بقلم… ماهر حسن
نجح حزب العمال بتوظيف أتباعه في بلاط الحاكم وهالةِ خلوده، ولاسيّما من يمتهنون التطبيل للحصول على مكاسب مادية واجتماعية، وثمة آخرون لجؤوا بكل ارتياح وانشراح إلى حزب العمال، تحت ذريعة منحه الفرصة أو بالأحرى التزموا الصمت على كشف قبح سياساته تجاه الكورد الذي تورّم نرجسيا بتلفيق التهم الباطلة، وذهب قادة الاتحاد الديمقراطي بفطنتهم ببعض إلى العدم، إذ يخرج من لا يفقهون ألف باء السياسة، غير هيّابين، يصرخون تعبيراً عن حبهم الجمّ للنظام، متاجرين بأنهم وقفوا في وجه دولة التركيا في البداية، ثم صامتين مستسلمين وكأن شيئاً لم يحدث.
الأسوأ من هذا وذاك، أنك لو طرحت على أتباع العمال الكوردستاني السؤال التالي ذا الجواب منذ أربعين عاماً من إعلان جمهورية الزاب إلى آفاشين، إلى كانتونات وإدارة ذاتية في كوردستان سوريا: ماذا تقول في السياسة؟
:- ” الظروف أقوى ممّا كان متوقّعاً”
وكيف أن حزب الاتحاد الديموقراطي لا يرى في سقوط آلاف الشهداء والجرحى ونزوح آلاف أخرى إلى دول مجاورة فشلاً وتعثّراً، وأن الإدراك المشوّه لإدارة المنطقة يفضي إلى قرارات عاجزة عن مواجهتها، فتكون النتيجة مزيداً من التخبط والسقوط؟!
لكن ليسمحوا لنا، نحن من خسر البلد والولد، ويراعوا عقولنا، ويشرحوا لنا كيف بعقد من الويلات فقط كانت بغية إجبار تركيا على التفاوض مع النظام السوري؟ يبدو أن سياسة الآبوجية مع نظام الاسد كانت مسألة دقّا على الصدور، والتعّهد بأنّ “الكورد” عندي، وهي تبدو كذلك، فلا داعي إذاً لتوهم ودثر وطمس الحقيقة.