تم فتح باب معبر سيمالكا الحدودي بين إقليم كوردستان وغربي كوردستان -كوردستان سوريا- أمام النقل والحركة التجارية، واستأنفت حركة التجارة من جديد بعد غلق دام أكثر من شهر، نتيجة الهجوم الاستفزازي لمجاميع مرتزقة الـ PKK تحت غطاء ما تسمّى بالشبيبة الثورية (جوانن شورشكر) على موظّفي وحراس وإدارة المعبر من جانب إقليم كوردستان.
حيث احتشدت الـ PKK مناضليها وكوادرها وأتباعها من مناطق متفرقة من روج آفا في معبر سيمالكا من الجانب الآخر لإقليم كوردستان منذ ما يقارب من أربعة أشهر، في اعتصامات وفعاليات مناوئة ومعادية لإقليم كوردستان، والقيام بأعمال وأنشطة استفزازية هدفها خلق الفوضى، كلّ ذلك على خلفية مسرحية وسيناريو حبكتها الـ PKK من نسج خيالها باسم “أحداث خليفان”.
رغم إعلان الدولة التركية عن مسؤوليتها عن الحادث، وأنها هي من حيّدت هؤلاء المقاتلين إلا أن الـ PKK لم ترض إلا باتّهام بيشمركة كوردستان بالوقوف وراء الحادث!
فقد أعلنت الـ PKK بأن مقاتليها الـ 7 الذين قتلوا أثناء غارة تركية في الـ 3 من أيلول وأعلنت تركيا تحييدهم آنذاك، زعمت الـ PKK وادّعت بأنهم قتلوا على يد بيشمركة كوردستان! من جانبها، نفت حكومة إقليم كوردستان وقوع أي حادث كهذا وفنّدت أية ادعاءات باستهداف البيشمركة لأية مجموعة للگريلا لا في خليفان ولا غيرها من مناطق إقليم كوردستان، وأنه لا علاقة لهم بالحادث إطلاقاً، إلا أن الـ PKK أصرّت على تأزيم العلاقات بين إقليم كوردستان وغربيها -كوردستان سوريا- فأصرّت على زعمها وكذبها واتّهمت بيشمركة روژ بالوقوف وراء الحادث ووجّهت ماكيناتها الإعلامية ومنصاتها الدعائية للعب على هذا الوتر الحساس ونشر الافتراءات والأكاذيب على أوسع نطاق.
مع العلم، أن الدولة التركية أعلنت تحييد هؤلاء الگريلا في الـ 3 من أيلول الماضي خلال غارة جوية تركية، ونشرت هوية المقاتلين آنذاك، وكشفت بما لا مجال للشكّ تبنّيها للهجوم، ولكن رغم هذه الحقيقة لم تألو الـ PKK جهداً في استثمار الحادث لخلق العداوة بين الشعب الكوردي، وتحريف جبهتها لداخل البيت الكوردي، فحشدت جمعاً من كوادرها وأنصارها وذيولها في معبر سيمالكا الحدودي بين الإقليم وروج آفا، وأطلقت بهم الشعارات المناوئة والمعادية لا لإقليم كوردستان فحسب بل لكل المبادئ والقيم الكوردستانية والبيشمركة والعائلة البارزانية… لتنتهي المسرحية بالهجوم على إدارة المعبر من جانب إقليم كوردستان في هجوم سافر بالحجارة والعصي وقنابل المولوتوف، والإساءة إلى إدارة المعبر، ولكن رغم كلّ ما مرّ، لم تبدي حكومة إقليم كوردستان أية ردود أفعال معاكسة وحافظت على الهدوء تجنباً للفتن وإسكاتاً محبّي الفتن والفوضويين وصانعي الأزمات والمشاكل هؤلاء.
بيشمركة كوردستان لم يستخدم السلاح أبداً…
في إطار الأحداث التي جرت في 15 كانون الثاني الماضي بأوامر من الإدارة الذاتية للـ PKK لغربي كوردستان -كوردستان سوريا- عندما هاجم مرتزقة ما تسمى بالشبيبة الثورية -جوانين شورشكر- بقنابل المولوتوف والحجارة وبمشاركة العديد من شبيبة العرب على إدارة المعبر لإقليم كوردستان، وإصابة عدد من بيشمركة كوردستان وموظّفي المعبر خلال الهجوم، وإلحاق خسائر بعجلات الدفاع المدني، رغم هذا، ورغم حقّ الدفاع المشروع عن أنفسهم وامتلاكهم للسلاح لم يبدي بيشمركة كوردستان من حراس الحدود أية ردود أفعال ولم يستخدموا السلاح حتى في الدفاع عن أنفسهم رغم مشروعية الدفاع عن أنفسهم من أي هجوم اعتدائي وفق القوانين الدولية بل حتى وإن وصل حقّ الدفاع عن النفس إلى استخدام السلاح لإبعاد هذه المجاميع المرتزقة وتفريق حشودهم، ولكن رغم هذا لم يستخدم بيشمركة كوردستان السلاح بل قامت إدارة المعبر بكلّ هدوء بمحاورة المهاجمين المعتدين والاستماع لهم والاجابة على أسئلتهم.
