في حوار له مع المؤسّسة الإعلامية لحزب العمال الكوردستاني والتي تبث في أوروبا خلال أيام عيد الأضحى، وعوض تهنئته الشعب الكوردي في إقليم كوردستان بعيد هذا العام، جدّد القيادي في حزب العمال الكوردستاني “جميل بايك” اتّهاماته للشعب الكوردي في إقليم كوردستان بالتجسّس والعمالة للمحتل! كما وصف الأحزاب الكوردستانية لإقليم كوردستان بالجبن، وحمّل شعب إقليم كوردستان أسباب فشله وحزبه والانتكاسات المتتالية والاخفاقات التي مني بها حزبه العمال الكوردستاني! فكشف قناعه ونفث سمومه وأحقاده الدفينة تجاه الشعب الكوردي كالعادة.
ففي يوم كهذا، حتى الأعداء يبدون تعاطفهم وتسامحهم تجاه بعضهم البعض، غير أن قيادي الـ PKK جميل بايك أجرى حواراً نشر من خلاله العداوة والبغضاء بين الشعب الكوردي، كما فعل ذلك خلال أيام عيد نوروز عندما زرع بذور الفتنة والتفرقة والعداوة وبث الكراهية بين الشعب الكوردي خلال رسالته التي كان من المفترض أن تكون رسالة تهنئة للشعب الكوردي بهذا العيد القومي المبارك، بل على العكس، شنّ أبشع حملة عدوانية على قوات بيشمركة كوردستان، ما يبرهن أن الإنسان قد يكون مخطأ متوهّماً إن أراد أن يسمع قولاً جميلاً من جميل! فجميل بايك شخص نشأ وترعرع وشبّ على دماء الأبرياء وما زال يقتات عليها، يغدر برفاق دربه ويغتالهم دون تردّد أو صرخة ضمير، لم يطلق رصاصة واحدة على أعدائه طيلة حياته المفترضة أنها مليئة بالحروب والمعارك والأعداء! لم يبق لحطة في مكان يشعر فيه بالخطر! وهذا ما يدفعنا ألا ننتظر ونأمل من جميل أي شيء حسن وجميل…
جميل بايك: تركيا لا تستطيع فعل شيء لولا تعاون الديمقراطي الكوردستاني PDK!
استهلّ بايك حواره بالحديث عن مقتل (فرهاد شبلي) والذي لقي مصرعه خلال غارة تركية استهدفت سيارته في قضاء كلار، فحاول بايك التغطية على انتكاساتهم وفشلهم بل وعموم النتائج السيئة لممارسات حزبه من خلال إلقاء اللوم على الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكاريزما البارزاني، وقد كان موقعنا “داركا مازي” قد أشار سابقاً إلى أن الـ PKK ستتّهم الديمقراطي الكوردستاني بالوقوف وراء مقتل فرهاد سبلي.
نعم، فالـ PKK ضلّلتنا وخدعتنا منذ البداية، فقد اعتادت طيلة تأريخها المليء بالانتكاسات والاخفاقات على تبرير هذه الانتكاسات والإخفاقات بإلقاء اللوم على الأشخاص الوطنية المخلصة أو الأحزاب الكوردستانية المخالفة لها دوماً، واتّهمتهم بالخيانة والعمالة وتفادت اتّهام المحتلين نتيجة انشغالها باتّهام الكورد والأحزاب والحركات والشخصيات الكوردية المخلصة!
فقال بايك خلال الحوار بأن “إن الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK وجهاز الاستخبارات (البارستن) التابعة له يجمعان المعلومات من مناطق الدفاع المشروع ومحيطها ويقدمانها للاستخبارات التركية MIT، كما تقوم بجمع معلومات عن رفاقنا وخاصة القياديين وأماكنهم ومنازلهم ومركباتهم وتعطي كل هذه المعلومات للاستخبارت التركية، وهي بدورها تنفذ هذه المجازر وترتكب الجرائم استناداً لهذه المعلومات، فإذا لم يتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني والباراستن مع الدولة التركية، فلا يمكنها اتخاذ أي خطوة في أي منطقة في جنوب كردستان ناهيك عن كلار”.
