حزب العمال الكوردستاني والكورد

حزب العمال الكوردستاني والكورد

بقلم الدكتور عبد الحكيم بشار

أكثر من مرة، أقرّر عدم الكتابة عن حزب العمال الكوردستاني والخوض في هذا المجال لاعتقادي أنه بات معروفاً لدى شرائح واسعة من الكورد.

إن هذا الحزب منذ تأسيسه، أُوْكِل لمحاربة الكورد وقضيتهم في كل الجغرافيا الكوردية، وكلّ ما عداه هي مهام ثانوية لخدمة هذه الجهة أو تلك مقابل قضايا مالية أو سلطوية، أو كما يُقال في الطب، أعراض جانبية أو تأثيرات جانبية!! كلّ تلك الأعمال التي تقوم بها هذه المنظومة إلى جانب محاربتها للقضية الكوردية التي تبقى المهمة الأساسية.

فمحاربتها لداعش ليس لأنها ضدّ الإرهاب بل هي أيضاً مُصنّفة على لوائح الإرهاب أوربياً وأمريكياً، ولكنها من أجل المال وتثبيت سلطتها لأن مهمتها الأساسية في سوريا هي منع الكورد من المشاركة في الاحتجاجات ضدّ النظام وحماية آبار البترول مقابل الحصول على 4% من وارداتها والمساهمة في خلق صراع كوردي عربي، وعندما جاءها-أعني منظومة حزب العمال- عرض أفضل من التحالف الدولي لمحاربة داعش لم تتردّد في العمل لديهم مقابل المال والسلطة دون أي اتفاق سياسي.

اعتقد أن هذه المعلومات معروفة لدى كل الوطنيين الكورد، ولكن ما دفعني لكتابته مرة أخرى ليس فقط للتذكير، بل لعرض بعض الوقائع:

  1. استمرار ممارسات الإرهاب والعنف والاعتداءات على الناشطين الكورد وتهديدهم بالقتل حتى على الساحة الأوربية، كما حصل مع السادة هوشنك أوسي وحسين جلبي ومسعود أحمد، والعديد من الشخصيات مع الاعتذار عن ذكر جميع الأسماء لأن الهدف ليس الأشخاص رغم أهمية هذه الخاصية، وانما للدلالة على ممارسات هذه المنظومة.

  2. الكشف عن مصير مغيّبي داعش وقادتهم وعدم الكشف عن مصير مختطفي الكورد مثل السيد بهزاد دورسن عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا ومجموعة من المناضلين.

  3. إطلاق سراح العشرات من قادة داعش الذين قاموا بأعمال إرهابية تحت حجّة الصلح الاجتماعي والاحتفاظ بالعديد من المعتقلين الكورد الذين لم يرتكبوا أيّ جرم، وإنما رفضهم الانصياع لأجندات حزب الاتحاد الديمقراطي التي تتناقض مع الأجندات الوطنية الكوردية.

  4. تُعدُّ منطقة الجزيرة من أغنى المناطق في سوريا، حيث كانت تسمّى سلة الغذاء الرئيسية لسوريا تكفي مواردها لملايين الناس، ولكن هناك وضع اقتصادي متدهور بشكل غير مسبوق ممّا جعل كل شاب، بل كل عائلة كوردية مشروع هجرة للخارج.

والسؤال المطروح: هل هو سوء إدارة وسرقة أموال للخارج أم عمل مُمنهج لدفع الكورد للخارج تنفيذاً لأجندات من أسّس هذا الحزب؟! أعتقد العاملين سوية.

انا لا أدّعي امتلاك الحقيقة وحدي، لكن فليثبت حزب العمال الكوردستاني في محطة واحدة من تاريخه الحافل بالعنف والاغتيالات وسفك الدماء أنهم خدموا القضية الكوردية!!

مقالات ذات صلة