تحاول منصات الـ PKK الدعائية وماكيناتها الإعلامية شرعنة الهجمات والقصف الإيراني لعاصمة إقليم كوردستان بالصواريخ البالستية فجر الأحد الماضي، ومؤخّراً، قد انضمّت الأقلام البككية المؤجّرة لهذه الحملة العكسية الدنيئة والخبيثة لتبرير هذه الهجمات العدوانية الغاشمة على عاصمة السلام والوئام.
فالـ PKK تدرك جيداً ردود أفعال أهالي إقليم كوردستان على هذه الاعتداءات، وغضبهم الشديد من هذه الانتهاكات، فهي تحاول تضليل الرأي العام الكوردي في باقي أجزاء كوردستان حول الهجوم الصاروخي الإرهابي والمشين على العاصمة أربيل، ولهذا الغرض، نشرت جريدة (خوبون) البككية اليوم مقالاً حول هذا الهجوم.
تصريح (نياز حميد) في جريدة (خوبون) خلّف ردود أفعال غاضبة لدى الكورد
قال نياز حميد في تصريحه: “خلال ملتقى أنطاليا والذي شارك في رئيس إقليم كوردستان، قرّر أردوغان تحويل أربيل لمركز استراتيجي للموساد!”.
وكان تصريحه كالآتي: أنه عقدت اتفاقية خلال ملتقى أنطاليا بتحويل العاصمة أربيل إلى مركز للموساد الإسرائيلي! وأنه سيتمّ استخدام الشعب الكوردي في الإقليم وكوردستان إيران -شرقي كوردستان- كجواسيس وعملاء للموساد الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن هذا الاتفاق تمخّض عنه تحويل العاصمة أربيل لساحة حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران! وهذا ما سيؤثّر سلباً على شعوب المنطقة، وهذا ما رأيناه عندما قامت إيران بقصف المراكز الاستراتيجية للموساد الإسرائيلي في أربيل-كما قالت إيران!
فحسب حديث نياز حميد وتقييمه أن إيران اطّلعت حديثاً على هذه المعلومات، وقامت باستهداف هذه المراكز خلال يومين!
كيف حصل نياز حميد على هذه المعلومات؟!
كثيراً ما يظهر اسم (نياز حميد) على وسائل إعلام الـ PKK، فمن هو نياز حميد؟ ومن أين يستقي معلوماته هذه؟! قد لا نبالغ إذا قلنا إن غالبية أهالي السليمانية يعرفون خلفية هذا الشخص، فهو يتمتّع بثراء فاحش رغم بطالته وعدم قيامه بأي عمل! فأهالي السليمانية لا يشكّكون في عمالته وتجسّسه للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والحق كما قال بعض مثقّفي السليمانية عندما سألناهم من مصدر هذه المعلومات لـ (حميد نياز) فقالوا متهكّمين ساخرين بأنه استقى هذه المعلومات السرية والدولية وحصل عليها وسمعها في مقهى نالي!!
نياز حميد والذي عمل جاسوساً لسنوات عدة في الخفاء ظهرت شخصيته واضحة خلال حرب داعش، وبالأخص خلال وسائل إعلام الـ PKK ومنصاتها الدعائية، فرغم عدم امتلاكه أية صفة رسمية أو اختصاص يخوّله للعمل في هذا المجال، فقد أبدته وسائل إعلام الـ PKK وكأنه خبير استراتيجي مختص بشؤون الشرق الأوسط! وقدّموه للرأي العام الكوردي على أنه كاتب وباحث ومراقب سياسي!
فهذا الشخص السادي لا ينقل إلا لما هو متداول من الحديث في المقاهي، ولهذا فكلّ تقييم يصدر عن هذا الشخص يؤكّد لنا أنه لا أساس له من الصحة، وأنه مجردّ سيناريوهات زائفة، كما أن هذه التقييمات تؤكّد لنا من جانب آخر أن هذا الشخص عميل إيراني بامتياز وأنه يعمل لصالح إيران ضد وطننا كوردستان.