غير أنه من المعلوم أنه تمّ تصفية الگريلا في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا منذ عام 2016، ولا تعدو أية فرقة أو قوة لهم من 3 عناصر للگريلا في تلك الجبال الشامخة العظيمة! وأن عمر أية فرقة منها لا يعدو السنتين! فقد تمّ تصفية قادة محور ولاية ئامد وديرسم خلال 4 سنوات فقط! ولم يتبقّ أي وجود للگريلا في كارزان قطعاً عدا من يتوجّه لهذه المنطقة من إيران ومن توجّه لمنطقة سرحد ممّن عبر غربي كوردستان-كوردستان سوريا نحو ميردين، مع العلم أنه يتمّ القضاء عليهم على الفور!!
فالـ PKK لا تقدر على تنفيذ ولو عملية واحدة في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا، نعم قد تبرّر ذلك بأنها أنهت مرحلة العمليات هناك إذاً لماذا لا نرى أية مقارّ لها هناك؟! والحقّ أن الـ PKK تحاول ومنذ عام 2000 الإبقاء على اسمها فقط من وراء تقديم الآلاف من شباب الكورد ضحايا في حرب شكلية باسم حرب الگريلا، بينما يمضي جميل بايك وامثاله حياتهم بشكل آمن في منطقة سياسية وجغرافية محرّرة من كوردستان قدّمت دماء آلاف شباب الكورد من أجل تحريرها! وها هم اليوم يتّهمون الديمقراطي الكوردستاني بالوقوف وراء انتكاساتهم وإخفاقاتهم وفشلهم الذريع كلّ ذلك للتغطية على هذه الحقيقة الساطعة!
جميل بايك لا يمتلك أية أدلة أو براهين أو اثباتات على اتّهاماته للبارتي بالتعاون مع المخابرات التركية
زعم بايك وادّعى بأن الديمقراطي الكوردستاني يتعاون مع المخابرات التركية MIT، وأن جميع خسائر الـ PKK وانتكاساتها هي بسبب الديمقراطي الكوردستاني! غير أن الحقيقة الوحيدة هي أنه لا جميل بايك ولا تنظيماته الـ PKK لا يملكون أية أدلة أو اثباتات على مزاعمهم وادّعاءاتهم هذه، بل لا أدلة لهم إطلاقاً على أن البارتي تعاون أو يمتلك أية علاقات مع أية دولة محتلّة غاصبة لكوردستان، ودليلهم الوحيد هو الأخبار المفبركة والكاذبة والافتراءات اللاأخلاقية التي تنشرها وسائل إعلام الـ PKK وإعلاميوا هذه التنظيمات المستأجرين، والذين ينشرون تلك الأخبار التي يتمّ صناعتها وفبركتها وراء أبواب مغلقة وعلى طاولات مستديرة، بخلافنا نحن، فنحن نمتلك أقوى الأدلة والاثباتات والتي تكشف حقيقة العلاقات بين الـ PKK وعبد الله أوجلان وجميل بايك مع الدول الغاصبة والمحتلّة لكوردستان، وأن هؤلاء يعملون لصالح هذه الدول!
علاقات قيادة الـ PKK مع المحتلين أكبر دليل وبرهان
لندع التأريخ جانباً لبرهة، ونتناول فقط السنوات الأخيرة، فجميل بايك كان يعيش في المباني التي بنتها إيران في ميركبان وقلا جولان، وهنا نتساءل: ما الذي أعطاه بايك لإيران مقابل أن تقوم له بهذا العمل؟! وكيف كان مصطفى قارسو ينتقل لطهران الشتاء الماضي؟! علماً أنه توجّه لطهران قبل فترة لتلقّي العلاج! أيا تُرى كلّ هذا مقابل ماذا؟!
أم لأنكم احتشدتم شباب الكورد من كافة أجزاء كوردستان في شنگال تحت راية الحشد الشعبي تلك الميليشيات التي تضرب صميم الإقليم وأمنه والعاصمة أربيل بين الفينة والأخرى بالصواريخ!! لا شكّ أن الـ PKK موظّفة لدى طهران، فجميل بايك يجعل صدور شباب الكورد في آفاشين والزاب هدفاً ومرمى لنيران الأتراك بينما في شنگال دفع بشباب الكورد لأحضان ميليشيات الحشد الشعبي المعادية للكورد وكوردستان!
