أحلّ عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو ضيفاً ثقيلاً على الشعب الكوردي كالعادة من خلال برنامج خاص على نافذة العمال الكوردستاني PKK (Medya Haber) المختصّة بنشر الأكاذيب وصناعة الأباطيل والافتراءات ومنبع نشر الحقد والكراهية بين الشعب الكوردي، ومصدر تحريف حقائق الأحداث وتزييف وقائعئها.
خيال وأوهام عاشه قره سو أسوة بباقي قياديي الـ PKK خلال البرنامج، حول شخصية زعيم الـ PKK المسجون في إمرالي، فبدأ بسرد الأوهام والتحدّث بكلام لا يختلف بدايته عن نهايته من حيث البطلان والتفاهة وفضح معدنه السيء، والحق أنّه لا قره سو ولا حديثه ولا الافتراءات والأكاذيب التي تعوّدت وسائل إعلام الـ PKK على نشرها تستحقّ التقييم والنقد والتفسير، ففحوى كلامهم جميعاً واحد، وهي عبارات خاوية فارغة منمّقة لا تقدّم أي جديد على الساحة إطلاقاً، غير أنه من المؤسف أنه ما زال هناك بعض الناس يصدّقون هذه الأكاذيب ويثقون بأمثال هؤلاء البلهى! بل والأمرّ من ذلك أنهم يستمدّون مبادءهم وقيمهم ويغيّرون مواقفهم وفق هذه الرؤى البليدة والأفكار السقيمة بحيث باتوا في خندق العداوة لقضيتهم وقوميتهم ووطنيهم وهم لا يشعرون! ولهذا نرى أحياناً أنه من الواجب التصدّي لمثل هذه الرؤى وفضح أفكار هؤلاء وأكاذيبهم وافتراءاتهم على رؤوس الأشهاد…
في بداية حديثه وكالمعتاد، خصّص قره سو جزءاً من كلامه للثناء على الزعيم المسجون للـ PKK، وأشار إلى العزلة الوهمية المفروضة عليه في إمرالي، فقال: “القائد يتعرّض لضغوطات كبيرة، وهناك حقد شديد للغاية، بهذا الشكل ينتقمون من القائد أوجلان، لماذا أوعيت هذا الشعب…؟ ولماذا نظمته…؟ لماذا جعلته يقوم بالنضال …؟ بهذا يقومون بفرض عزلة شديدة وضغط شديد عليه، لأن نضال الشعب الكوردي هو مشكلة كبيرة بالنسبة لهم، وبدأ نضال الحرية والديمقراطية للشعب الكردي بفكر القائد وبقوة القائد، فإن السياسة الوحيدة لهم هي القضاء على وعي وتنظيم وأهداف وآمال ونضال هذا الشعب، في هذا الإطار يعزلون القائد، يمكن أن يكون القائد معزول من الناحية الجسدية، ولكنه يعتبر قائد لا يمكن عزله، لا يمكن أن يتم عزل هذا القائد، بالطبع لا يستطيعون ذلك، لقائد عبد الله أوجلان بفكره، لا يؤثر على الشعب الكردي فقط، بل يؤثر على كافة شعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، هذه هي حقيقة القائد، بالأساس إن حقيقة القائد هو أنه قائد فكري، قائد ذهني، هذا هو الجانب الأكبر للقائد، له جانب يؤثر على الشعب الكردي، الشعب الكردي يستمد القوة من فكر القائد، كما تستمد شعوب الشرق الأوسط القوة من فكر الشعب الكردي، وأيضا شعوب العالم تستمد القوة من فكر القائد أوجلان!!”.
وهنا، كلّ من له أدنى إلمام بتأريخ هذه التنظيمات ومعرفة بحقيقة أوجلان، لا يمكن الخداع بمثل هذه العبارات والخزعبلات، والوقوع في مصيدة الـ PKK من خلال العبارات الرنّانة والبراقة حول القائد المزعوم والمقاومة التأريخية لمن سلّم نفسه للدولة التركية وأبدى استعداداً منعدم النظير لخدمة الدولة! فالحق أنه لا يمكن لأمثال قره سو إقناع طفل بمثل هذه الخزعبلات، بل لا يليق بأحد أن يوقع بنفسه لهذا المستوى الهابط من الخطاب غير الواعي…
من جانب آخر، أبدى قره سو من جديده حقده الدفين للحزب الديمقراطي الكوردستاني PDK فأشار بأصابع الاتهام للبارتي في قضايا هو بنفسه يدرك حقيقة كذب أقواله ولكنها طبيعة قادة تنظيمات الـ PKK الدخيلة على الحركة التحرّرية الكوردية، والتي تعادي كلّ ما هو وطني قومي مخلص، وتخفي الخيوط التي تربطها بالمحتلّ قدر المستطاع دون أن تقدر على ذلك مهما فعلوا…
اسمعوا لما يقوله “قره سو” بحقّ الديمقراطي الكوردستاني-البارتي!
