تحدثت عضوة المجلس الرئاسي في منظومة المجتمع الكوردستاني (KCK) سوزدار آفيستا حول ما تصفها الـ PKK بمؤامرة 15 شباط والتي هي في حقيقتها عودة أوجلان لحضن تركيا، في برنامج خاص على فضائية (Çira TV) الخاصة بالنشر للمكوّن الإيزيدي من الشعب الكوردي.
وكالعادة، لم تألو عديمة الأخلاق هذه من إطلاق لسانها السليط بالكذب والافتراء على إقليم كوردستان من أجل الإساءة إليه والأحزاب الكوردستانية الوطنية.
فبعد زعمها بأن العالم أجمع شارك في إحاكة مؤامرة ضد زعيمها المسجون، وادّعاءاتها أن القوى العظمى وبالأخص الولايات المتّحدة الأمريكية تدعم الكورد الرجعيين والمتخلّفين وتدفعها لمعارضة الـ PKK، وأن أمريكا التقت كبرى الحزبين الكوردستانيين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني لغرض إدراج العمال الكوردستاني في لائحة المنظمات الإرهابية! وتحييد آبو على حدّ قولها!! فبعد كلّ هذه الهراوات جاءت لتقول: “في تلك الفترة ومن أجل عدم إعطاء القائد آبو حق اللجوء السياسي، بعث الحزب الديمقراطي الكوردستاني رسالة الى محكمة روما وتلك الرسالة موجودة في أرشيفنا، ولذلك حدثت تلك المؤامرة ضد الفكر الحر والإرادة الحرة!!!”.
وتجري قيادة الـ PKK في بداية شباط كلّ عام حوارات ولقاءات في ذكرى عودة زعيمهم آبو لحضن الدولة التركية في الـ 15 من شباط عام 1999، حيث يتّهمون كافة الأطراف والأحزاب والدول الإقليمية بل ودول العالم أجمع بالاشتراك بشكل أو بآخر في نظرية المؤامرة التي صنعتها قادة الـ PKK في عقول وأدمغة أنصارها وأتباعها للتغطية على عودة زعيمها المسجون لحضن الدولة بكامل إرادته ودون إبداء أدنى مقاومة بطولية تُذكر! لهذا فهي بحاجة لتحديث هذا السيناريو الذي عفا عليه الزمن لخلق حالة تأثير على محيطها!
وخلال الآونة الأخيرة، تحاول الـ PKK بذل كافة جهودها في اتّهام الديمقراطي الكوردستاني وحكومة إقليم كوردستان في كلّ حدث أو معضلة تحدث، وتتّهمهما بالوقوف وراء كلّ انتكاسة وفشل للـ PKK! لكي تشرعن بعدها اعتداءاتها وهجماتها على بيشمركة كوردستان وشعب إقليم كوردستان، كما لتبرّر ما تستعدّ له من حرب واقتتال مع حكومة إقليم كوردستان وبيشمركة كوردستان.
وقد صعّدت وسائل إعلام الـ PKK خلال السنوات الأخيرة من وتيرة افتراءاتها وصناعتها للأخبار الكاذبة والمفبركة بشكل عشوائي، حيث كلّما ظهر قيادي مسؤول في هذه التنظيمات على وسائل إعلامها المرئية أو نشر شيئاً على وسائل إعلامها المقروءة اتّسم اللقاء أو المقال بالكذب الفاضح دون خجل أو حياء!
ومقولة سوزدار آفيستا كذب محض وافتراء بجدارة وامتياز، فلو كانت الـ PKK تحتفظ بمثل هذه الرسالة في أرشيفها منذ أكثر من عقدين من الزمن فهل يُعقل أنها لم تعلنه على الملأ لإفضاح الديمقراطي الكوردستاني؟! فالكلّ يعلم كذب مثل هذه الادّعاءات، فليس هناك سبب معقول في بقاء رسالة هامة كهذه في أرشيف الـ PKK دون نشرها لغاية الآن، غير أنه لا يُستبعد أن تقوم هذه التنظيمات خلال هذه الفترة بكتابة رسالة مزوّرة ونشرها من أجل الإساءة إلى الديمقراطي الكوردستاني، فالتنظيمات التي لم تتجنّب إراقة دماء بيشمركة كوردستان لا شيء يردعها من ارتكاب أية جريمة أو ارتكاب تزوير أو ممارسة أية أعمال مهما بلغت من الدناءة واللاأخلاقية.
فحقيقة سيناريو عودة أوجلان لحضن تركيا ينبغي دراستها من جميع الزوايا لفهمها كاملة، فهناك العديد من الأدلة والوثائق تؤكّد أن أوجلان أمضى اتفاقية مع الدولة التركية، وأن جميع ما قام به أوجلان من خروجه من تركيا وبقائه في سوريا وعودته مرّة أخرى لحضن تركيا إنما كانت وفق مخطّط سرّي، وما حقّقته الدولة التركية من أهداف ومصالح داخلية وخارجية من توسّع لتركيا وراء أوجلان والـ PKK خير دليل على ما نقول…