يرى العديد من المحلّلين السياسيين ويؤكّدون أن الـ PKK كانت تحاول تهويل الحادث وتضخيمها وإراقة الدماء، ولهذا دفعت بمرتزقتها من الشبيبة الثورية للهجوم والاعتداء على المعبر لخلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.
شعب غربي كوردستان -كوردستان سوريا- هو الخاسر والمتضرّر الأول والأكبر
بعد الفوضى الذي خلقته الـ PKK في معبر سيمالكا، تمّ إغلاق باب المعبر، وتعرّض ما يقارب من 3 ملايين إنسان لأزمة اقتصادية خانقة في غربي كوردستان -كوردستان- حيث كان معبر سيمالكا المتنفّس الوحيد لهذا الجزء من كوردستان، فارتفعت أسعار المواد الغذائية والأدوية وغيرها من المواد، وشهدت المنطقة موجة نزوح أخرى نحو إقليم كوردستان توجّهت آلاف العوائل إلى الإقليم هرباً من سوء الأوضاع، فمن ذاق الأمرّين من فوضى الـ PKK إنّما كان شعب غربي كوردستان لا غير.
ما الأهداف السياسية للـ PKK وراء محاربتها بورقة الشعب؟!
تضرّر الشعب الكوردي من وراء ممارسات الـ PKK وسياساتها المنحرفة ليس بأمر جديد، فقد اعتادت هذه التنظيمات على الدفع بالشعوب أمامها فيما تسميها نضالاً، وتسخيرهم من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها، والحق أن الشعب الكوردي في غربي كوردستان -كوردستان سوريا- ليس المتضرّر الأول والوحيد من سياسات الـ PKK وتكتيكاتها، كما أنه ليس أول شعب يُستخدم كدرع بشري حي من قبل هذه التنظيمات، فها هم أهالي مخيم مخمور من كوردستان تركيا -شمالي كوردستان- استغلّتهم الـ PKK بما للكلمة من معاني ومدلولات، وعرّضتهم لكافة صنوف المخاطر، وضحّت وما زالت تضحّي بهم من أجال أهدافها وأجنداتها، فالـ PKK ترى مصالحها السياسية أعظم من حياة الشعب الكوردي ومصير هذه الأمة، وما حصل في سيمالكا إنما كان تكراراً لنضال الـ PKK المدمّر للشعب الكوردي.
اختتام مسرحية سيمالكا
بعد شهر من حياة البؤس والشقاء للشعب الكوردي بكوردستان سوريا، حاولت الـ PKK بشتى الوسائل افتتاح باب المعبر، والتجأت بمن يمكن الالتجاء به للتوسط لغرض فتح باب المعبر، كونها قد تيقّنت أنه لو بقي باب المعبر مغلقاً لشهر آخر فإن روج آفا سيصبح خاوياً فارغاً من أية مظاهر للحياة المدنية، وقد قرّرت حكومة إقليم كوردستان منذ يوم أمس افتتاح باب المعبر وعودة الحركة التجارية في الوقت الحالي تمهيداً لفتح باب المعبر على مصراعيه كما في السابق، أعلنت الـ PKK عن ختام مسرحيتها الموسومة بمسرحية خليفان المعروضة في معبر سيمالكا، ولكن يبقى السؤال المطروح هو: هل يحقّ للـ PKK أن تعرّض حياة 3 ملايين مواطنٍ من غربي كوردستان -كوردستان سوريا- للجوع والبؤس وراء مسرحية خليفان والتي لم تتقن سيناريوهاتها؟! ما الذي استفادته الـ PKK من هذه الأنشطة والفعاليات عديمة المعنى والمدلول؟! نعم قد تكون الـ PKK قد استفادت إعلامياً من هذه الحملة العشوائية والفعالية العديمة المعنى ولكن الشعب الكوردي تضرّر بشكل بشع من وراء مسرحيتها هذه.
حكومة إقليم كوردستان وشعورها بمسؤوليتها الوطنية
رغم الفوضى والاضطرابات التي تخلقها الـ PKK دوماً، التزمت حكومة إقليم كوردستان بالحكمة والتأني، وعاملت الموضوع بعقلية كما حاولت حلحلة الموضوع بعقلانية، ولم تسمح بانجرارها إلى مشاكل وتوترات تليها اضطرابات وتنتج عنها حرب داخلية في البيت الكوردي، فخلال الـ 14 شهراً المنصرمة استشهد 9 من كوكبة بيشمركة كوردستان على يد الـ PKK، كما زرعت هذه التنظيمات العبوات الناسفة وفخّخت طرق بيشمركة كوردستان أكثر من 15 مرة علاوة على أنشطتها الاستفزازية والفوضوية والاضطرابات التي أحدثتها في عموم مناطق إقليم كوردستان، فرغم كلّ ما مرّ ذكره، استوعبت حكومة إقليم كوردستان جميع هذه المشاكل وتعاملت معها بسياسة امتصاص الأزمات واستيعابها وتعاملت مع كافة هذه القضايا بصدر رحب دون إبداء أية ردود أفعال عكسية ولو كانت طبيعية، وصانت البيت الكوردي من أية شروخ أو تصدّعات تتسبّب بانهياره وهدمه.