انتقد قره سو الحزب الديمقراطي الكردستاني بشدة، لأنهم أعاقوا عمل الهيئات للتحقيق في الهجمات الكيماوية وقال:” دولة الاحتلال التركي عدوة بدون شك، وتهاجم، ولدى أوروبا مصالح أيضاً، وتتجاهل الحقائق، لكن الشيء المهم والمؤلم هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ويتستر على هذه الهجمات، ويمنعون الأشخاص الذين يريدون الذهاب إلى هناك، وتتستر على جرائم تركيا، كما أن التستر على جرائم تركيا قد أوكل للحزب الديمقراطي الكردستاني، فأينما تهاجم دولة الاحتلال التركي يقوم الحزب الديمقراطي الكردستاني بخلق الأعذار فوراً لدولة الاحتلال التركي، يقول ” ولهذا الشيء تهاجم شنكال، كما أنه يهاجم روج آفا لأي سبب”، حيث لا يضع اللوم على دولة الاحتلال التركي، إنه أكبر عار تاريخي يلاحق الحزب الديمقراطي الكردستاني لأنه يتستر على استخدام الغازات السامة والأسلحة الكيماوية “.
فـمّما لا شكّ فيه أن “قره سو” بنفسه لا يثق بكلامه، فهو لا يتحدّث أبداً من تلقاء نفسه، بل جلّ ما في الأمر أنه يلقّن بخطاب مكتوب على ورقة أمامه، وأن مهمّته لا تتعدّى قراءة ما جاء فيها دون تفكير أو إبداء رأي! لهذا، فالمهمّ هنا هو الاطّلاع على هذه الحقيقة ومعرفتها.
وكما قلنا سابقاً، أن الأمرّ هو أنه هناك أطراف وشخصيات يعادون الديمقراطي الكوردستاني-البارتي في المجال السياسي، وهؤلاء يتحيّنون الفرص ويتلهّفون لمثل هذه الأكاذيب والافتراءات وإن كانت باطلة عارية عن الصحة والحقيقة، وذلك لانتقاد البارتي ومحاربته من ورائها، وتحريف الـ PKK للحقائق وتزييفها للوقائع تشرعن لهذه الأطراف هجماتها العدوانية على البارتي وتمهّد لها وإن كانت هذه الأطراف والجهات على يقين تامّ من عدم صحتها وبطلانها، فهي تستند عليها في جميع الأحوال، وهم بدورهم هذا يخفون حقيقة عداوتهم لكلّ ما هو كوردي كوردستاني حتى النخاع!
وممّا لا شكّ فيه أن لكلّ طرف أو جهة أو حركة أو حزب سياسي كوردستاني انتقاد البارتي على ما بدر منه من أخطاء، فالكلّ خطّاء، غير أن الانتقاد والاتهام بالخيانة شيئان مختلفان، فالـ PKK تعادي الدولة الكوردية بكلّ الأشكال، وهي على أتمّ الاستعداد لخدمة أعداء كوردستان ومحتلّيها من أجل الوقوف أمام نيل الشعب الكوردي حقوقهم المشروعة في تأسيس دولة كوردستان، وما محاربتها وعداؤها اللدود للبارتي إلا لتحقيق هذا الهدف!
وما بدر من هذه التنظيمات مؤخّراً لم يكن سوى تغطية لانتكاساتها المتتالية وهزائمها الفظيعة سياسياً وعسكرياً، فهي بهذا تحاول إبعاد الأنظار عن هذه الحقائق، وتغطيتها خلال الحرب الإعلامية الخاصة ألتي تشنّها على الحزب الديمقراطي الكوردستاني…
رۆژەڤا کورد