كولان كارزان.. المرأة التي دفنت مع أسرارها

گولان كارزان، اسمها الحقيقي (فلز إيرل كايا) ولدت بولاية بدليس عام 1970، تربّت في أنقرة، ودرست هناك، أمضت فترة من حياتها في السجون، بعدها توجّهت إلى الشام والتقت عبد الله أوجلان هناك، بعدها عادت لولاية ئامد وكَارزان.

عندما يتمّ القبض على أوجلان تقترح گولان القيام بعملية فدائية، فانخرطت في إدارة (وحدات الانتقام) وتوجّهت لأنقرة للقيام بعملية انتحارية، غير أنها لم تنفّذ عمليتها لصدور قرار من أوجلان بوقف كافة العمليات والأنشطة.

هذا وگولان شاهدة على بعض العلاقات السرية بين الـ PKK والدولة التركية، حيث عملت كمفوضة وشاركت في جلسات المفاوضات مع مؤسّسات الدولة، ففي شتاء عام 2000-2001 قالت گولان بأن العلاقات مع تركيا تربكها وأن هذه العلاقات لا تخدم الشعب الكوردي، وأخبرت محيطها أن “ما يحدث الآن يقلقني ويزعجني جدّاً ويؤلمني كثيراً، ولو سنحت لي فرصة مواتية لرفعت الغطاء وكشفت كلّ شيء” ما كانت گولان تعزم إفشاءه للعلن هو شيءٌ هام متعلّق بعلاقات أوجلان وجماعته المعروفة بـ “جماعة أنقرة” مع الدولة التركية، فكولان كانت شاهدة على العلاقات المعوجّة والمريبة والسرّية للـ PKK مع تركيا!

صدر قرار التصفية الجسدية بحقّ گولان من قبل جميل بايك وعدد قليل من كبار قادة الـ PKK، غير أنهم لم يجدوا أية أسباب أو مبرّرات لاعتقالها! فقد كانت قائدة القوات الخاصة أي القوات الفدائية للـ PKK، فعوض اعتقالها مباشرة وقتلها لاحقاً، أحاك هؤلاء مؤامرة لاغتيالها!

فأثناء وجودها في اجتماع للمرأة، تشعر گولان بتوعّك فجأة، وتترك الاجتماع ليتمّ بعدها العثور عليها مخنوقة في غرفتها، فيا تُرى من يستطيع خنق امرأة طويلة بطول (1.78سم) ومتخصّصة في الفنون القتالية كالكاراتيه؟! والغريب هو انتفاء أية شهود على هذه الجريمة في وادي يعيش فيه أكثر من 300 شخصاً! علماً أنه لا يقدر أحد على الوصول لوادي شهيد هارون، كون المنطقة بأكملها خاضعة لسيطرة الـ PKK وفي قبضتها!

اغتيلت كولان في الوقت الذي كانت تفكّر بتقديم أفضل ما تملك للـ PKK، فقد كانت مناضلة حتى النخاع، غير أن قادة الـ PKK اغتالوها لتدفن مع ما في صدرها من أسرار!

فالجانب التراجيدي المحزن في قصة گولان هو أنه وبعد اغتيال كبار قادة الـ PKK لگولان أعلنوها (شهيدة عظيمة!) فعظّموها وأثنوا عليها للتغطية على قاتل گولان والذي كلّف بهذه المهمة من قبل الإدارة العميقة للـ PKK ونسيان القضية وإغلاقها.

والجانب الدراماتيكي -المذهل والمثير- في حادث مقتل گولان هو أن قاتلها -أي الـ PKK- قتلتها وفي نفس الوقت أعلنتها شهيدة!!

بعمر الـ 32 عاماً، تمّ اغتيال گولان كارزان في وادي قنديل المكتظّ بكوادر وأعضاء الـ PKK، في وادي توجد فيه أكثر من 300 نسوة، أعلنت الـ PKK أن مقتلها كان نتيجة مؤامرة قذرة، والحق كذلك، فقد أصبحت كولان ضحية مؤامرة قذرة للـ PKK…

مقالات ذات صلة