عبد الله أوجلان مهندس المشروع العثماني
خلال حواره، قال جميل بايك بأن البارزاني هو أكبر شريك للاستخبارات التركية والدولة التركية، وقال بأن الجميع يعرف هذا! غير أن الصواب الذي يعلمه الجميع والحقيقة الساطعة والواضحة وضوح الشمس رابعة النهار هو أن الجميع يعلم بأن عبد الله أوجلان هو مهندس المشروع العثماني الجديد، وهو المستشار الأكبر للدولة التركية الحديثة.
فمن قال بأن البارزاني يمثّل خطراً وأنه سيؤسّس دولة قومية كوردية بالتعاون مع أمريكا هو أوجلان! ولهذا يجب على الـ PKK وتركيا التعاون معاً لإفشال هذا الشروع ومحاصرة أربيل!! نعم فصاحب هذا الكلام هو عبد الله أوجلان شخصياً، وكل التسجيلات ومقاطع الفيديو لأوجلان متوفرة وشاهدة على هذه الحقيقة، وقد شاهدها غالبية الشعب الكوردي، كما أن هناك اعترافات أوجلان خلال التحقيقات معه وهي أيضاً متوفرة للجميع!
فعبد الله أوجلان والـ PKK هما الضامنان الوحيدان لتحقيق مشروع الميثاق الوطني (ميساقا مللي) للدولة التركية.
فالشريك الأكبر للدولة التركية واستخباراتها وبلا منازع هو عبد الله أوجلان والـ PKK، تلك التنظيمات التي ضحّت بآلاف شباب الكورد من أجل دمقرطة تركيا وتحقيق مشروع أخوة الشعوب الوهمي!
الـ PKK أينما حلّت جلبت الدمار والموت…
لم يخفّف جميل بايك من سرعة نبرته وحديثه خلال هذه الرحلة… فتابع بالقول: “لو لم يتعاون البارزاني معها، لكان وضع الشعب الكردي أفضل بكثير اليوم. لأن الكرد وما يملكونه من مقومات يمكنهم أن يعيشوا حياة قوية في الشرق. الحزب الديمقراطي الكردستاني والبارزاني يمنعان ذلك. إنهم يخدمون الدولة التركية”.
غير أن الحقيقة التي عايشها الكورد في كافة أجزاء كوردستان هي أن الـ PKK لم تجلب سوى الدمار والهلاك والموت للكورد أينما حلّت… فهي كقوة متقدّمة للدولة التركية بل ورأس حربة للعساكر الأتراك، أينما حلّت أحلّت معها الدولة التركية! تدمّر كل شيء تمرّ عليها، فلا تقيم وزناً لا للقيم الاجتماعية ولا لحياة الإنسان ولا لوجود الأسرة… فأصبح اسمها مرادفاً للدمار والاضطرابات والفوضى، أينما وجدت وجد هنالك الفوضى وانتشر الخوق وانعدم الأمل، وخيّم الدمار على تلك المنطقة، وأخذ الفقر بمآخذ قلوب الشعب هناك وحصد الموت والقتل حياتهم وحياة أطفالهم!
وكلّ من كان له علاقات مع الـ PKK في شمالي كوردستان-كوردستان تركيا هجّر بلاده ولجأ للعيش في جحيم المخيمات، أو تعرّض للانصهار والإبادة العرقية، فحتى أطفال العوائل الكوردية التي تعيش في أوروبا في صفوف الـ PKK أصبحوا مشرّدين في الشوارع والأزقة وتركوا دراستهم وأصبحوا عصابات مافياوية، نعم نحن لم نتحدّث بعد عن الوضع في عفرين والجزيرة وسور، فالـ PKK تقتات على أرواح الناس وحياة الإنسان وتستثمرها أيّما استثمار، ولهذا نرى ولهها وحبّها وتعلّقها اللامحدود بالموت والقتل…