر بعض العمليات كحروب العصابات وتعرضها على شاشة (Gerilla TV) وستنظّم تظاهرات ومسيرات، وستدلي بالبيانات والتصريحات واحدة تلو الأخرى على ماكناتها الإعلامية ومنصاتها على السوشيال ميديا، وستتحدّث عن بطولات هؤلاء الأطفال كأبطال والانتصارات التي حقّقوها! غير أن حصيلة الحرب ستكون تسليم كوباني ومناطق أخرى وتقديمها على طبق من ذهب لتركيا، وستتاجر بدماء هؤلاء الأطفال والشباب في بازار المتاجرات السياسية والوطنية المزيّفة، فالأهمّ للـ PKK هو التلاعب بمشاعر الشعب الكوردي والعزف على جراحه وآلامه، فمن الواضح أنها ستريق كميات هائلة من دماء شباب الكورد على يد الأتراك الفاشيين لتحقيق هذا الهدف، علاوة على تسليمها لأراضي وبلاد الكورد للدولة التركية تحقيقاً لمهمتها التي خلقت لها من العمالة والتجسّس للدولة التركية الأم!!
أيا تُرى: لماذا لا تختار الـ PKK أحد هذين الخيارين الاستراتيجيين؟!
وفق المعلومات المؤكّدة والتي حصل عليها موقع داركا مازي من مصادرها الموثوقة في عمق الـ PKK، أنه قبل 3 أشهر، عقدت لقاءات مباشرة بين استخبارات الـ PKK والتي تعمل تحت إمرة وتعليمات جميل بايك، والاستخبارات التركية (MIT) تمخّضت هذه اللقاءات عن اتفاق جوهري تلتزم الـ PKK من خلاله بإعطاء المبرّرات المشروعة للدولة التركية بالتوغّل 30 كم عمقاً داخل غربي كوردستان كما شرعنت التوغّل التركي داخل إقليم كوردستان، لتستطيع تركيا توسيع احتلالها وسيطرتها على مدن غربي كوردستان-كوردستان سوريا، لقاء هذا، ستخفّف تركيا من ضغوطاتها على حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) أثناء الانتخابات البرلمانية في تركيا، وبهذا ستستفيد الـ PKK من خلال هذه العملية على صعيدين، الصعيد الأول أنها ستضحّي بدماء العديد من شباب الكورد وأطفالهم في هذه الحرب لتتاجر بها فيما بعد في البازارات السياسية حفاظاً على وجودها ومصالحها الحزبية الضيّقة، من جانب آخر ستقدّم الـ PKK الدعم اللازم لذراعها السياسي بشمالي كوردستان-كوردستان تركيا والمتجسّد في حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) للحصول على أعلى نسبة من الأصوات بين الشعب الكوردي!