الجنود الصغار في حزب عبد الله (PKK)

الجنود الصغار في حزب عبد الله (PKK)

بقلم… ماهر حسن

تذكّرني قصة حزب عبد الله (PKK) “انا صاحب الأرض” بقصة الراجل الذي صادف شخص يركب حماره في أرض خلاء، فقال: هلا أركبتني معك على “حمارك”؟ وعندما أردفه صحاب الحمار خلفه، قال الراكب بعد قليل: ما أقوى “حمارك”.. ثم بعد مسافة أخرى من الطريق، قال الراكب: تالله ما أقوى “حمارنا”.. وبعد أن لاحظ هبل صاحب الحمار وتساهله، دفعه برجله وهو يقول: انزل عن “حماري”. وهذه قصة حزب عبد الله حينما تساهل كورد سوريا معه وهو يستحوذ على بيوتهم ويخطف فلذات أكبادهم ويزجهم في لظى حروب لم تجلب الا الويلات ويعايشون ويرون من تلك الحروب إلا الانطواء والتوجس والتبلد، أصبح يدفعهم برجله ويقول ارحلوا عن مكاننا، وهو لم يحرّر قن دجاج في مهده بكوردستان تركيا.

للأسف، تسبّب سكوت الكورد في تورم النرجسي لحزب عبد الله، وبات يعتقد بتميزه وفرادته عن غيره من الاحزاب السياسية وأنه الحزب المنقذ (حزب الاطفال المخطوفين ويستقوي بدماءهم)، لكن- دون أن يقدم تفسيراً اذ كان ذوو القاصرات والقاصرين راضون على خطف أطفالهم أو كيف جعلهم عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، وحرمهم حقَّهم في التعليم، ودون أن يصف حزب عبد الله شعور هؤلاء الفتيات والفتيان بالقلق والهلع من مشاهد الحروب، وقد تبقى عالقة في مخيلتهم.

مشاهد تكرار خطف الاطفال الذي تحدث في مزرعة الإدارة الآبوجية ويشاهدها الكورد تحوّل إلى أشياء عادية كما هي في الأفلام السينمائية، اعتادوا عليها وتقبلوها بدلاً من رفضها وإدانتها، وهو سبب واضح جعل من حزب عبد الله يمتلك شعوراً متضخماً بأهميته، ويستحوذ عليه الكذب والدجل والانشغال في المبالغة بإنجازاته الخزعبلية.

اما الطبقة المثقّفة وتجاهلها أو الاستخفاف بمسلسل خطف الاطفال باتت الظاهرة لديهم مجرد حالة هينة وعادية وتمرّ مرور الكرام على عيونهم، دون الشعور بقدر قليل من تأنيب الضمير وقدر أقل من المساءلة، واستهتار السافر لذا لا ضير في الكشف عن مصير الاطفال، بل أغلب هولاء يحاولون توضيح أن حرب حزب عبد الله قد تكون مصدراً للمساعدة وإحقاق الحقوق الكورد، وقد تكون خطف الاطفال سببا للحفاظ على وجودنا…

مقالات ذات صلة