يا تُرى: من أين يعرف زبير أيدار قاتل ناكيهان آكارسال؟!

يا تُرى: من أين يعرف زبير أيدار قاتل ناكيهان آكارسال؟!

خلال مشاركته في برنامج على فضائية البكك المعروفة (Stêrk TV) حول ملابسات مقتل الناشطة البككية ئاكهان أكارسال في 2022/10/4 في حيّ بختياري بمدينة السليمانية، نشر المدير الدائم للتنظيمات التابعة للبكك باسم (KNK) المؤتمر الوطني الكوردستاني في أوروبا، معلومات تتخلّلها غيم من الشكوك والغموض.

فقد صرّح زبير أيدار، أن قاتل (ئاكهان أكارسال) المدعو (إسماعيل بكر) من مواليد حيّ (ماماق) بأنقرة، كما لوّح إلى أنه يمتلك العديد من المعلومات غيرها حول القاتل وملابسات عملية الاغتيال دون الإفصاح عنها!

أيدار، صرّح بمعلومات حول اعترافات القاتل، والنتيجة كانت كسابق عهدها، ألا وهي توجيه البكك لأصابع الاتهام نحو العاصمة أربيل، حيث قال: (القاتل كان سيهرب إلى أربيل!).

فقد كشف زبير أيدار عن هذه المعلومات بأسلوب وكأنه المدير العام لمديرية أمن محافظة السليمانية! نعم، تحدّث وكأنه هو بنفسه قام بقضية التحقيق مع القاتل وانتزاع الاعترافات منه! وكما نعلم أن المدعو (زبير أيدار) ليس موظّفاً أو منتسباً في مديرية الأمن العامة لمحافظة السليمانية، لذا ينبغي علينا استقصاء قضايا أخرى من خلال تصريحه هذا.

وممّا لا شكّ فيه أن زبير أيدار لم يحصل على التفاصيل الكاملة حول الجريمة، لدى حديثه مع رفاقه في الاتحاد الوطني الكوردستاني.

زبير أيدار حصل على هذه المعلومات من كبار مسؤولي البكك بطريقة مباشرة، ولم يكن في نيته نشر هذه المعلومات، إلّا أنه كلّف بنشر هذه المعلومات، وأن البكك طلبت هذا الشيء منه مباشرة، بمعنى أن البكك تستعدّ لتنظيم حملة قذرة أخرى حول جريمة القتل هذه…

قبل الآن، كان موقع “داركا مازي” قد نشر تقريراً مفصّلاً، تضمّن معلومات غاية في السرية والخصوصية حول قضية اغتيال (ناكهان أكارسال) وغيرها من عمليات الاغتيال التي طالت مسؤولي وكوادر البكك في السليمانية، وباستطاعتكم قراءة التقرير والاطّلاع على المعلومات الواردة فيه في الرابط أدناه.

يا تُرى: من أين يعرف زبير أيدار قاتل ناكيهان آكارسال؟!

https://darkamazi.net/arabic/archives/1030880

توقيت تصريح أيدار مهمّ للغاية، فعقب تحريض عضو منسّقية البكك في أوروبا (فرمان كارزان) وتحريكه الحشود بعنف وتأجيجهم بشكل حاد، صدر هذا التصريح من أيدار لتغطية تلك القضية، كما أن الاستهداف المباشر لزبير أيدار للعاصمة أربيل ايضاً مرتبط بذلك.

كما حاول أيدار، خلق ردود أفعال كوردية، وتوجيهها نحو العاصمة أربيل عندما قال: (القاتل كان يفكّر بالفرار والهرب إلى أربيل، وأنه سينجو هناك!) ممّا اثارت هذه العبارة حفيظة العديد من وسائل الإعلام التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني في السليمانية، فتلّقفت الخبر بسرعة البرق وسارعت بترجمته ونشره على صفحاتها.

من جانبها، تقبّلت الدولة التركية هذه الجريمة بشكل ضمني، وتوثّق من خلال التحقيقات أن الجريمة وقعت بمؤازرة ومساعدة تنظيمات البكك في السليمانية، كما تمّ القبض على عدد من أنصار وكوادر وموظّفي البكك هناك.

كما نشر “داركا مازي” من قَبْلُ، أسماء هؤلاء، ولكشفه معالم الجريمة واسم القاتل، ينبغي علي زبير أيدار الكشف عن أسماء الأشخاص في صفوف البكك الذين تعاونوا مع القاتل، بل يجب عليه أن يكشف أيضاً أن القاتل كان يأوي لمركز (جمعية ميزوبوتاميا لعمال باكور كوردستان) في السليمانية، ويبيت عندها!

على الاتحاد الوطني أخذ الدروس والعبر من الحادث

تصريح زبير أيدار هو تصريح لإدارة البكك

على الاتحاد الوطني الكوردستاني، أن يعتبر من الحادث ويأخذ منه دروساً وعبراً، فالاتحاد الوطني قد اطّلع البكك على سير التحقيقات، كذلك اطّلعها على ما يتعلّق بالقضية من معلومات، فيا ترى هل هم بهذا المستوى من البلاهة والسذاجة بألّا يتصوّروا أن قضية مثل هذه ستعود عليهم بشكل سلبي في يومٍ ما؟! نعم قد يكون الاتحاد قد التزم الصمت تجاه الهجمات والاعتداءات التي تقوم بها البكك على الديمقراطي الكوردستاني-البارتي، ولكن عليه أن يعلم جيداً أنه قد يأتي دورها في الغد القريب وتنقلب ضدّها!