وقد صدرت غيرها من التصريحات المماثلة عن هذا الشخص، فخلال معضلة “زيني ورتي” كان هذا الشخص يحاول قدر الإمكان أن تقع المنطقة تحت سيطرة الـ PKK واحتلالها ونفوذها، فبذل كافة جهوده على وسائل إعلام هذه التنظيمات لتحقيق هذا الهدف، لما تحتلّه هذه المنطقة من أهمية استراتيجية وعسكرية لإيران.
وهذه الأحداث رفعت الغطاء عن العديد من الحقائق، منها أن وسائل إعلام الـ PKK تحاول قدر الإمكان تبرير الهجوم الإيراني الغاشم على عاصمة إقليم كوردستان، فهي تحاول جاهدة نشر الأخبار الكاذبة والمفبركة والخيانية، كما وتأكّد أن ما تسمى بـجريدة (خوبون) إنما هي منصّة تابعة وموالية لإيران بامتياز، وأنّنا من الآن فصاعداً سننظر بعين الحذر والريبة لكلّ ما يصدر عن وسائل إعلام الـ PKK ومنصاتها الدعائية وماكيناتها الإعلامية، إذ أنها تشترك جميعاً في الاستقاء من مصدر معلومات واحد.
فالـ PKK رفيق الدرب الاستراتيجي لإيران، وقد وظّفتها إيران لتحقيق مثل هذه الأهداف والمصالح، فمهام الـ PKK باتت منحصرة في تبرير الهجمات العدوانية للجمهورية الإسلامية على كوردستان والشعب الكوردي وشرعنتها، وقد شمّرت وسائل إعلام الـ PKK عن ساعد الجدّ في هذا العمل الدؤوب! فهي تحاول -ومنذ فترة طويلة- جاهدة الوقوف كحجر عثرة أمام تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لتحالف الصدر والسنة والكورد، وأنها لا تعنيها أية اعتداءات على أراضي كوردستان ومقدّساتها، فلم نر أية وسائل إعلام الـ PKK أو أية أذرع وأجنحة لها كالشعوب الديمقراطي والـ PYD وغيرها قد انشغلت بأية هجمات عدوانية إيرانية على إقليم كوردستان أو أدانتها، وبالأخص الهجوم العدواني الأخير على العاصمة أربيل والذي استهدف الإقليم والمدنيين من أهالي إقليم كوردستان، بل على النقيض من هذا فما رأيناه منها أنها حاولت قدر الإمكان تبرير هذه الجرائم والانتهاكات الصارخة ضد الإقليم أمام الرأي العام الكوردي!
وفي الشهر الماضي كانت وسائل إعلام الـ PKK منشغلة بفبركة أخبار كاذبة عن إمضاء نيجيرفان بارزاني اتفاقية لمدة 50 عاماً مع تركيا، فشرعت يومياً في صناعة أخبار كاذبة باطلة عن نفط كوردستان دون الاستناد على أية مصادر أو اثباتات، ونشرت كمّا هائلاً من الأخبار التي تفتقر إلى الموثوقية والمصداقية والتي لا أساس لها من الصحة إطلاقاً، كلّ هذا من أجل تهيئة الأرضية لما سيحصل سابقاً من هجمات عدوانية على هذا الكيان الكوردي الوحيد المحرّر على وجه الأرض!
وانتشرت معلومات وأنباء عن قيام إيران بفتح دورات صحفية وإعلامية في أصفهان شباط الماضي، لتهيئة وتدريب إعلاميين من إقليم كوردستان لتعزيز الحرب الإعلامية في الإقليم وتدريب كوادر من الإتحاد الوطني الكوردستاني لهذا الهدف، ومن الواضح أن من بين هؤلاء كوادر إعلاميين لحزب العمال الكوردستاني الـ PKK، وهذا ما يظهر جلياً لدى متابعة وكالة الـ PKK الإخبارية (روزنيوز) والتي تذاع في محافظة السليمانية، فهي بمثابة لسان حال الوكالة الرسمية الإيرانية (إرنا) لهذا فلا حرج أن يعدّ الإنسان وسائل إعلام الـ PKK وبالأخص وكالة (روزنيوز) كوكالة غير رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تُذاع في محافظة السليمانية ووسط الكورد في إقليم كوردستان!