جانو ئامدي
وفق الأخبار، انطلقت التظاهرات في 44 دولة على مستوى العالم -شرقاً وغرباً- لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، والتنديد بهذا الغزو بفعاليات مناهضة للحرب، كما وأبدى أكثر من 2000 أكاديمي ومثقف روسي موقفهم المناهض للحرب في بيان مشترك، علاوة على احتشاد الآلاف معبرين عن رفضهم لهذه الحرب.
وفي أوكرانيا، وقفت كافة الأطراف والجهات السياسية جنباً إلى جنب مع الحكومة والجيش الأوكرانيين ضد غزو روسيا لأوكرانيا، وأبدوت موقفاً وطنياً موحّداً كواجب وطني مقدّس، ما اثارت حفيظة العالم والرأي العام العالمي بهذا الموقف الوطني والبطولي.
ولكن، عندما تمّ احتلال كركوك وعفرين وسري كانييه وكري سبي، بدأت كبرى المدن التركية بتظاهرات حاشدة للقوميين الأتراك بدعم الاحتلال والغزو التركي لكوردستان، وقُرأت (سورة الفتح) على مكبرات الصوت على مآذن الجوامع والمساجد، وألقيت الخطب العنصرية في الجوامع بأوامر مباشرة من وزارة الأوقاف التركية وفي عموم البلاد! كما أيّد الغزو المئاتُ من الطرائق والأحزاب والتنظيمات السياسية!
فاليسار واليمين والليبراليون والمحافظون والكلّ بلا استثناء أبدوا دعمهم وتأييدهم للاحتلال بطريقة أو بأخرى! ولم يكتفوا بهذا فحسب، بل وصل الأمر بالبعض بكتابة أسمائهم على الصواريخ والقنابل التي استخدمت في الحرب ضد الكورد وكوردستان!
فما الذي حصل في كوردستان؟!
وما اليقظة التي سادت آنذاك؟
لماذا لم تظهر أية مواقف قومية ووطنية مشتركة ضد تجمعات وتظاهرات المحتلين الغزاة الوحوش؟!
لماذا لم تتوحّد الحناجر والأصوات والمواقف ضد المحتلين الغزاة وبموقف وطني موحّد؟!
لماذا هذه اليقظة القومية والوطنية الهزيلة أمام المحتلين الغزاة؟!
لماذا تبدو يقظة البعثيين والكماليين بهذا المستوى من التأثير؟!
لماذا تتّسم تحليلات وتقييمات الطبقة السياسية الكوردية بهذا القدر من الضعف والعجز وقصر النظر؟!
لماذا تنمو بذور الخيانة والمواقف الخيانية بهذه السرعة، وتتحلّى المواقف الخيانية المؤيّدة للمحتل بهذه القوة المفرطة؟!
أيا تُرى ما الأسباب التأريخية والثقافية والسياسية والاجتماعية وراء مثل هذه الحالة؟! وما هي أسباب الانتكاسات؟! ولماذا لا تتمّ معالجتها بحلول جذرية؟!