جوزيف غوبليز وإعلام الـ PKK -الجزء الأول-

جوزيف غوبليز وإعلام الـ PKK الجزء الأول

سمكو عبد العزيز

من مقولات جوزيف غوبليز وزير الدعاية السياسية لألمانيا النازية: “أعطني إعلام بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي” وهو من قال: “أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الآخرون”.

وقد نشأ العديد من كوادر الـ PKK وقادتها وبالأخص قيادتها العليا على هذا المبدأ، وجعلوه اساساً رصيناً للتضليل والتغطية والتستّر على حقيقة الـ PKK ومعدنها وشخصية مرشدها وقائدها، فقد أصبح إعلام الـ PKK وسيلة تدوير الأكاذيب وتجديدها.

إعلام الـ PKK بين ازدواجية الرؤية… لذاتها بالخبرة والمعرفة وللشعب الكوردي باللاوعي والبلادة!

الحق، أنه عندما بدأ الكفاح المسلّح في كوردستان تركيا، وثق الشعب الكوردي بوعودات الـ PKK وأقوالها، وكان على أتمّ استعداد للتضحية بارواحهم من أجلها، بحيث بلغ مستوى تضحيتهم وفدائهم لمرحلة حرق أنفسهم في الساحات والميادين والسجون من أجل الحرية!

غير أن هناك مثلاً شهيراً لدى الكورد، فقيل قديماً “حبل الكذب قصير” وقد انطبق هذا المثل على حزب العمال الكوردستاني PKK، فكلّما طال أمد الثورات في العالم اشتدّ توق الشعوب للحرية وازداد ارتباطهم بها، بخلاف ما حصل في كوردستان تركيا، فكلّما ازداد عمر الـ PKK أعرض عنها الشعب أكثر فأكثر يوماً بعد يوم، وتعود أسباب هذا النفور والإعراض للـ PKK نفسها وقدر الأكاذيب التي صنعها وأقنع بها الشعب والتي بدأت بالانكشاف يوماً بعد يوم.

فقد اتّضح للشعب الكوردي مدى الغبن والخداع والتضليل الذي مارست هذه التنظيمات وبالأخص قائدها ومرشدها بحقّهم، وانكشف له بأن الضرر الذي لحق بالقضية الكوردية من قبل هذه التنظيمات لا يقلّ عن الضرر الذي تعرضت له قضيتهم على يد الدولة التركية، وأنها سارت بالشعب الكوردي في طريق الدمار والانهيار، والحالة هذه بالذات تذكّر الإنسان بقصة الذئب المتنكّر في رداء حمل!

ففي الرابع من نيسان اليوم الذي يصادف ميلاد عبد الله أوجلان، تابعت بعضاً من وسائل إعلام الـ PKK، وما رأيته هو أن إعلام هذه التنظيمات قد تحوّل جذرياً لإعلام مبنيّ على الكذب لأبعد الحدود متصدراً في هذا المجال كافة وسائل الإعلام العالمية، فقد رفعت هذه التنظيمات من مستوى أوجلان بحيث بلغوه مستوى الربوبية! بل تعدّت في الارتقاء به بعض المرات هذا المستوى الإلهي المطلق! حتى كادوا يزعموا بأن الربّ يعتمد في إدارة الخليقة على علم أوجلان والعياذ بالله!

كما رأيت خلال متابعتي لوسائل الإعلام هذه وكأن قادة الكورد الذين خلّدهم التأريخ أمثال (الشيخ عبيد الله النهري والشيخ سعيد بيران وسمكو شكاك والقاضي محمد والملا مصطفى البارزاني) نادمون على إشعال فتيل الثورات، وأنهم لم يحقّقوا للشعب الكوردي أية منجزات أو أي شيءٍ يُذكر!!

نعم، رأيت وكأن (قاسملو ومسعود بارزاني وجلال طالباني ونوشيروان والعديد من القادة الكورد الآخرين) نادمون على ابتعادهم عن نهج أوجلان ومسيرته!!

كما أن أمثال (خاني والجزيري وبيرميرد ونالي وبدرخان… إلخ) لم يخدموا التراث والثقافة واللغة الكوردية كما خدمه أوجلان!!

وما يعرف حقيقة عن أوجلان، هو:

  • أنه لا يعرف التحدث باللغة الكوردية بطلاقة.

  • لا يعرف ارتداء الزّيّ الكوردي -وما انتشر من صور لأوجلان أنه لبس الزيّ الكوردي -بركيز- الأزرق إنما أهداها له أحد أفراد عشيرة السندي عندما كان أوجلان في دمشق-الشام- فألبسها لأوجلان لأن أوجلان لم يكن يعرف كيف يرتديها، وألبسه -شوتك- وعمامة الرأس-جمداني- لساعة فقط خلال حفلة أقيمت هناك- وكان ذلك في عام 1992.

  • لا يعرف استخدام السلاح وإطلاقه عدا المسدّس.

  • لم يكن گريلا ولو ليوم واحد في حياته كما لم يبق في الجبال ولول لليلة واحدة.

  • عندما كان يشرب الماء كان يمسك الكأس بالكلينيكس -مناديل ورقية- لأنه لم يكن يثق بأقرب المقربين منه من كوادر الـ PKK!

مقالات ذات صلة