أصدرت اللجنة المركزية في حزب العمال الكوردستاني (PKK) بياناً بالغ الغرابة، حيث قالت بأن مفاتليها “اصابوا الدولة التركية بالجنون!!” بحيث لا تقدر على الحراك! بل كادت أن تعدّ ارتفاع نسبة السكر لدى أردوغان مكسباً هاماً للكورد!!
فجاء في بيان اللجنة المركزية لحزب العمال الكوردستاني PKK أن الدولة التركية عالقة الآن في زاب، وأنّ “الدولة التركية أصيبت بالجنون نتيجة ضربات الكريلا بحيث لا يمكنها التقدّم ولا التراجع إلى الوراء!” والحقّ أننا لا نعرف من أصابته الـ PKK بالجنون؟! هل هي الدولة التركية المحتلة أم إقليم كوردستان؟! فلو كان حصيلة نضال دام 43 عاماً هو إصابة الدولة التركية بالجنون فكم من سنين وأزمنة نحتاجها لإصابتها بالخرف والزهايمر؟!!
وقد نشر موقع “داركا مازي” عام 2020، معلومات غاية في السرية والخصوصية وبالغة الحساسية حول مشروع خارطة طريق مشتركة للدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني PKK، وقد وجّهت آنذاك أصابع الاتهام لموقعنا بالتجسّس والعمالة للمحتلّ! غير أن ما قلناه آنذاك تحقّق اليوم! فالـ PKK قدّمت قمم جبال كوردستان المنيعة والمحصّنة والاستراتيجية للدولة التركية على طبق من ذهب منطقة تلو الأخرى، وما (قمة جبل خامتير وسفوح جبل كيسته واليوم كوره زار -كوري جهرو) إلا أدلة وبراهين قاطعة حول ما قلناه ونقوله دوماً، واليوم، وضعت الـ PKK قمة جبل متينا في الطابور والصّفّ، وهناك احتمالية كبيرة أن يتمّ تقديمه كهدية أخرى على غرار القمم الآنفة الذكر!
فبمرور الوقت، ترتفع وتيرة الهجمات التركية في عمق إقليم كوردستان، وتتسبّب الـ PKK باجتياح جيوش الاحتلال التركي لمناطق أوسع من ذي قبل، بحيث بات جلياً للقاصي والداني أن هذه التنظيمات باتت جسراً ذهبياً لعبور الأتراك المحتلين لعمق كوردستان واحتلال ما كان محصّناً منيعاً حتى يوم أمس، فأينما تتواجد هذه التنظيمات بات هدفاً للجيش التركي، فقبل 5 سنوات كان نضال الـ PKK في المناطق الحدودية، والآن انتقل للقرى الآهلة بالسكان والمدن والبلدات الكبيرة وذلك بعد انسحابها وتسليمها للخطّ الحدودي للدولة التركية! ولو استمرّت الأوضاع على هذا المسار فمن المتوقّع أن تحتلّ تركيا 50% من أراضي إقليم كوردستان، آنذاك، من يعتبر عالقاً لا يقدر على الحراك ولا يمكنه التقدم أو التراجع للوراء هو إقليم كوردستان لا الدولة التركية!
فالـ PKK تحاول جاهدة إخفاء خدماتها الجليلة للدولة التركية خلف وسائل إعلامها الدعائية، فتحاول إخفاء انتكاساتها بعبارات (هزمنا جيش العدو المحتل… أسقطنا طائرات العدو المحتل… قتلنا جنود العدو المحتلّ… سنقاوم ونناضل حتى النهاية… الدولة التركية على حافة الانهيار…) كما تحاول تضليل الشعب من ورائها، والتستّر على انتكاساتها وإخفاقاتها وهزائمها وانسحابها من القمم الاستراتيجية الحصينة والمنيعة وتسليمها لهذه المناطق لدولة الاحتلال التركي!
فقد أصدرت وسائل إعلام الـ PKK بياناً على لسان أحد أعضاء اللجنة المركزية لهذه التنظيمات، قالت فيه: “الدولة التركية عالقة الآن في زاب، وأصيبت بالجنون نتيجة ضربات الكريلا بحيث لا يمكنها التقدّم ولا التراجع إلى الوراء!” وهنا نتساءل: هل هذا الجنون وارتفاع سكر أردوغان ستعيد المناطق التي أهدتها الـ PKK للدولة التركية المحتلة؟!
فلا يخفى على أي كوردي ما دمّرته الـ PKK خلال حرب الخنادق عام 2015، وعدد المدن والقرى والمناطق الكوردستانية التي دمّرتها الـ PKK وأخلتها من سكانها، وها هي تجربة كوردستان تركيا تتكرّر ولكن في إقليم كوردستان! فتحوّلت مناطق وقرى منطقة بهدينان لساحة حرب بين الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني PKK، فباتت هذه المناطق تخلو من أية مظاهر للحياة يوماً بيوم، يهجّر سكانها منها غصباً، وتبنى فيها قواعد الجيش التركي والنقاط العسكرية وقرقولات الجندرمة الأتراك!
لذا ينبغي على شعب إقليم كوردستان أن يرى هذه الحقيقة بأمّ عينيه، وأن يعرف أكاذيب الـ PKK ومزاعمها وافتراءاتها ومكرها، عليه ألّا ينخدع بهذه العبارات الرنانة الفارغة، فيوم أمس أهدت الـ PKK قمّة جبل خامتير وكيسته للدولة التركية، وها هي اليوم تهدي قمة جبل كوره زار -كوري جهرو- للدولة التركية على طبق من ذهب تجري تحتها أنهار من دماء شباب الكورد وأطفالهم! فنضال الـ PKK الزائف ومقاومتها المزعومة ليس إلّا وسيلة لمحاصرة إقليم كوردستان وخنقه ميدانياً، ولو استمرّت الأوضاع على حالها كما هي الآن، ولم يتمّ إيقاف الـ PKK من ممارسة هذه الانتهاكات، ووضع حدّ لها، فمن المتوقّع جدّاً أن نرى في السنوات المقبلة عموم أراضي ومناطق إقليم كوردستان قد تحوّلت لمناطق عسكرية ومناطق حرب مدمّرة على غرار المناطق الحدودية والقرى والمدن الكوردستانية بكوردستان تركيا بعد حرب الخنادق المدمّرة لكوردستان، ونرى الأتراك المحتلين يصولون ويجوبون شوارع مدن إقليم كوردستان، آنذاك، من لا يقدر على الحراك والتقدّم أو التراجع للوراء هو الشعب الكوردي البائس وليس العدو التركي والدولة التركية المحتلّة!