أصدرت قيادة منظومة المجتمعات الكوردستانية (KCK) تصريحاً حول عملية تحييد “مروان بدل” في هجوم للمسيّرات التركية في شنگال، حيث دعت المنظومة في بيانها الشعب الإيزيدي إلى الاقتتال الداخلي ومحاربة بعضهم بعضاً، حسب ادّعائها في البيان أن من أدلوا بمعلومات حول محل إقامة مروان بدل إنما هم إيزيديون، وطالبت بعدم السماح لهؤلاء بالبقاء والعيش والحياة!
الـ PKK للإيزيديين: أنتم بلا قيمة أو كرامة!
واتّهمت المنظومة في بيانها الإيزيديين الذين يقطنون شنگال بأنهم مسؤولون عن مقتل مروان بدل، وأنهم سيحاسبون على ما بدر منهم، كما دعت أنصارها من الإيزيديين إلى عدم السماح لهؤلاء بالبقاء والحياة، ووصف البيان الإيزيديين بأنهم في السابق باعوا الشعب مقابل صحن شوربة! وأنهم يُنظر إليهم في كوردستان ويوصفون بـ ” طرشكجي”، وطرشكجيو الوقت الحالي يفعلون هذا مقابل بعض الأطعمة، وقال البيان: “على الشعب الإيزيدي طرد أمثال هؤلاء من بينهم، والحيلولة دون بقائهم في المجتمع، أمثال هؤلاء لا يحق لهم البقاء في شنكال” ويُفهم من البيان أن الـ PKK بصدد تدبير رحلة تيه وضياع أخرى بحقّ الإيزيديين، وأن ما دعت المنظومة إليه هو إراقة المزيد من دماء الإيزيديين وارتكاب المزيد من الجرائم وإشعال فتيل الحرب الداخلية بينهم.
الـ PKK هاجمت الإيزيديين من قبل أيضاً
ليلة الـ 31 آب، زرعت الـ PKK عبوة متفجّرة خلف منزل مناضل في آسايش غربي دجلة في مخيّم قاديا للإيزيديين بقضاء زاخو، أصيب الشيخ (حسن إبراهيم) المستهدف في الحادث كما استشهد طفلين له أحدهما رضيع في الشهر الأول والثاني ذو 9 أعوام، واتّضح فيما بعد أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يُستهدف فيه الشيخ حسن مسؤول آسايش غربي دجلة من قبل الـ PKK، فقد تمّ تهديده سابقاً أيضاً من قبلها، وتزامن الحدث مع تهديدات مراد قريلان بأخذ الثأر لمقتل سعيد حسن، لذا فالكلّ وجّه أصابه الاتهام إلى الـ PKK وأنها تقف وراء الحادث بلا شكّ.
غير أن الـ PKK ادّعت آنذاك وفي الساعة الأولى للحادث أن هجوماً للمقاتلات التركية استهدف المخيم، كما ونفت بعدها مسؤوليتها عن الهجوم، ليتمّ بعدها العثور على متفجرات على طرق بعض قرى الإيزيديين علماً أن تلك الطرق كانت معروفة أنها لبعض قادة البيشمركة من الإيزيديين.
ويذكر أن الـ PKK أعدّت لائحة طويلة لعمليات كهذه، إلا أنها اضطرت إلى إلغاء العمليات المستهدفة للإيزيديين من بينها، فقد أرغمتها إخفاقاتها في الانتخابات العراقية إلى إيقاف عملياتها ضد الإيزيديين.
الـ PKK تتبع سياسة (فرّق تسد) تجاه الإيزيديين
تسيطر الـ PKK على قسم ضئيل جدّاً من الشعب الإيزيدي، فمن تحشّد حول تنظيماتها في شنگال إنّما يشكّلون نسبة 4% فقط من أهالي شنگال، وقد اتّضح خلال الانتخابات العراقية التي أجريت في 10/10/2021 أن قسماً قليلاً جدّاً من هذه الجماهير صوّت لصالح الـ PKK، ولو فرزت أصوات العشائر العربية المتحالفة مع الـ PKK لبقيت هناك ما يقارب من 300 صوت فقط لها في شنگال، فشنكال قد أكّدت أن الـ PKK ضيفة ثقيلة غير مرحّب بها لا أكثر.
ورغم ما بذّلته هذه التنظيمات من محاولات جبارة إلا أنها لم تستطع أن تكسب جماهير جدية حقيقية في شنگال، ولهذا تحاول الـ PKK افتعال مشاكل اجتماعية بين الإيزيديين بغية إخضاع قسم منهم لهيمنتها، فاتّجهت نحو المواضيع الخلافية بين هذا الشعب كـ “نظام الطبقات أو المراتب لدى هذه الديانة” ووسّعت من هوة الشقاق والخلاف بينهم، وخلقت الفتن في البيت الإيزيدي، ورفعت الستار عن بعض المشاكل القديمة لإحيائها من جديد، فحاولت استثمار كلّ ما من شأنه أن يوسّع من هوة الخلاف بين المجتمع الإيزيدي، وزرعت بذور الفتنة والعداوة والبغضاء بينهم، وحرّكت ذيولها للوقوف أمام العديد من المراسيم التي كانت بديهية عند الإيزيديين كتنصيب أمير دنيوي واختيار أب روحي لهم، ورغم كلّ هذه الممارسات السيئة والدنيئة إلا أن الـ PKK لم تظفر بالمطلوب ولم تحقّق أي شيء.
