البيت الإيزيدي والـ PKK وحقيقة الجدار الفاصل بين شنگال وكوردستان سوريا-غربي كوردستان!

البيت الإيزيدي والـ PKK وحقيقة الجدار الفاصل بين شنگال وكوردستان سوريا-غربي كوردستان!

أعلنت الحكومة العراقية عزمها على بناء جدار إسمنتي على طول الحدود بين كوردستان سوريا-غربي كوردستان- وإقليم كوردستان في المناطق الخاضعة لسيطرتها من إقليم كوردستان، ضمن خطة تهدف إلى تأمين البلاد، وتقول قيادة حرس الحدود العراقية إن الهدف من بناء هذا الجدار هو الحدّ بشكل نهائي من اختراق الحدود وتنقّل العناصر الإرهابية لتنظيمات داعش من سوريا للعراق، علاوة على السيطرة على عمليات التهريب التي تتمّ عبر الشريط الحدودي هذا، إلا أن تنظيمات حزب العمال الكوردستاني الـ PKK سخّرت كافة وسائل إعلامها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لصناعة الأخبار المفبركة ونشر الأكاذيب ضد الحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK، بزعم تواطؤ الديمقراطي الكوردستاني ضمن مؤامرة متفقة عليها بينه وبين الحكومة العراقية لفصل شنگال عن كوردستان سوريا -روج آفا.

ومن هذا المنطلق المضلّل والخادع، قامت الـ PKK بتحشيد النسوة وبنات الإيزيديين وكهولهم، وتوجيههم لتنظيم التظاهرات لتحقيق مصالحها الحزبية الضيقة على حساب هؤلاء الفقراء البائسين.

فتزعم الـ PKK أن الدولة العراقية وبالاتفاق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني تحاول بناء الجدار الكونكريتي لفصل شنگال عن إقليم الجزيرة، وهذا ليس محلّ قبول لدى هذه التنظيمات، كونها تقتات على الحدود المفتوحة على مصراعيها بين شنگال وكوردستان سوريا، وليس هناك هدف آخر ومسوّغ لدى هذه التنظيمات سوى ما تقوم به من عمليات تهريب وتنقّل لمسلّحيها من أطفال الكورد عبر هذه الحدود، وأما ربط قضية الجدار بتحسين حياة الإيزيديين فلا أساس له من الصحة إطلاقاً، بل هو مجرّد حجة باطلة واهية ضلّلت بها هذه التنظيمات الشعب الإيزيدي وخدعتهم بها أي خداع!

فقامت هذه التنظيمات بتوجيه وسائل إعلامها للعمل ليل نهار من أجل خداع الشعب الإيزيدي وتضليل الرأي العام الإيزيدي حول الهدف من بناء هذا الجدار، فحاولت إقناع الإيزيديين على أن عملية بناء الجدار الكونكريتي العازل هو ضمن الاتفاقية المبرمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان حول تطبيع الأوضاع في شنگال، غير أن الحقيقة هي أن قرار إنشاء الجدار الكونكريتي يعود للعام الماضي 2021، عندما زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المناطق الحدودية بين شنگال وكوردستان سوريا، فطالبه بعض القادة العسكريين في الجيش العراقي وحرس الحدود ببناء جدار أسمنتي عازل لتأمين الحدود بين البلدين.

بهذا الصدد، طالب البيت الإيزيدي (وهو مؤسّسة دينية لجميع الإيزيديين حول العالم مناوئة لوجود حزب العمال الكوردستاني PKK في شنگال) طالب عموم الإيزيديين من أهالي شنگال  ألّا يخدعوا بأكاذيب الـ PKK وألّا يصبحوا أداة بيد هذه التنظيمات، وألّا يشاركوا في التظاهرات التي تنظّم للتنديد ببناء هذا الجدار، بل على العكس فإن بناء هذا الجدار كفيل بتأمين الأمن والأمان وحماية الإيزيديين، فالبيت الإيزيدي يرى منظومة حزب العمال الكوردستاني الـ PKK خطراً محدقاً يهدّد الديانة الإيزيدية، فيقول دوماً بأن الـ PKK بأيديولوجيتها تحاول هدم الديانة الإيزيدية والقضاء عليها، فالـ PKK تحاول تثقيف الشباب الإيزيدي والجيل الجديد على تبنّي أفكار ورؤى وأيديولوجيات أوجلان ونبذ القيم والمبادئ الأساسية للديانة الإيزيدية.

فالبيت الإيزيدي يقف وبشكل علني وواضح، عائقاً أمام الـ PKK وافكارها الهدامة للشعب الإيزيدي في شنگال، وقد نظّم عدداً من التظاهرات تنديداً بوجود مسلّحي الـ PKK في شنگال، كما يتّهم البيت الإيزيدي الـ PKK بالوقوف بوجه الشعب الإيزيدي من زيارة مراقدهم الدينية في جبل شنگال بحرية وممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية بحرية وأمان، كما يتّهم البيت الإيزيدي وبأشدّ عبارات الاستنكار هذه التنظيمات باختطاف أطفال الإيزيديين وتجنيدهم وعسكرتهم واستخدامهم كوقود لحروبها العبثية وتحقيق مصالحها الحزبية الضيقة.

وقد طالب البيت الإيزيدي في العديد من المرات، الشعب الإيزيدي بالوقوف بوجه الـ PKK وعدم الانجرار وراء دعواتها الزائفة والكاذبة، فهي ترى هذه التنظيمات العدوّ الرئيسي للديانة الإيزيدية، كما ترى هذه المؤسّسة الدينية للإيزيديين أن الـ PKK وبممارساتها وأفعالها سترتكب أبشع وأحدث الفرمانات بحق الشعب الإيزيدي، وأنها ستحوّل جبل شنگال والذي ينظر إليه الشعب الإيزيدي بقدسية ورمزية دينية مرموقة، ستحوّله لساحة حرب لا ناقة للإيزيديين فيها ولا جمل، وخير دليل على هذا ما تقوم به هذه التنظيمات من حفر للأنفاق والمغارات في جبل شنگال، ومنع الإيزيديين من زيارة المراقد الدينية هناك!

من جانب آخر، حاولت الـ PKK بشتى الوسائل شراء ذمم مسؤولي البيت الإيزيدي، أو إسكاتهم أو إنطاقهم بما يواكب مصالح الحزب، فحاولت إظهار هؤلاء كشيوخ عشائر أو إعطائهم مناصب مرموقة عشائرية أو دينية كالشخصيات التي احتشدت حول هذه التنظيمات لتحقيق مصالح شخصية فتقوم هي الأخرى بإبدائهم بهذه الصور الزائفة والباطلة! أو كأولئك الذين اشترت هذه التنظيمات ذممهم وتكليفهم بالقيام بما يصبّ في مصلحتها، إلا أنها لم تفلح في مسعاها هذا لغاية اليوم، فلم تر في إطار هذه المؤسّسة الدينية من يبيع ذاته أو ذمّته، بل قاوموا بشتى الوسائل هذه المغريات المادية والوقتية ما أدّى لخلق حالة من الاستياء والقلق لدى قادة تنظيمات الـ PKK في شنگال.

البيت الإيزيدي والـ PKK وحقيقة الجدار الفاصل بين شنگال وكوردستان سوريا-غربي كوردستان!
البيت الإيزيدي والـ PKK وحقيقة الجدار الفاصل بين شنگال وكوردستان سوريا-غربي كوردستان!

مقالات ذات صلة