فتصريح زبير أيدار هو تصريح لإدارة البكك، ولو أرادت البكك البحث عن قاتلٍ ما، أو الكشف عن القتلة والعصابات المنظمة في جرائم القتل، ينبغي عليها البدء بنفسها، والتفتيش في صفوفها أولاً، فجميع آثار القتل وخيوط الجريمة تنتهي إليها، وتمحو وتضمحلّ في أطرها وداخلها، فالجرائم التي ارتكبتها البكك، والتصفيات الداخلية التي قامت بها هذه التنظيمات في أطرها وعمليات الاغتيال والتغييب التي مارستها تفوق آلاف الحالات، فلو أراد زبير أيدار كتابة قائمة بأسماء من اغتيل على يد البكك من كوادرها ومقاتليها ومسؤوليها وقادتها لامتدّت القائمة من بروكسل حيث هناك أيدار ولقنديل حيث يتمتّع قادة البكك!

ففي قضية مقتل ناكهان أكارسال وزكي جلبي… انتهت خيوط جرائم القتل تلك في رفوف البكك، فالبكك هو القاتل لا غير، ولكنها تحاول عن طريق ماكيناتها الدعائية الإعلامية تبرئة ساحتها وتطهيرها وإلقاء التّهم على الغير بهتاناً وظلماً.

وعندما نقول للبكك بأنكم أنتم فعلتم كذا وقتلتم فلاناً… تحاول هذه التنظيمات جاهدة ربط القضية بالمبادئ الثورية وتتّهمنا بـ (احتقار المبادئ والقيم الثورية للبكك…) وعندما ننتقدها يشمّر مثقّفوها المأجورين عن ساعد الجد ليتّهمونا بالإساءة والإضرار بالوحدة الوطنية!!

البكك تحتقر يومياً بقيم الكورد وكوردستان والكوردايتي

تحتقر تنظيمات البكك، وبشكل يومي، مبادئ وقيم الكورد وكوردستان والكوردايتي، هل تعلمون أنها تحتقر ثورات وانتفاضات قادة وزعماء الكورد أمثال الشيخ سعيد بيران حيث تتّهمه بعمالة الإنجليز، وتصف القاضي محمد بالمضلَّل والشخصية المخدوعة، وتصف بيشمركة كوردستان والتي قدّمت آلاف الشهداء من أجل تحرير كوردستان… تصفهم بالمرتزقة والمأجورين!! علاوة على محاربتها اليومية لمسيرة البارزاني ووصفها هذه المسيرة المباركة بالتخلّف والرجعية، ووصف مطالب الكورد بتأسيس دولة لهم بالمطالب الرجعية والمتخلّفة!! أليس هذا احتقاراً بالقيم والمبادئ والمقدسات القومية والوطنية للكورد؟!! فلماذا هذا السكوت من المثقّفين والفنانين وغيرهم…؟!

فهل نزلت البكك من السماء؟! هل هي تنظيمات مقدّسة لا يجوز المساس بها أو نقدها ومناقشتها؟! فمنذ أكثر من أربعة عقود (40 عاماً) ألحقت هذه التنظيمات من الخسائر البشرية والمادية بالكورد ما لم تلحقه غيرها بهذا الشعب البائس وهذا الوطن المجزّء وسط صمت الجميع! فمن الآن وصاعداً نقول وبصريح العبارة لزبير أيدار والتنظيمات التي يمثّلها أنه لم يرتكب أحدٌ جرائم القتل بالمستوى التي ارتكبتها أنت وتنظيماتك في كوردستان، فتنظيماتك لم تدّخر جهداً في قتل الكورد وتهجيرهم وحرق قراهم وممتلكاتهم وممارسة أبشع الممارسات والأفعال القذرة بحق الشعب الكوردي عموماً وفي كافة أجزاء كوردستان… والتأريخ يشهد أن ايديكم ملطّخة بدماء آلاف الكورد، وتقفون وراء الآلاف من جرائم القتل والتصفيات الداخلية.

قاتل ناكهان هو البكك نفسها

قاتل ناكهان أكارسال هو كوردي-اسماً، ارتكب جريمة القتل من أجل حفنة نقود، قتل امرأة كوردية ببرودة أعصاب، يجب محاسبته على جريمته النكراء، كما ينبغي محاسبة القوة التي تقف خلفه وتدعمه وكشفها وإفضاحها، ولكن للأسف الشديد، سخّرت البكك حتى هذه القضية لبازاراتها السياسية ايضاً، ووظّفته لمصلحتها وتحقيق أهدافها وأجندتها، وكلّ من يفكّر في المكاسب التي باستطاعته تحقيقها من وراء هذه الجريمة فهو والقاتل سواء ويحمل من الجرم ما يحمله القاتل…

ولا حاجة لمزيد من الكلام… فزبير أيدار أدلى بتصريحات باسم البكك غير أن الحقيقة هي أن البكك نفسها هي القاتل.

مقالات ذات صلة