علم كوردستان وألاعيب الخونة وخداعهم…
لسنوات، وانطلاقاً من أحقادهم الدفينة وعداوتهم اللدودة وكراهيتهم الشخصية عبر التأريخ، حاول الكثير من الناس تشويه تأريخ علم كوردستان، وتحريفه، وخلق قصص خرافية حوله، على الرغم من وجود العديد من الوثائق التاريخية حول إنشاء علم كوردستان وتكوينه، كما لا يزال بعض الناس يرغبون بالصيد في المياه العكرة، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم أولئك الذين يتبعون أيديولوجية حزب العمال الكوردستاني وفاشية آبو، كما يحاول العديد من اليساريين الذين يعيشون في مستنقع الكراهية التاريخية أن يقولوا للناس إن هذا هو علم جنوب كوردستان-إقليم كوردستان والبارزاني! على الرغم من تعفّن هذه الفكرة ونتانتها، كما هي أيضاً مطلب الفاشيين العنصريين الأتراك والإيرانيين ورغبتهم على حدّ سواء، لأن تاريخ هذا العلم أقدم بكثير من تاريخ حكومة إقليم كوردستان وجمهورية كوردستان عام 1946، واليوم يرفع جنوب كوردستان-إقليم كوردستان هذا العلم، وأنا أعتبره فخرًا وشرفاً عظيماً، كونه نتاج كفاح ثورة الشيخ عبيد الله نهري ولغاية ثورة الملا مصطفى البارزاني وحتى اليوم، حتى أصبح علماً لكوردستان تمّ الاعتراف به وقبوله ورفعه عالياً في المحافل والبروتوكولات الدولية.
وسأحاول في هذا المقال تقديم تأريخ علم كوردستان بناءً على معرفتي الشخصية وبعض الوثائق التاريخية.
تم إنشاء علم كوردستان لأول مرة في عام 1919 من قبل جمعية التنظيم الاجتماعي للكورد، وكان الأشخاص الذين شاركوا في تأسيس المنظمة والعلم الوطني لكوردستان هم: أمين علي بدرخان (جزيرة بوطان) الدكتور عبد الله جودت (أربگير) أكرم جميل باشا (ديار بكر) مولانا زاده رفعت بك (سليماني) نجم الدين حسين (كركوك) كمال فوزي (بدليس) شكري بابان (سليماني) ممدوح سليم (وان) حكمت بابان (سليماني) فؤاد بابان (سليماني) والدكتور شكري محمد وفريد بدرخان بك.
في عام 1919 قام د. كاميران علي بدرخان بعرض هذا العلم باعتباره العلم الوطني في العديد من الدول الأوروبية.
بعدها وفي عام1927، اعتمد هذا العلم من قبل جمعية (خويبون- الاستقلال) بشكل رسمي كعلم كوردستان، ورفع أثناء ثورة الجنرال إحسان نوري باشا على قمم جبل ئاگري-آرارات في جمهورية كوردستان في 1927، وفي عام 1929، رفع الدكتور نوري ديرسم هذا العلم باعتباره العلم الوطني في ديرسم، وكتب قدري جميل باشا في كتابه (قضية كوردستان) الذي نشر في بيروت عام 1969: “حدّدت جمعية التنظيم الاجتماعي للكورد تصميم وألوان ورموز علم كوردستان على الشكل الآتي: اللون الأحمر في الأعلى، اللون الأبيض في الوسط وعليه قرص شمس أصفر اللون ذات إشعاع واللون الأخضر في الأسفل، وقد تمّت الموافقة غليه وقبوله كعلم وطني لكوردستان”.
في عام 1928، كتب “الاتحاد الوطني الكوردي” كتاباً باللغة الفرنسية بعنوان “مجازر الكورد في تركيا” وتمّ رسم علم كوردستان أيضاً على غلاف الكتاب، وصدر الكتاب عن دار نشر “ليگا كوردي” بالقاهرة.
وفي الأعوام 1932-1934 نُشر علم كوردستان على غلاف مجلة هاوار.
كما كتب كلّ من (هركول ئازيزان 1932، وكاميران بدرخان 1932، ومير جلادت بدرخان 1932 وجكرخوين 1941) في مجلّة هاوار حول علم كوردستان، وتمّ الاحتفاظ بهذا العلم وحمايته من جانب جلادت عالي بدرخان لغاية عام 1951، وبعد وفاة مير جلادت بدرخان عام 1951 احتفظت عقيلته السيدة (روشن بدرخان) بهذا العلم كإرث قومي ووطني واحتفظت به، وما زالت هذه النسخة من علم كوردستان محفوظة في منزل ابنة مير جلادت بدرخان (سينم خان بدرخان) في هولير/أربيل.
في عام 1946، تمّ رفع هذا العلم في جمهورية كوردستان في مهاباد، ليكون علم كوردستان.
في عام 1999، تم قبوله رسميًا باعتباره العلم الرسمي لكوردستان من قبل أول حكومة فيدرالية لكوردستان في العالم، وفي عام 2009، قرّر برلمان كوردستان إعلان 17 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يوم العلم، وتغيير وتجديد جميع الأعلام على عموم مؤسسات ودوائر إقليم كوردستان.
وفي عام 1930 نشرت صحيفة “فاكيت” التركية خبراً عن العملية المشتركة للجيش التركي والإيراني ضدّ جمهورية كوردستان في ئاگري، أن إحسان نوري باشا قاد ثورة ئاگري، ونشر في الخبر الذي نشرته الصحيفة صورة للعلم الملون مكتوباً تحته “علم جمهورية خويبيون” وأدناه قمت بمشاركة الصورة التي نشرتها الصحيفة التركية كدليل ومصدر للقراء.
دلوفان علي
وهذا هو الرابط لمقابلة سينم خان بدرخان حول تاريخ علم كوردستان: https://youtu.be/D-WgH8a2E9k