بقلم… ماهر حسن
قبل ان استطرد عن الاجتياح التركي الجديد، وإزاء استشراس آلة القمع في مكاننا، لا بدّ أن نفضّ الغبار عن الضبابية التي تثير ريبة البعض حيال إمكانية عودة البعث، في الحقيقة لا يمكن أن نسميها تسليم المناطق الخاضعة تحت سيطرة الآبوجية إلى الحكومة السورية نكاية بالدولة التركية، هذه التفاهمات اتّفقت عليها الطرفان بداية الأحداث وجاءت نتيجة لأوضاع عسكرية محددة لتعزيز الوهم الذي تمّ إنشاؤه بعناية بشأن سلامة واستقرار كوردستان سوريا بمسرحية هزيلة واضحة، إذ لا تزال توحي بسيطرة قوات النظام على مقاليد الأمور هناك، وحاولنا أن نصف هذه الكارثة الكبيرة في المستقبل إذا تُركت دون معالجة، وما يترتب عليه من الاجتياح التركي، لكن تعرضنا للترهيب والترغيب ونتيجة كشفنا للطبخة السياسية التي يتبناها الآبوجية، وأخذ بعض الكتّاب والمثقّفين على أيدي المعذبِين وما أكثر هذا الصنف من الناس، بل ما أقل الصنف الذي يرضي ضميره ولا يقوم بمساعدة المعذبَين، لكن سرعان ما نجد أبواق منظومة العمال يتألبون ضدّهم ومن خلال بعض الكتبة الجدد، فهل يوجد استخفاف أحط من هذا؟!
عموماً، حزب الاتحاد الديموقراطي دحرج كرة من الكذب ليصاب البسطاء بجهالة، كلّ همّه أن يكون من السباقين إلى ترويج كي يشكر من البعث أو يحمد على ذلك مقابل أموال طائلة أرسلت إلى معاقلهم في قنديل.
نجح من يفاخر أمثال وليد فهيم (الدار) بتجميل تاريخ النظام السوري اللئيم المثخن المضرج بالدم والكيد، وساهم بإشعال فتيل الحرب مع الأتراك، ولم تستأنف مناطقنا حيويتها واستقرارها وأمنها منذ سيطرة حزب PKK على مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد أن نال ما نال وحقّق لنفسه الكثير بل حوّل عدداً كبيراً من القرى والمدن إلى خراب.
إن مشروع منظومة العمال اللاكوردستاني، والذي بدوره أوصلنا إلى الهوة، وفرض نظامه المافياوي بالهيمنة والأيديولوجيا تسبّب بفاجعة تلو الأخرى، إذ ما يقرب أكثر من عشر سنوات والكورد محكومون ومنهوبون ومستعبدون، وعمل الآبوجية وكوادرها على المتاجرة بشعارات وهمية وزرع الشك والظنون في أدمغة الشعب الكوردي، وادّعى حرصاً منهم على المناطق الكوردية، كما كُرِّس الجور والطغيان كصيغة أساسية لعلاقة الكورد بغيرها من الشعوب في سوريا.