ما غاية البكك من تصوير وتحديد قواعد بيشمركة كوردستان؟

قوات الدفاع الشعبي HPG الجناح المسلّح للبكك، تحدّد مواقع وقواعد بيشمركة كوردستان بمنطقة ئاميديي كأهداف لها.

نشرت وكالة البكك فرات للأنباء (ANF) والتي تُذاع في أوروبا مقطع فيديو حول قواعد البيشمركة.

يتحدّث أحد عناصر الگريلا خلال المقطع المصوّر فيقول: “هناك يحتمي العساكر الأتراك تحت علم كوردستان، وهنا يتمّ تنفيذ هجمات على مواقع الگريلا كلّ يوم…”.

وللتضليل على الشعب الكوردي يقول: “لا يُعرف هل تتواجد هنا القوات التركية أم قوات الديمقراطي الكوردستاني PDK؟!”.

والسبب وراء مزاعم البكك هذه هو تبريرها لهجماتها اللاحقة على بيشمركة كوردستان وإضفاء الشرعية عليها، والتذرّع بـ: “لقد هاجمنا العساكر الأتراك، ولكن البيشمركة كانوا معهم في تلك السواتر!” فهذا الفيديو وحده كفيل بفضح النوايا السيئة والقذرة للبكك…

جبال ئاميديي مواقع دستورية وقانونية لبيشمركة كوردستان…

خلال الفيديو الذي نشرته البكك، هناك تضليل حول تمركز قوات البيشمركة على قمم ئاميديي وبهدينان، فبيشمركة كوردستان هي القوة الرسمية والقانونية للدفاع عن إقليم كوردستان وحمايته، وتواجده على أي شبر من أراضي إقليم كوردستان هو تواجد دستوري ومشروع على أرضه، ومرتبط بمهام هذه القوات وفق قرارات حكومة الإقليم وبرلمان كوردستان.

ولا وجود لمناطق باسم “مناطق الگريلا-مناطق الدفاع المشروع-باراستنا ميديا” فمنذ عام 2019، سلّمت البكك 90% من المناطق التي سمّتها بمناطق الدفاع المشروع للدولة التركية، وكبرى جرائم البكك تتمثّل في جرّها لجيوش الأتراك مسافة 45 كيلومتراً في عمق أراضي إقليم كوردستان.

فالبيشمركة المتواجدون على تلال ئاميديي يحموننا من كافة المخاطر، وهم من أبناء عشيرة برواري، ريكان، نيروه، نهيلي، زيباري… أي جميعهم من أهالي هذه المنطقة، وعموم أهالي المنطقة يعرفون أسماء وعناوين البيشمركة المتواجدين على تلك التلال، وأهالي منطقة ئاميديي-نهيلي يعرفون جيداً أنه لا وجود لأي عسكري تركي في سواتر بيشمركة كوردستان على هذه التلال.

بل البكك نفسها تعرف حقّ اليقين أن من يتواجد على التلال التي صوّرتها عدسات كاميراتهم هم فقط بيشمركة كوردستان!

فيا تُرى ما السبب وراء أكاذيب البكك هذه؟!

عام 2020، شنّت البكك هجوماً على بيشمركة كوردستان في ئاميديي، الهجوم أسفر عن استشهاد 7 من بيشمركة كوردستان، وجرح ما يقارب من 10 منهم، آنذاك أيضاً نفت البكك وقوفها وراء هذا الهجوم!

وخلال عام 2022 كلّه، كانت أبواق البكك وإعلامها تزمّر كذباً وزوراً أن (البيشمركة تفتح الطريق للجيش التركي) لكن بيشمركة كوردستان لم يفتحوا الطرق سوى لقواعدهم وسواترهم.

فالبكك لا تريد أن يطّلع الشعب على المناطق التي سلّمتها للجيش التركي، كما تحاول جاهدة إلقاء اللوم على بيشمركة كوردستان في هزائمها العسكرية، واتّهامهم بالوقوف وراء هذه الهزائم والانتكاسات، وخصم ضريبتها من بيشمركة كوردستان.