تشكيل وحدات الثأر من شباب متطرّفين
والـ PKK تحاول الآن أن تتمَّ ممارساتها المعلّقة والتي لم تستطع إتمامها بالدعاية الإعلامية بقوة السلاح، فهناك جماعة من شباب الإيزيديين قوامها 30-40 شاب إيزيدي عانوا خلال المجازر التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين كما عمّقت آلامهم ظروف الحياة المعيشية الصعبة، فاستغلّتهم الـ PKK وخلقت منهم مجاميع متطرفة، فبقوا في صفوف تنظيماتها واجتازوا دورات التربية العسكرية لهذه التنظيمات، وقد تمّت عملية انخراط هؤلاء الشباب كجماعات سرية في المخيمات داخل محافظة دهوك، ورغم أنها جماعة صغير جدّاً إلا أن هذه الوحدة تستطيع خلق مشاكل كبيرة وإلحاق أضرار فادحة.
فأنصار الـ PKK بين الإيزيديين في إقليم كوردستان قلّة قليلة، إلا أنها تحاول نشر الرعب والخوف في إقليم كوردستان عن طريق هذه الجماعة القليلة المتطرفة، وتحاول كسب الأنصار عن طريق الترهيب والتخويف، ولو فشلت مساعيها في اجتذاب البعض لصفوفها قامت بتجريدهم من أي تأثير يُذكر، هذا ومعروف لدى الجميع أن الـ PKK خبيرة ذات تجربة عريقة في هذا المجال، وخير مثال على هذا، هو أن الـ PKK ما زالت لغاية الآن لا تمثّل الغالبية المطلقة بغربي كوردستان -كوردستان سوريا- غير أنها تتحكّم بزمام الأمور عن طريق جماعة متطرفة زرعت الرعب والخوف في قلوب الشعب الكوردي هناك، كما واعتبرت بسببها أعظم قوة هناك! وهي تحاول تكرار ذاك السناريو في شنگال أيضاً.
من الذي أعطى معلومات حول مروان بدل؟
لغرض إلصاق تهمة حادث مقتل مروان بدل بالديمقراطي الكوردستاني -البارتي- بدأت الـ PKK حملة إعلامية دعائية كبيرة وشرسة، والحق أن الـ PKK كانت قد التزمت الصمت بعد فشلها وإخفاقها في شنگال أثناء الانتخابات العراقية المبكرة، والآن بدأت بالظهور مرّة أخرى تحت غطاء مروان بدل، فـ “حيدر فاراتو-أنكين كارا أسلان” قتل وسط أسواق غربي كوردستان -كوردستان سوريا- حيث تدير الـ PKK المنطقة برمّتها، الدكتور حسين -سلمان بوزكور- قضى حياته وسط مخيم مخمور حيث يخضع لسيطرة الـ PKK وهيمنتها، إلا أنها التزمت الصمت المطبق ولم تنبس ببنت شفة إطلاقاً لأن هذه الأحداث وقعت ضمن سيطرتها الفعلية!
يا تُرى من الذي أعطى المعلومات عن مروان بدل؟ ليس من الممكن الاختفاء عن الأنظار في عالم اليوم بتاتاً، فبهذا التطور التكنولوجي المذهل اليوم من الممكن تحديد موقع هاتف نقال ولو كان مقفلاً، ورغم أن هذا معلوم للجميع إلا أن الـ PKK تتستّر على هذه الحقيقة، وعوض هذا فهي تبحث عمّن يتّهمه بالخيانة في إخفاقاتها وخسائرها البشرية، فمروان بدل لم يكن في مكان محصّن أو نفق تحت الأرض بل كان في بيته وينتقل بشكل طبيعي.
كما أن الموقع الذي قضى مروان بدل فيه حياته خاضع لسيطرة الـ PKK أيضاً، وأن المسائل الأمنية والنظامية والمرور وغيرها من المسائل كلّها تحت سيطرة الميليشيات التابعة للـ PKK والحشد الشعبي، فلو كانت هناك عملية استخباراتية معلوماتية فلا تخرج من إطار الـ PKK نفسها والحشد الشعبي، أي أن عملية إعطاء المعلومات حصلت داخل منظومة الـ PKK نفسها.
من الآن فصاعداً…. الـ PKK مسؤولة عن أية عملية اغتيالية أو حادثة تحدث
دعت الـ PKK الإيزيديين لقتال بعضهم البعض، وبهذا لو اندلعت أية أحداث مستقبلية من الآن فصاعداً فهي ضمن إطار القسم -الحلف- على الأخذ بالثأر، أي باستطاعتنا إعلان مسؤولية قيادة الـ PKK عن أية حادثة موت يتعرّض لها أي فرد إيزيدي أو أية أحداث مأساوية تحدث داخل المجتمع الإيزيدي فقيادة الـ PKK متضلّعة فيها وتتحمّل مسؤوليتها.