فقوات الدفاع الشعبي HPG وبعد زلزال مرعش في السادس من شباط، أعلنت وقف عملياتها العسكرية ضد الجيش التركية، علماً أنه لم تكن هناك أية معارك وحروب أصلاً! فالدولة التركية كانت قد تمركزت على كافة المناطق الاستراتيجية سابقاً دون أية مقاومة، فالبكك تهيّج مشاعر جماهيرها بالموت والدمّ، كما اعتادت على صنع أعداء خياليين وتحاول تشتيت وحدة البيت الكوردي وإضعافها دوماً.

البكك تحاول تبرير إيقافها للمعارك ضد الجيش التركي ببيشمركة كوردستان!

تتساءل البكك في المقطع المصوّر الذي نشرته: كيف استطاع الجيش التركي البقاء على تلة هكاري؟! وتقول بعدها: “هذه المنطقة هي تلة هكاري، وهو المكان الوحيد في المنطقة الذي يتواجد فيه الاحتلال غربي زاب، هذه المنطقة هي لعساكر المحتلّين الأتراك، ونصبت هناك أعلام إقليم كوردستان… قوات الديمقراطي الكوردستاني PDK أصبحت دروعاً لهم في مواجهة هجمات الگريلا!”.

كلّ هذا كذب محض، فالجيش التركي يتواجد على طول الحدود من زاخو لمثلث قمم زاكروس على خطّ شمزينان، والبكك سلّمت هذه المناطق واحدة تلو الأخرى للأتراك، وانسحبت منها، والآن تصوّر انطباعاً مفاده أنها لو هاجمت تلة هكاري فستتحرّر كوردستان؟! فالبكك هي نفسها من انسحبت من تلة هكاري بين عشية وضحاها وأهدتها للدولة التركية على طبق ذهبي مخملي بدماء أبناء الكورد! وانتقلت لتلة (بهار) خلف قرية برجي وكوهرزي!

فلو أرادت البكك إخراج الجيش التركي وطرده من إقليم كوردستان، فبإمكانها البدء بشنّ هجماتها عليه انطلاقاً من عفدال كوفي وليلكان وجبل شكيف ومنطقة برادوست.. كما باستطاعتها القيام بذلك من جبل خانتور وميركه شيشي في حفتنين، أو بمقدورها شنّ هجمات من قمم كيسته بمنطقة برواري بالا، أو كوره زار (كوري جهرو) المطلّ على شيلادزي، ولو أرادت فعلاً الهجوم على تلة هكاري فهناك ثلاث جهات أخرى فارغة حول هذه التلة فلتتفضّل ولتهاجم الأتراك من هذه الجهات!! فنوايا البكك واضحة لا غبار عليها ولا تحتاج لتوضيح!

فالبكك لا تهاجم الدولة التركية في أي مكان، فتبريرها عدم شنّها هجمات هنا بسبب بيشمركة كوردستان لاأخلاقية عظيمة، فتواجد البيشمركة هناك هو من أجل ألّا تنقل البكك معاركها الزائفة لقلب ئاميديي، تواجدهم هناك هو من أجل حماية المناطق السياحية كـ (بري سيلي وسولاف ومنتجعات شيرانه) تواجدهم على تلك التلال هو لحماية عموم أهالي المنطقة وممتلكاتهم، كذلك، لا تصل أية طرق للمركبات من ئاميديي جنوباً لتلة هكاري، بل الطريق الوحيد الذي يصل تلك التلة هو من جنوبها عبوراً من قرية كوركو-بنافي، وهو طريق هيمنت عليه البكك عام 2011 وسيطرت عليه.

فهناك تفسيرات غاية في السادية والبساطة تؤكّد أن البكك حركة لا تستحي من الكذب، فحتّى كبار قادتها ودون أدنى خجل، يتلفّقون معلومات كاذبة يعلم الكلّ إفكها وبهتانها! فالمزاعم التي تفيد أن بيشمركة كوردستان يقدّمون الدعم للجيش التركي العالق في زاب كذبة واضحة عارية عن الصحة، ولكن لكلّ كذبة نهايتها المحتومة، ونهاية هذه الأكاذيب باتت قريبة كما هي نهاية البكك…

مقالات ذات صلة